كتب - هشام شعبان بعد فترة من التصريحات الخجولة من قبل الحكومة ووزارة الري حول أزمة سد النهضة الإثيوبي وتأثيراته على حصة مصر من مياه النيل، بدا واضحا تسليم حكومة شريف إسماعيل بحتمية بناء إثيوبيا للسد، وأصبح الحديث الآن عن أن بناءه لن يضر مصر وأن القاهرة لن تتخلى عن حقوقها التاريخية.. ما بين وزير الري الحالي الدكتور حسام مغازي ووزراء الري السابقين محمد نصر الدين علام ومحمود أبوزيد، تتضح أبعاد الأزمة خصوصا في ظل إصرار الوزير الحالي على إيجابية المفاوضات لصالح مصر، في حين يصمم الوزيران الآخران على كارثية الموقف وعدم الفائدة من التفاوض.. مغازي: المفاوضات إيجابية والحل العسكري مستبعد قبل أيام قليلة، أكد حسام مغازي وزير الري، أن المفاوضات مع الجانب الإثيوبي بخصوص سد النهضة وصلت إلى مراحل متقدمة، مشيرا إلى أنه غير وارد على الإطلاق الانسحاب من المفاوضات أو اللجوء للتدخل العسكري، كما أكد أنه سيتم توقيع العقود مع المكاتب الاستشارية قبل نهاية شهر مارس الجاري. وفي السياق ذاته، قال مغازي إنه لا يوجد ملء لخزان سد النهضة، ولن يتم التخزين إلا بموافقة مصر وعند انتهاء الدراسات الفنية، حيث تعتبر دراسات السد خارطة الطريق للدول الثلاث. وأضاف وزير الري أيضا أن مصر لن تضار مائيًا بسبب بناء سد النهضة، وأن عمليات إنشاء السد مازالت في مراحلها الأولى - على حد قوله. أبوزيد: سد النهضة يزيد ملوحة أرض الدلتا في المقابل، قال الدكتور محمود أبو زيد، وزير الري الأسبق، إن سد النهضة سيزيد من ملوحة الأراضي الزراعية في دلتا مصر، لافتًا إلى أن جميع الأنهار تحمل الأملاح الذائبة من بينها نهر النيل. وأوضح أبو زيد أن الأملاح الذائبة الطبيعية في النيل الأزرق والنيل الرئيسي عند خزان السد العالى لأسوان منخفض نسبيًا ويبلغ ما يقرب من 200 ملجم/لتر.، وهو ما سيزيد حين يتم بناء السد مما يؤدي إلى زيادة ملوحة الأرض. وفي سياق متصل، قال أبوزيد - وهو رئيس المجلس العربي للمياه - إن المجلس قدم العديد من الدراسات حول تأثيرات سد النهضة على دولتي المصب مصر والسودان، وأن إحداها تمت بالتعاون مع جامعة الزقازيق، قبل عام، توقعت آثار سلبية كبيرة للسد الإثيوبي. وشدد وزير الري الأسبق على أهمية البحث عن بدائل ومصادر أخرى للمياه بالتوازي مع المفاوضات الجارية، نظرا للأضرار المتوقعة من بناء السد. نصر علام: إثيوبيا لن تترك سد النهضة جافًا من جهته، قال الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، إن إثيوبيا لن تترك سد النهضة جافًا حتى يتم تحديد الحصص المائية لكل دولة، لافتًا إلى أن الحديث عن تحديد نصيب كل دولة لم يعد مجديا في الوقت الحالي. وأضاف علام أن "إثيوبيا سوف تستكمل السد ويتم تشغيله ونحن مازلنا ندور في فلك المفاوضات الفنية، مؤكدًا أن الهدف من السد هو إجبار مصر للالتحاق باتفاقية عنتيبي التي تدعو إلى قبول تقسيم مياه النيل". وتطرق علام للهجوم على الوزير الحالي الدكتور حسام مغازي، قائلاً: "مصر لا تمتلك وزيرًا للري لكي يحفظ حقوقها المائية.. فالوزير متكاسل عن حقوق الشعب في المياه".
وزعم أن إثيوبيا ستنهي بناء 75% من سد النهضة بحلول شهر يونيو المقبل، وسيبدأ تخزين المياه بنحو 30 مليار متر مكعب، مشيرًا إلى أنَّ مصر ستفقد مليون فدان زراعي أمام كل خمسة مليارات من المياه.
وفي تعليقه على تصريحات الوزير مغازي بشأن التفاهم مع الجانب الإثيوبي حول حصة مصر من المياه في حال بناء السد، قال علام: "ضربوا الأعور على عينه قال خسرانة خسرانة".