قلق يداهمني طول الوقت، وخوفٌ يملأ تفكيري ويسيطر على مشاعري، أخشى من يوم يتعرى فيه ظهري وينكسر عندما أرد على مكالمة تليفونية تحمل لي هذه الجملة المشؤمة "أمك ماتت"، أتساءل كثيرًا: هل يستحق الحلم الرافض مصافحتي أن أهديه سنوات أخرى من عمري؟، أتذكر دائما حبها لي واحترامها لنبتها الأول التي غرست فيه كل ما تعلمت خلال سنوات ست قضتها في المدرسة، لتكمل مشوار تعليمها بعد ذلك في الحياة الشاقة باحثة عن رزق حلال يعول أسرة كاملة. مات والدي وكان عمري وقتها 11 عامًا، لتصبح (أم وائل) أمًا وأبًا لأربعة أبناء، وتصبح بطلة لقصة كفاح جديدة بدأت عام 1992 وتستمر حتى الآن، لم يوقف قطار السعي والكد والعطاء إلا المرض الذي أخذ منها نعمة البصر منذ سنوات عدة، لتقهر ظلام العين بنور القلب والبصيرة. أمثلة شعبية كثيرة ومواقف وعبر تعلمتها من أمي التي باعت كل ما تمتلك من حُلي وذهب لتنفق على صغارها من حلال، بعدما مات الأب تاركًا مساحة من الأرض حاربت طول الوقت حتى لا "تُفرّط منها في شبر واحد"، وقد كان، لم تفقد أمي شبابها في منزل والدها فقط، بل فقدت عمرها تعاني في تربية وتعليم أربعة أبناء راهنت على أن يكون أولهم أملها في الحياة لتشعر بأن "تعبها لم يذهب هباءً". "ربنا يحبب فيك خلقه"، كان وما زال هذا الدعاء ينير طريقي ويفتح لي جسرًا من التواصل مع كل من أتعامل معه في الحياة، ولا أنسى ولن أنسى أفضالها عليّ التي لا تعد ولا تحصى. أمي الغالية أخشى رحيلك، "ربنا يباركلي فيكي"، أقبلي مني يا أماه هذه الكلمات البسيطة، فأنتِ حقًا تستحقي الكثير: طول عمري بحلم لو نور عنيكي انطفى يا أمه متزعليش جوا قلبك شمس قايدة منورة مبتنطفيش طول عمري بحلم لما أكبر أرسم بسماية على شفايفك وأموت م الفرحة وأنا شايفك شايلة ابني وقاعدة بيه لما يبكي بتراضيه بكلمتين من غنوتين ضاع زمانهم مش قولتلك أنا كنت بحلم يبقى لازم تعذريني وسامحيني يا أمه والنبي كنت فاكر إني قادر .. اتضحلي إني غبي سامحيني يا أمه والنبي غصب عني بشوف همومي قايدة فيا نار بتكوي ومش بإيدي أمنعها ثانية غصب عني سبقني حلمي لسكة تانية بيني وبينها ألف ميل مش بعلمي مش بقلمي مش بأخلاقي الرفيعة ممكن أوصل ولو دة يحصل كان سبقني ألف جيل الضلام اللي ف عنيكي مش معناه إن النهاية قربت لا يا غالية.. بكرة جاي بنور جديد بكرة جاي بنور أكيد ومش بعيد.. الضلام اللي محاوطنا شمس بكرة تحرقه بتسأليني بكرة أمتي لا يا غالية متسأليش ولو نور عنيكي انطفى يا أمه ما تزعليش ولو نور عنيكي اختفى برضه متزعليش.