فوضى، إهمال، دماء، ضحايا.. كلمات اقترنت بحوادث القطارات التي أصبحت "مسلسل عرض مستمر"، بطله الإهمال، وضحيته المواطن. ومنذ أيام قليلة، أصيب 71 شخصًا إثر اصطدام قطار الركاب رقم 993، المتجه من أسوان إلى القاهرة، بحاجز خرساني بمحطة الشناوية بمركز ناصر، ونتج عنه انقلاب جرار القطار وأول عربة، . وترصد "التحرير" أوضاع منظومة السكة الحديد في محافظة المنيا، وخاصة المزلقانات التي تسببت في العديد من الحوادث، وآخرها كان بالعياط. البداية، تعاني الورش من الإهمال وتهالك المعدات، وافتقاد العنصر البشري للخبرة الكافية، ونقص الدورات التدريبية، ما أفقدها القدرة على صيانة القطارات الحديثة. عمال الورش، أكدوا عدم وجود وسائل الأمان اللازمة، الأمر الذي يؤدي إلى تعرضها للسرقات على يد بعض اللصوص، وتنتج عنه بعض الحوادث لما تسببه من خلل بالعربات.
وأشار العمال في حديثهم ل"التحرير"، إلى أن الورشة بدون تطوير منذ عقود سابقة، ما يضطرهم لاستخدام معدات وقطع غيار رديئة، وسط تراجع مستوى الفنيين، وافتقادهم للخبرة الكافية. لم تختلف حالة المزلقانات عن ورش الصيانة، حيث تفتقر لأبسط أساليب الأمان مثل وضع حواجز حديدية، والاكتفاء بسلاسل حديدية بسيطة يسهل تخطيها من جانب المارة وقائدي السيارات، ومن ثم وقوع الحوادث. وأوضح العمال، أن المعدات المتواجدة بالمزلقانات وغرف البلوكات متهالكة، أبرزها وجود هواتف منذ السبعينات، بالإضاغة إلى تعرضها للأعطال بشكل مستمر دون صيانتها.