أستاذ علاقات دولية في جامعة لويس: التفاصيل التي ظهرت حتى الآن تشير بوضوح إلى تورط أجهزة الأمن أو المخابرات باحثة إيطالية: يمكن أن يكونوا قد تجاوزا معه حد التعذيب ولم يتمكنوا من التراجع نشرت صحفة "الجارديان" البريطانية، تقريرا مطولا عن حادثة مقتل وتعذيب الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، في القاهرة الشهر الماضي، متناولا آراء عدد من الخبراء المصريين والإيطاليين، حول السبب وراء استهداف باحث إيطالي. الصحيفة البريطانية قالت إنه بالنسبة للخبراء، الذين درسوا جيدا الشئون المصرية ويعرفون جيدا السمعة السيئة لها في مجال حقوق الإنسان، فإن مقتل ريجيني يحمل كل بصمات القتل خارج نطاق القانون من قبل جهاز الشرطة المصرية، والتي يعتقد أنها مسؤولة عن مقتل 474 مصريا في عام 2015 فقط. ولكن قضية الشاب الإيطالي، بحسب الصحيفة البريطانية، تأتي خارج النطاق المروع المتعارف عليه، فهي الأولى لباحث أجنبي يعمل في القاهرة، الذي كان متوقعا أن يتعرض لبعض التحرشات أو أن يتم ترحيله بسبب عمله، ولكن في الأخير يبقى فعليا "في حماية" جواز سفره الأجنبي. "الجارديان" أشارت إلى أن كبار المسؤولين الإيطاليين لم يتهموا السلطات المصرية، كما أنهم لم يتجنبوا التلميحات التي تؤكد أن المصريين عليهم أن يعلنوا الحقائق وراء الجريمة. وعلى الرغم من أن إيطاليا قد أرسلت لجنة للتحقيق في الحادثة، فإن هناك إشارات على أن هذه اللجنة يتم تحجيم عملها، بما في ذلك تواجد إيطاليا في عملية التشريح الأساسية للجثة في القاهرة. رافاييل ماركيتي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لويس في روما، قال إن التفاصيل التي ظهرت حتى الآن تشير بوضوح إلى تورط أجهزة الأمن أو المخابرات، لكن من الصعب فهم السبب وراء استهداف طالب إيطالي نظرا إلى الضجة التي قد تحدث بسببه. وأضاف ماركيتي "هذا يشير إلى خطأ فادح، أو حتى تصدع محتمل في الأجهزة الأمنية تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي". مارينا كالكولي، باحثة في برنامج "فولبرايت" في جامعة جورج واشنطن، قالت إنه "إذا كان قد قتل بأيدي الأجهزة الأمنية أم لا، فإن الحكومة مازالت مذنبة لأن هذا لا يمكن أن يحدث في ظل سياق عدم وجود أي حالات قتل خارج نطاق القضاء". كالكولي، التي عملت على أبحاث متعددة في الشأن المصري والسوري، أضافت "قضية ريجيني غريبة لأنه يبدو أنه قد ظل في الحجز لعدة أيام. يمكن أن يكون قد تم احتجازه وتعذيبه بنفس طريقة معاداة الأجانب والباحثين، ويمكن أن يكونوا قد تجاوزا معه الحد ولم يتمكنوا من التراجع. لا يمكنك إطلاق صراح أجنبي قمت بتعذيبه لأنك بهذا تعلن للعالم ما تقوم به داخل سجونك". "الجارديان" أوضحت أنه على الرغم من الأزمة الدبلوماسية بين روماوالقاهرة، فإنه لا يوجد دلائل على أن إيطاليا سوف تفرض ضغوط حقيقية على مصر. فبجانب المصالح الاقتصادية بين البلدين، الأهم هو أن إيطاليا تعتمد على الدعم المصري السياسي في حالة تدخلها في ليبيا. راجية عمران، من المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، قالت "شخص مثله، يتقن اللغة العربية ويتحدث عن قضايا مثيرة لا ينبغي أن يحدث له هذا. نحن نعيش في جو معادي للأجانب. أمر مرعب أن يحدث هذا مع من يأتي لزيارة مصر"، في إشارة إلى تصاعد مناخ الشك حول الزوار الأجانب، الذين غالبا ما يتهمون بالتجسس أو إثارة المشاعر المناهضة للحكومة. الصحيفة البريطانية قالت إن مصدر في الجامعة الأمريكية في القاهرة، رفض ذكر اسمه، حدد ثلاثة أشخاص قال إنهم يدرسون علاقات العمل في مصر قد تم اعتقالهم وترحيلهم أو تم منعهم من الدخول مجددا للبلاد منذ عام2011.