المياه الملوثة والحيوانات النافقة واللحون المريضة والدقيق "المسوس".. سموم تنتشر كالنار في الهشيم داخل محافظة سوهاج تقتل تارة وتسبب الأمراض الفتاكة تارة أخرى، يكاد يكون أخطرها اللحوم التي تباع داخل محال الفطير والبيتزا والحواوشي رخيص الثمن، فمع ارتفاع أسعار اللحمة وكسر سعرها حاجز ال100 جنيه، نجد من يبيع رغيف الحواوشي أو فطيرة البيتزا بمبلغ لا يتجاوز 5 جنيهات مما يزرع الشك في نفوسنا حول مصدر تلك اللحوم. يقول محمود بخيت - مواطن من مركز طهطا - إن غالبية الشوارع بها محال لبيع تلك المأكولات بأسعار زهيدة، حتى أنك بملغ 2 جنيه تستطيع أن تأكل لحمة لكنك في الحقيقة لا تعلم مصدرها، كما أنك تستطيع أن تأكل بيتزا باللحمة ب3 جنيهات مما يؤكد أن القصة وراءها كارثة على صحة الإنسان.
ويضيف موسي بخيت - مواطن - أن صاحب محل لبيع الكبدة المجمدة أكد له أنه بأى حال من الاحوال لا يمكنه أن يغسل الكبدة بالماء قبل طهيها، فالدماء تساعد على وجود مذاق وطعم حال تناولها، وأنه في حال غسلها بالماء تفقد نصف وزنها. وتابع: الناس بتاكل ومش بيجرالها حاجة والرغيف بجنيه شفت أكتر من كده دلع للشعب، إحنا بنخدم الناس وبنقدملهم أكلات في متناول أيديهم مش كفاية الحكومة كل يوم بترفع في الأسعار.
على جانب آخر، قال مصدر بمديرية الصحة بسوهاج - فضل عدم ذكر اسمه - إن 99% من تلك المحال تستخدم لحومًا أخرى مجهولة المصدر، يعني ممكن تكون لحوم كلاب أو حيوانات مريضة أنت وحظك بقى، كما أن هناك مفارم في الدول التى يتم استيراد اللحوم منها تفرم الكتاكيت الصغيرة بريشها وأرجلها، ويتم بيعها لمصر التي تعد أكثر الدول المستوردة لتلك السموم. وأضاف: جميع محال الكبدة والحواوشي ومحلات فطائر البيتزا بها بكتيريا وتسمم سرطانات خبيثة تؤدى إلى الموت التام، مطالبًا المواطنين بتجنب أكل تلك اللحوم.
يذكر أن إدارة مراقبة الأغذية بالتعاون مع الأمن خلال الأيام الماضية ضبطت عشرات الأطنان من تلك اللحوم الفاسدة حسبما أفادت عينات المعامل المركزية، لكن يبقي السؤال هل يُترك بائعو تلك اللحوم يروجون لتلك الأمراض للمواطنين المغلوب على أمرهم.