سادت حالة من الهدوء الحذّر، اليوم الاثنين، قرية عويس بالخانكة والتي شهدت واقعة استشهاد ضابط و3 مخبرين وإصابة 3 أخرين. وطالب الأهالي الشرطة بسرعة التخلص من البؤر الإجرامية لتجارة وترويج المخدرات بالقرية والقرى المجاورة، فيما ودّع أهالي شبين القناطر شهيد الواجب الوطني شرطي سري رضوان حبيب, من أمام المسجد الكبير بمدينة شبين القناطر الذي استشهد مساء أمس الأحد، مع آثنين من زملائه وهم مفرح إبراهيم, محمد يحيي والنقيب إيهاب جورجي، والذي شُيّع جثمانه في جنازة عسكرية بمسقط رأسه بقرية طما بمحافظة سوهاج. ومن جانبه أمر المستشار جمال حتة، رئيس نيابة الخانكة، بإشراف المستشار أحمد عبدال،له المحامي العام لنيابات شمال بنها، بإرسال السيارة التي كان يستقلها أفراد التشكيل الأمني إلى الأدلة الجنائية لفحصها واستعجال تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريح جثث المتوفين. وكما طلبت النيابة تحريات أجهزة الأمن حول ظروف وملابسات الواقعة، فيما تعذّر سؤال الضابط المصاب والمخبريين الآخريين. وكان فريق من الشرطة قد استقل إحدى سيارات «الميكروباص»، متوجهين لتنفيذ إحدى المأموريات لفض مشاجرة بناحية سرياقوس وأثناء مرورهم بمنطقة الحادث تصادف وجود الجناة المطلوبين على ذمة قضايا سرقة بالإكراه وإتجار بالمخدرات وقتل فأعتقدوا أن افراد القوة الأمنية سيلقوا القبض عليهم فأسرعو بإطلاق الرصاص من السلاح الآلي. وكشفت مصادر أمنية عن أنه يُجري التنسيق مع كافة فرق البحث بالمحافظات المجاورة في إطار عملية مشتركة؛ لتضييق الخناق على الجناة ومن المنتظر قيام أجهزة الوزارة بشن حملات مكبرة على المناطق والبؤر الإجرامية بناحية الخانكة خلال الساعات القادمة لاستهداف كافة التشكيلات الخطيرة لتحقيق نوع من الردع لهذه العصابات التي ذاع صيتها وأصبحت تُشكّل خطر على الأمن العام. ومن جانبه، أكد مصدر أمني مسؤول، أن الحادث جنائي وليس إرهابي وأن وراءه أفراد عصابة «الدكش»، المشهور عنها عمليات الإتجار في المخدرات بالخانكه وأبوزعبل. وارتكب أفراد هذا التشكيل عديد من حوادث السرقة بالإكراه وسبق وأن طاردتهم أجهزة الأمن في أوكار بمحافظات مجاورة. وأوضح المصدر أنه أثناء الحادث توجهت القوات وكانت تستقل سيارة الشرطة؛ لتنفيذ إحدى المأموريات بمنطقة سرياقوس، أعتقد الجناة أن القوات جاءت للقبض عليه فأمطرو القوة بوابل من الرصاص داخل سيارة الشرطة ولازوا بالفرار. وتكثف الأجهزة الأمنية تحرياتها من خلال سؤال المصابين لتحديد خط السير والقبض عليهم ومعرفة ما إذا كانوا قاموا بالاختباء في بعض الأوكار بالمحافظات المجاروة. وكان اللواء سعيد شلبي، مدير أمن القليوبية، قد تلقى إخطارًا من العقيد عبدالحفيظ الخولي، رئيس فرع البحث الجنائي، باستشهاد ضابط شرطة، و3 مخبرين ومواطنين أثناء مطاردة مع مجموعة من البلطجية. وتبيّن قيام النقيبان إيهاب جورج، ومحمد عزمي، معاونا مباحث مركز الخانكة، باستقلال «ميكروباص» والتوجه به إلى إحدى البؤر الإجرامية للقبض على مجموعة من الخارجين عن القانون، وبصحبتهما 3 مخبرين هم: مفرح أحمد، ومحمد يحيى، ورضوان سيد، شاهدهم أحد المسجلين المنتمين لبؤرة «الدكش»، و«أولاد حافظ»، فبادروا بإطلاق الرصاص على «الميكروباص»، فقام قائده بالعودة من الطريق، فطارده المسجلون مستقلين الدراجات البخارية، وأطلقوا الرصاص على مستقليه، فلقى الضابط الأول والمخبرين الثلاثة وآثنين من الأهالي الذي تواجد بالمصادفة مصرعهما، وأُصيب الضابط الثاني وتم نقل الشهداء والمصابين للمستشفى، وانتقلت على الفور قوات الأمن والمدرعات إلى المنطقة لضبط العناصر الإجرامية المتهمة في الواقعة. ومن جانبهم، أعرب نواب دائرتي الخانكة والخصوص عن أسفهم لسقوط شهداء الشرطة، مطالبين أجهزة الأمن بتطهير كافة البؤر الإجرامية الخطيرة بالمنطقة والتي انتشرت بعد الثورة. وأكد نواب الدائرتين، أنهم تقدموا بمذكرة رسمية لوزارة الداخلية للمطالبة بضرورة المواجهة الحاسمة مع كافة البؤر الإجرامية التي باتت تُشكّل خطرًا على الأمن العام. يُذكر أن «الدكش» هو واحد ضمن عصابة أسرية تتزعم بؤرة «الجعافرة» الشهيرة بتجارة الهيروين وسرقات السيارت بالإكراه، فوالده «حافظ . أ»، مُسجل خطر تزعم بؤرة الجعافرة على مدار 30 عامًا من خلال أعوانه من أرباب السوابق والمدمنين الباحثين عن جرعات الهيروين ولا يمتلكون المال وهو مسجل خطر سابق اتهامه في قضيتي مخدرات وحريق عمد والهارب من سجن أبوزعبل في القضية رقم 149ج شبين القناطر لسنة 2007م «سلاح ناري» من عقوبة السجن 3 سنوات. وذاع صيت «محمد. ح . أ»، 32 عامًا الشهير ب «الدكش»، بين أوساط تجار المخدرات منذ 3 سنوات في أعقاب ثورة يناير و ساعدت حالة الانفلات الأمني التي عاشتها محافظة القليوبية خلال تلك الفترة في توسع نشاطه الإجرامي في تجارة السموم البيضاء و السلاح وشراء السيارات المسروقة وتخزينها بأرض يمتلكها والده بقرية الجعافرة إحدى قرى الملثلث الذهبي التابعة لمركز شبين القناطر. وعُرف عن دولاب الدكش شراء السيارات المسروقة بالإكراه، وإعادتها لأصحابها مقابل دفع «حلوانها» أي فديتها المادية وتكون نسبة 25 % من قيمتها تقريبًا، وتسبب هذا الوكر في موت الكثير من الشباب، كما أنه يستقطب الشباب المدمن الذي لا يمتلك أموالاً لشراء الجرعات ويجنده لخدمته مقابل إعطائه تذاكر الهيروين، فيعمل في التجارة والتوزيع والمراقبة. يُذكر أن والد «الدكش» الكبير تُوفي في السجن أثناء قضاءه عقوبة بالسجن المؤبد وأن أفراد التشكيل العصابي الخطير سبق وأن طاردتهم أجهزة الأمن في أوكار مختلفة ب «أبو زعبل والخانكة»، وأُصيب أحدهم في أحد المواجهات الأمنية.