ليس واضحًا ما الذي دفع السيسي لدعوة الحوار.. الدولة غير قادرة على التواصل بشكل صحيح مع الشباب الساخط.. سلَّط جيمس دورسي صاحب مدونة "العالم المضطرب لكرة القدم بالشرق الأوسط"، الزميل البارز في معهد "أس. راجاراتنام" للدراسات الدولية، الضوء في مقاله بصحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية على مكالمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أجراها مع الإعلامي عمرو أديب، أمس الأول الاثنين. وقال الكاتب، في مقاله: "الرئيس الذي اشتهر بالقمع الوحشي لمعارضيه يدعو روابط الأولتراس المعروفة بمهاجمتها للحكومة للتحقيق في أحداث ستاد بورسعيد". وأضاف: "دعوة السيسي تتناقض بشكل صارخ مع استجابة النادي الأهلي على احتجاجات "أولتراس أهلاوي" في الذكرى الرابعة لأسوأ حادث في التاريخ الرياضي المصري"، في إشارة من الكاتب إلى أحداث "مذبحة بورسعيد"، التي سقط فيها 72 من مشجعي النادي الأهلي، قبل أربع سنوات. وأوضح الكاتب: "النادي الأهلى توقَّع استجابةً قويةً من الحكومة على الاحتجاجات، فأصدر بيانًا يندِّد بهتاف أولتراس أهلاوي ضد المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الذي كان يتولى إدارة البلاد في ذلك الوقت، والمطالبة بتقديمه للمحاكمة على خلفية مقتل رفقائهم.. كما حظر النادي الأهلي المشجعين من حضور تدريبات الفريق". وذكر الكاتب: "الحادثة وقعت على مرأى ومسمع من المشير طنطاوي، إذ يعتقد الأولتراس أنَّ البلطجية المستأجرين من قبل الحكومة تسبَّبوا في التدافع في الاستاد واعتدوا على أنصار الأهلي حتى الموت، في ظل رفض قوات الأمن التدخل وكذلك غلق البوابات من الخارج". ومضى الكاتب يقول: "السيسي قدم دعوته إلى الأولتراس في مكالمة هاتفية مع برنامج تلفزيوني شهير، مؤكِّدًا أنَّه يتعين عليهم اختيار عشرة من أعضائهم لتشكيل لجنة تكون قادرةً على التحقيق في الحادث.. ولم يقدم الرئيس أي تفاصيل حول نوع التسهيلات التي ستحصل عليها اللجنة أو ما هي القواعد التي تعمل على أساسها". وتابع: "ليس واضحًا ما الذي دفع السيسي لهذه الدعوة، لكن صحيفة الأهرام المملوكة للدولة في تغطيتها لتصريحات الرئيس قالت إنَّ العديد من الشبان الساخطين غير راضين عما يرونه من الممارسات الجائرة من قبل قوات الأمن.. تمَّ سجن عدد كبير من الإسلاميين والنشطاء الليبراليين والعلمانيين منذ انتخاب السيسي رئيسًا في يونيو 2014.. واتهم الكثير منهم بخرق قانون التظاهر في أثناء حملة وزارة الداخلية على المعارضة". ورأى دورسي: "السيسي استخدم لهجة تصالحية معترفًا بأنَّ الدولة غير قادرة على التواصل بشكل صحيح مع الشباب الساخط وإيجاد أرضية مشتركة، وأوضح أنَّه بذل الكثير من الجهد في هذا الشأن لكنه يحتاج وقتًا.. فإيجاد التوازن بين تدابير الأمن وحقوق الإنسان هي قضية حساسة ودقيقة تحتاج للكثير من الجهود". وساهمت "أولتراس أهلاوي"، والكلام للكاتب، في "تشكيل العمود الفقري للاحتجاجات الطلابية ضد السيسي، التي تلاشت نتيجة الاعتقالات والفصل من الجامعات وتحولها إلى حصون تسيطر عليها قوات الأمن". وجاءت دعوة السيسي في وقت تفكر فيه المملكة العربية السعودية والإمارات في الحد من تمويلها لمصر، بسبب أداء الرئيس الضعيف اقتصاديًّا، والاختلافات بين مواقف السعودية ومصر تجاه جماعة الإخوان والخلافات حول سوريا، حسب قوله الكاتب. وأشار إلى أنَّ الجماعات الطلابية المدعومة من "الأولتراس" لديها علاقات وثيقة مع مجموعات من شباب الإخوان الذين يعتبرهم السيسي مصدرًا لجميع مشكلات مصر.