برغم الأحداث الساخنة من مظاهرات ومسيرات وأحداث عنف تشهدها مدينة الإسكندرية, لجأ بعض البسطاء من أبناء الإسكندرية إلي الأساطير والمعتقدات والموروثات الثقافية القديمة , فاتجهوا إلي بير الأماني كما يطلق عليه أهالي الإسكندرية والشهير ببئر مسعود بمنطقة سيدي جابر, والذي تعددت الروايات عنه بأنه يخص أحد أولياء الله الصالحين.. وزادت الأساطير والخرافات بأنه يحقق الأماني لكل من يذهب إليه ويلقي عملة معدنية بداخله.. بل امتد الأمر إلي أن بركة هذا البئر تؤدي لإنجاب السيدات العقيمات اللاتي لا تنجبن, كما يحقق أماني الحصول علي عريس أو شريك حياة.. وكذلك تحقيق حلم الحصول علي وظيفة. وأصبح بئر مسعود هو خزانة الأسرار والقصص الدرامية لأهالي الإسكندرية الذين يتحدثون عن بير مسحورة وبنات وشباب ألقوا بأنفسهم وأصبح البئر أيضا ملتقي للعشاق. وبئر مسعود هو عبارة عن أنبوب مفرغ من الحجر الجيري يربط ما بين تلة حجرية صغيرة وبين ماء البحر ارتفاعه نحو5 أمتار وعرضه نحو متر يقع في منطقة سيدي بشر, كثيرا ما يلجأ إليه الناس بزعم أنه يحقق الأمنيات إذا وشوشوا أو همسوا بها لقطعة معدنية, وفي الصيف يشهد بير مسعود مبارزات في الشجاعة والسباحة بين عدد من الشباب السكندريين الذين يقفون في أعلي القمة ويقفزون إلي الماء, يقع بير مسعود في شاطئ سيدي بشر بالإسكندرية. وحول أسطورة بير مسعود يقول ممدوح يونس الذي يسكن بالقرب من البير إن النساء من أماكن متفرقة من خارج الإسكندرية وداخلها بأتين ليلقين بالعملات المعدنية في البير, أملا في أن تحل عليهن بركة صاحب البير وطمعا في أن تتحقق أمانيهن, وفي المقابل يأتي الشباب والأطفال ليقفزوا إلي البير ويجمعوا ما يستطيعون أملا في الحصول علي شيء نفيس مستقر في قاع البير. اما الحاج محمود الضبع في الجهة المقابلة للبير فيقول: ان فكرة بير الأماني فكرة قديمة ومنشترة ليس فقط في مصر وهذا مدون في كتب الاساطير القديمة فمثلا في اوروبا بئر الأماني هو موروث قديم يربط بين صلة الانسان بالالهة وفي مصر لا يختلف الامر كثيرا فعندنا الموالد والنذور والمشايخ والاسياد كسيدي جابر وسيدي بشر وسيدي المتولي وخلافه وحول صاحب بير مسعود تعددت الروايات فمنهم من يقول:ان مسعود هذا رجل صالح جاء من اقصي الصعيد معروف عنه الطيبة والتوكل جاء ليجاور سيدي بشر ويتبرك به ومات ودفن في هذا المكان اما ابراهيم السايح فيقول ان مسعود كان طفلا صيرا تاه من امه ومات فدفن في هذا المكان ومن يومها اصبح ملتقي لمن فقد منه شيء ومما زاد من صيت بئر مسعود حتي اصبح مزارا سياحيا هو كم الاساطير والخرافات التي نسجت حوله وانتشرت بين الاهالي والزوار حول بركات البير سيدة تقول: كانت ابنتي لاتنجب وحضرنا الي البئر ودعونا يارب تنجب وقد تم المراد وحملت بالفعل والبعض يذهب للبير ليدعوا لابنه بالنجاح وبعض الفتيات يذهبن الي هناك لتدعوا ان ترزق بابن الحلال في محاولة للبحث عن فارس الاحلام ومن الزوار من يذهب الي هناك املا في الشفاء من مرض عضال. وفي الصيف تري مناظر طريفة كيف يستعرض الاطفال مهارتهم في السباحة وعمل حركات بهلوانية فيدخلوا الي البئر ويخرجوا في البحر في مسابقات مشوقة يجمعون خلالها بعض العملات المعدنية التي يلقيها الزوار في البير ومن جهة اخري يعتبر البعض في الاسكندرية ان منطقة بير مسعود هي ملتقي الأحبة فهناك تجد كل شاب وخطيبته يجلسون ليتحدثوا عن امانيهم ويلتقطوا الصور التذكار ية في مشهد فريد مستمتعين بمنظر البحر. ويظل بير مسعود كباقي الابيار مليئا بالاسرار والقصص الدرامية فالبعض يقول ان البير مسحورة ويتحدثون عن بنات وشباب القوا بانفسهم في البير وان جثثهم لم تظهر ولم يتم العثور عليهم وهذه كلها خرافات. اما الاثري اسامة الصياد فيقول: ان هناك دراسات تشير الي ان بير مسعود من المحتمل ان يكون مقبرة تعود للعصر الروماني اليوناني وذلك لان اليوانان كانوا يقيمون مقابرهم بالقرب من البحر والي ان يتم الكشف عن هذا يبقي بير مسعود لغزا يجمع بين الحقيقية والاسطورة والخيال.