تعددت وقائع التحرش الجنسي، لكن تشابهت النتائج والتأثيرات على الضحايا، فتيات تعرضن للتحرش لكن أجبرهن لوم المجتمع على الصمت، لتختفي صرخاتهن وراء طوق "المجتمع وكلام الناس" حتى أصبحت نيران الغضب تكاد تقتلهن وتحرقهن، تحول الأمان الأسري بالنسبة لهن إلى جحيم، انتُهكت فيه كرامتهن، وتحولت أحلامهن إلى سراب. ضرب وتحرش أشجان محمد الهليسي، فتاة تبلغ من العمر 17عامًا، تُقيم بقرية المجاز الغربي التابعة لمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ، عاشت حياة مليئة بالخوف والانكسار بعدما تعرضت للتحرش على يد والدها طوال عام ونصف، وعندما كانت تروي لوالدتها لم تصدقها. تقول أشجان: "والدي كان بيتحرش بي، وبيتهجم عليَّ، وعاوز ينام معايا، وكتفني في السرير، وكان بيضربني لما كنت بارفض، وحاول يجردني من هدومي، ولما دخلت المطبخ قالي مش هاعمل فيكي حاجة". وتضيف: "بوست على رجله، وقلته أنت أبويا يعني سندي، فقالى اللي أنا باعمله مش هيضرك، بس هيريحني، وأنا مزاجي كده، وكان دايمًا بيهددني بالقتل لو قولت أي حاجة لحد". وتوضح الفتاة صاحبة ال17 عامًا، في حوارها مع "التحرير": "أبويا كان بيفرج عليَّ الناس، ولما جت واحدة تحوشه، كان بيضربني، وكان بيتحرش بيا لما أمي بتروح الشغل، وكان بيعمل نفسه نايم، ولما تخرج يتهجم عليَّ، وأنا كنت باقاوم". 400 ألف جنيه مقابل التنازل وتشير الفتاة: تمكن من جسدي مرتين، الأولى عندما دخل عليَّ غرفتي، وكتم أنفاسي، فأغشى عليَّ، وعندما استيقظت وجدت أشياء غير طبيعية على جسدي، والثانية عندما دخل عليَّ الحمام، ولمس أجزاء من جسدي، وشاهدته إحدى جيراني، لكنها لم تشهد معي عندما طلبتها للشهادة بالمحكمة؛ لأنها تعمل بمخبز شقيقه، وحصلت منه على 3 آلاف جنيه". وأردفت: "أبويا اتحرش بزوجة أخي من قبل، وعندما اشتكته لزوجها وأشقائه، لم يصدقوا، لكنها طلبت أن تكون بمعزل عنه بعد تهجمه عليها أكثر من مرة، وتم اكتشاف أفعاله بعد ما سجلت له أثناء محاولته التحرش بي، وتقدمت بمحضر بقسم شرطة الحامول، وعرض شقيقه على والدتي 400 ألف جنيه، وخروجنا من البلد مقابل التنازل عن المحضر خوفًا من الفضيحة، خاصة بعد القبض عليه، لكني رفضت". تصمت الفتاة التي لم تكمل عقدها الثاني من العمر، لتسقط دموعها الممزوجة بالحزن والألم، لتستأنف حديثها: ""ميستاهلش أقول عليه أبويا، وكنت باتمنى أن يكون لي أب كويس، وعاوزة أغير اسمي، وماخوفتش من كلام الناس، أهم حاجة نفسي، ونفسي عاوزاه يتعدم، وحقى يرجعلي". وتقول: "قعدت من المدرسة، وكنت باتعلم منازل؛ لأن أنا تعبانة نفسيا، وكنت باشتغل هربًا منه، الناس كلها عارفة إنه مش محترم، لكن للأسف خرج من الحبس بكفالة 1000 جنيه". إعدام ومطاردة وبالحديث مع والدتها، تشير ربة المنزل: "أشجان جت قالتلي إنه بيلمس جسمها، ماصدقتش، وماتوقعتش يعمل معاها كده، وسجلتله وهو بيتحرش بيها زي ما يكون واحد ومراته، وصدقتها، وبدأت آخد بالي منها، وماقدرتش أواجهه، ولما قعدها من الشغل، حسيت بحاجة غلط، وقعدت أخوها يحرسها، وهو بدأ يبعته مشاوير علشان ينفرد بيها". وتضيف: "جالها عريس وهو طفشه، وقال طول ما هي مش هتديني اللي أنا عاوزه، مش هاوافق على حاجة، كان بيغير عليها من إخواتها، وبيقولها باشوفك مراتي، وكان بيفتش في هدومها ويشمها، وكتفها قبل كده، وضربها، وحط السكينة على رقبتها، وكان يمسك أجزاء حساسة من جسمها". وتختتم الأم حديثها ل"التحرير"، "أطالب بالعدل والإعدام، وأعمامها خايفين على سمعتهم، بس أنا ماخفتش من كلام الناس، واخترت بنتي، خاصة بعد ما هددتني بالانتحار"، متابعة: "طردوني من بيتي، رغم أنا اللي بنيته، ومهددة بالحبس بسبب الفلوس اللي عليَّ، إحنا خايفين منه، ومحبوسين في بيت أخويا مش بنخرج". يُذكر أن الفتاة أشجان محمد الهليسي، حررت محضرًا ضد والدها، حمل رقم 1615 إداري مركز الحامول، وتم ضبطه، وإحالته للنيابة التي أمرت بحبسه 45 يومًا على ذمة التحقيقات.