الطفلة: زملائي يسخرون مني.. والأم: لقبوها ب"كناس المدرسة" والدة التلميذة: إبنتي أصيبت بحالة نفسية وترفض الذهاب للمدرسة "الأدب فضلوه على العلم".. لم تكن هذه المقولة مقصود بها طالب العلم فقط، ولكن لو كان المعلم مثالا يقتدى به في الأدب والأخلاق والقيم أمام تلاميذة لصلح حال التعليم المنهار في مصر. واقعة غريبة شهدتها مدرسة صلاح الدين الابتدائية المشتركة، بمحافظة الأقصر، الخميس الماضي، من معلمة لا تعي جيدًا مدى التعامل مع الأطفال، بسخريتها من طفلة وجعلها تقوم بتنظيف الفصل وجمع الأتربة والأوراق بيدها من تحت أقدام زملائها تأديبًا لها على ما رأته أنه خطأ ارتكبته التلميذة، بهذه الطريقة التى تتنافى مع كل القيم والمبادئ. معاقبة طفلة لابتسامتها في وجه زميلتها رنا ياسر عبد الهادي، تلميذة بالصف السادس الابتدائي، شاهدت شعرة على ثياب زميلتها منة الله، أثناء حصة التربية الفنية التي تقوم بتدريسها المعلمة حنان. ي، فما كان عليها إلا توجيه صديقتها والإشارة إليها بابتسامه لإزالة تلك الشعرة، مما جعل الزميلة تقابلها بالابتسامة أيضا. وتقول رنا، ل" التحرير": "ده كل اللي حصل فأمرتنا المدرسة إننا نطلع آخر الفصل ونحط وشنا في الحيط، وبعدين سألت التلاميذ اللي في الفصل (الفصل نظيف؟) وردو عليها (لا)، وقالت اللي تحته زبالة يرميها تحت الصبورة ونادت علينا أنا ومنة وقالت تعالوا، مش عايزة أشوف الزبالة دي عايزة الفصل يلمع، ونفذنا طلبها واشتغلنا على لم الورق". شيل التراب طريقة جديدة لتأديب التلاميذ وأضافت رنا: "بعد لحظات المدرسة قالت لزميلتي إيه اللي مطلعك فأجابتها (إنتي اللي مطلعاني)، فطالبتها المدرسة بالذهاب لغسيل يدها ودخولها، وأنا كمان دخلت معاها، فأمرتني بعدم الدخول لتكملة العقاب والذهاب بين الأدراج للم الأوراق والتراب". لارحمة في العقاب وتابعت التلميذة "زمايلي لما شافوني في الموقف ده صعبت عليهم، فساعدني زميلي محمد في التنظيف ورمالي منديل ورق علشان إيدي متتوسخش من التراب، فوجهت كلامها ليا وقالتلي (إنتي مش جاية من جاردن سيتي)، والفصل كله ضحك عليا، وطلعت زميلي برة وضربته وقالتله لو عملت كدا تاني هخليك تنضف معاها". وأردفت رنا، "بعد ما خلصت وقفت المس في الفصل وقالت للتلاميذ (اللي معاه فتافيت في الشنطة يطلعها ويرميها واللي عنده حالة نفسية ومخنوق يطلع ورق ويقطعه ويرميه تحت رجليه، وإنتي يا رنا عايزة الفصل يلمع ولو لقيت فيه ورقة واحدة هخليكي تلحسيه بلسانك)، وأنا فضلت أدخل تحت رجلين التلاميذ البنات والأولاد وأنا في غاية الحزن من سخريتهم، وكان زميلي عبد الرحمن تحت رجله ورقة فرماها بعيد، والمدرسة قالتله (إنت بتعمل كدة ليه) فرد عليها وقلها (عيب البنت تنزل تحت رجلين الأولاد)، فما كان عليها إلا عقابه أيضا بالضرب مثل ما فعلت مع محمد". وبسؤالها عن موقفها حيال كل ذلك، أجابت الطفلة: "أنا خايفة من المدرسة علشان بتهددنا بأعمال السنة، وأنا شهادة مش عايزة أسقط، ولكن بعد ما العيال في المدرسة ضحكوا عليا أنا مش عايزة أروح تاني". انهيار للطفلة وعدم رغبة في التعليم أشارت والدة التلميذة، إلى ذهاب الطفلة وأصدقائها إلى مقر عملها بعد انتهاء الدراسة وحكوا لها ما حدث، إلا أنها فوجئت أيضا بقيام أبناء المنطقة -بعضهم زملاء لرنا في الفصل والمدرسة- باللهو تحت المنزل ومعايرتها بهتافات ساخرة بأصواتهم العالية "كناس المدرسة، تعالي أكنسي البيت علشان ماما تعبانة، تعالي اكنسي البيت وهتاخدي 10 جنيه"، مما أصاب ابنتها بحالة هستيرية من البكاء الشديد والانهيار، ورفضها العودة للمدرسة مرة أخرى. وأضافت أنها عرضت طفلتها على طبيب "مخ وأعصاب" وأكد أنها تعانى من اكتئاب وتوتر نفسى، وضغطنا عليها لعدم تركها الدراسة بعد يومين غياب، وبعودتها فوجئت بسخرية الأطفال منها، إضافة إلى دخول المدرسة الفصل للحظات، مما أصابها بارتباك شديد وإصرارها على عدم العودة مجددا. وطالبت الأم وزير التعليم بالتدخل الفوري والعاجل لمعاقبة تلك المعلمة التي تسببت في إصابة طفلة بحالة نفسية نتيجة عقابها المؤلم، الذي أدى إلى سخرية أصدقائها منها، وحدوث حالة من الخوف الشديد وعدم رغبتها في العودة للمدرسة مرة أخرى.