الشاعر عاطف عبد العزيز: الديوان عمل مركَّب والرسم يعد جزءًا من النص عبير أطلقت على فترة المراهقة اسم «العتبة السحرية» فى أمسية جمعت فن الكاريكاتير والشعر، عقدت فى دار التنوير بوسط القاهرة، ندوة لمناقشة كتاب «بيننا سمكة» الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، وهو ديوان موجه للفتيان والكبار، للشاعرة عبير عبد العزيز ورسوم فنان الكاريكاتير سمير عبد الغنى، الندوة التى أدارها جمال فتحى حضرها عدد من الفنانين منهم صلاح بيصار وعفت وحاكم وجلال جمعة. فى البداية تحدث جمال فتحى عن مشروع عبير فى إنجاز دواوين شعرية لها علاقة بالفن التشكيلى، أو تتماس معه وهو ما فعلته فى ديوانها السابق، منوها إلى مسألة تصنيف الكتاب وتحديد فئة عمرية على غلافه وأنه موجه للفتيان والفتيات والكبار، موضحا أن الشاعرة تمتلك روح طفلة تكتب للكبار. عبير أطلقت على فترة المراهقة اسم العتبة السحرية، معتبرة أنه جيل محروم من الالتفات إليه أو سماع مشكلاته وهمومه، وأنها أرادت أن تفتح بابا أو شباكا على هذه العتبة، وتتمنى مستقبلا أن تصدر عدة دواوين شعرية لهذه المرحلة تحديدا، كل ديوان به لعبة فى الكتابة مختلفة عن الآخر، موضحة أنها شعرت بأن وجود رسوم مع قصائد الديوان سيجعل الشعر قريبا من الفتيان. «البحر حصالة كبيرة زرقاء / كل صيادى العالم / وفروا الكثير والكثير/ من الأسماك بداخله»، السمك والذى يعد جزءا أصيلا فى المعتقدات والثقافة الشعبية، ويأتى ذكره فى الأحلام أو الحكايات كدلالة على وجود أو توقع الخير، كان هو المحور الرئيسى للديوان، يبدو حاضرا فى العناوين والنصوص وعيون الأطفال والرسوم المرافقة للقصائد، والتى يغلب عليها طابع الكاريكاتير. الفنان سمير عبد الغنى اعترف بأن الكتاب كان صعبا فى رسمه، وأنه لم يعرف فى البداية مفاتيحه أو طريقة الوصول إلى روح النص، لكن بعد عدة محاولات استطاع أن ينجز أكثر من ستين لوحة رسمه فى فى فترة قصيرة نسبيا. عبير عبد العزيز شاعرة وكاتبة للأطفال، صدر له عدة كتب منها: يوميات تختة والمدينة البرتقالية وعندما قابلت حجازى وديوان للكبار بعنوان: مشنقة فى فيلم كارتون، كما كتبت عدة أبواب فى مجلات الأطفال منها: هيا نبتكر علما وجورج وعلى وكنكن ودندن. كما حصلت على جائزة الشارقة فى مسرح الطفل. الشاعر عاطف عبد العزيز أوضح أنه بعد قراءة الكتاب اكتشف أنه للكبار، وذلك لأن الشاعرة كتبت من منطقة الحدس وليس المعنى المباشر، كما طرحت من خلال قصائدها عالما ثنائيا تضع فيه مشهدين متجاورين وتصنع نوعا من المقارنة بينهما دون تدخل منها، ثم تكتشف فى النهاية أن المتلقى عليه أن يقيم علاقة المتناقضات والتشابهات فى الحالتين. عبد العزيز أضاف أن الديوان يعد عملا مركبا، فلا يمكن النظر إليه باعتباره نصوصا فقط، بل إن الرسم يعد جزءا من النص، فما رسمه سمير عبد الغنى ليس صدى للنص وإنما نص آخر مواز للنص الأصلى وعلى علاقة متجاورة مع القصائد.