لا يختلف وضع بئر مسعود كثيرًا عن غيره من الأماكن السياحية والتاريخية التي طالتها معاول الهدم الإهمال والتخريب في محافظة الإسكندرية. "بئر مسعود" الذي يقع على شاطئ البحر عند منطقة سيدي بشر شرق الإسكندرية، يعاني من إهمال شديد، خاصة أنه شبه مردوم بالحجارة التي يلقيها فيه الأطفال، وتنتشر حوله الكلاب الضالة، ومخلّفات البناء، وهو أيضًا بلا أي اهتمام أمني أو حماية من قوات الشرطة. يعتقد السكندريون وبعض المصريين، أن زيارة واحدة ل"بئر مسعود" تحقق الأمنيات والأحلام المستعصية، خاصة أن معظمهم تعوّد على إلقاء قطعة نقود معدنية بعد أن يقرنها بقراءة أمنية يحلم بها كل يوم، إلى جانب أن زيارة البئر تعد "فسحة وخروجة" بالنسبة لكثير من أهالي المحافظة الساحلية وزوّارها. يمتد عمق البئر لأكثر من 30 مترًا، وبه فتحات أسفل سطح البحر تؤدي في النهاية للخروج منها إلى البحر، ويعود تاريخه إلى العصر اليوناني، ويعتقد أنه كان مقبرة، لا سيما أن اليونانيون كانوا يقيمون مقابرهم بالقرب من البحر. يقول محمد أحمد، أحد سكان منطقة سيدي بشر، إن البئر يعاني من إهمال شديد، وتغيّر حاله بخلاف ما كان عليه في السابق، مضيفًا: "كان ما يميز بشر مسعود قديمًا أن مياه البحر ترتفع لتغمره، أمّا الآن فمنسوب المياه منخفض، الأمر الذي حوله إلى حالة جفاف غير مسبوقة، إضافة إلى أنه كان مزارًا سياحيًا مهمًا ومميزًا، وأصبح مكانًا لتجمع البطجية والخارجين عن القانون الذين يتعاطون المخدرات حوله". من جانبه، قال اللواء أحمد أبو طالب، رئيس حي أول المنتزة، إن الحي لديه خطة متكاملة لتطوير منطقة بئر مسعود، وإعدادها لتكون مزارًا سياحيًا هامًا بكورنيش المدينة، مؤكدًا أن الحي بدأ منذ السبت الماضي، حملات مكثفة لإزالة الأسوار على كورنيش الإسكندرية، وكذلك الحواجز الحاجبة عند منطقة بئر مسعود. أضاف أبو طالب، ل"التحرير"، مساء اليوم الإثنين، أن محمد عبدالظاهر، محافظ الإسكندرية، شدد على إزالة جميع التعديّات والمخالفات التي تحول دون رؤية واستمتاع جميع المواطنين بالبحر، موضحًا أنه يحرص أيضًا على عودة المظهر الحضاري والجمالي لجميع شواطئ المحافظة - والتي تعد المصدر الرئيسي للسياحة بها.