كتب- أحمد هاشم: "كرة القدم، مثل السياسة تثير مشاعر قوية في مصر، امزج الاثنين تحصل على خليط قابل للاشتعال، أضف وحشية الشرطة تحصل على الأجواء المتفجرة للدوري المصري لكرة القدم"، هذا ما قالته مجلة "إيكونوميست" البريطانية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني بعنوان "بطاقة حمراء للأولتراس". وقالت المجلة إن "المواجهة ساخنة بين الأندية المتنافسة، والدوري ألغي عام 2012، إثر مشاجرة أثناء مباراة بين جماهير ناديي الأهلي والمصري في بورسعيد أسفرت عن 74 قتيلًا، كما عُلق اللعب العام التالي أيضًا. ولكن بحسب المجلة، فإن "العداء بين جماهير مصر المتعصبين المعروفين باسم "أولتراس"، والسلطات -التي تتشارك المسؤولية عن أحداث العف في بورسعيد- أشد ضراوة، والمباريات تعلب الآن وراء الأبواب المغلقة، بدون جماهير، لتجنب الحوادث". وأشارت إلى أنه في 16 مايو الماضي، حاولت محكمة مصرية القضاء على أي جذوة متبقية عن طريق حظر مجموعات الأولتراس، بعد دعوى قضائية رفعها رئيس نادي الزمالك، الذي يكرهه الأولتراس، ويسميهم هو ب"الإرهابيين". ولفتت المجلة إلى أنه عندما لقي 22 مشجعًا مصرعهم في تدافع خارج مباراة لنادي الزمالك في فبراير الماضي، ألقى المشجعون باللائمة على الشرطة العدوانية، لكن رئيس الزمالك قال إن الأولتراس استفزوا قوات الأمن، وعندما طُلب منه تفسيرًا، أجاب: "اسألوا الإخوان المسلمين". وأضافت، أنه في نفس يوم صدور قرار الحظر، حُكم على الرئيس الإخواني المخلوع محمد مرسي، بالإعدام، وهو مجرد مؤشر على حملة واسعة ضد المعارضة. واعتبرت أنه "غالبًا ما يتم استغلال العلاقة مع جماعة الإخوان من قبل الحكومة وحلفاؤها لتشويه سمعة المعارضة، ولكن رغم أن بعض الأولتراس إسلاميين،فإن مجموعاتهم عادة ما ترتبط بنادي لا ترتبط بالحركة المدرجة على القائمة السوداء". ونقلت المجلة عن جيمس دورسي، مؤلف كتاب سيصدر قريبًا عن كرة القدم في الشرق الأوسط، قوله إنه بعد أن اخشوشنوا خلال معاركهم مع الشرطة خلال الاحتجاجات التي أطاحت بحسني مبارك في عام 2011، فإن بعض الأولتراس الآن "يقود الاحتجاجات ضد السيسي". واعتبرت المجلة أن هذا النشاط أكسب الأولتراس، وأغلبهم من الشباب وينتمي إلى الحضر، سمعة كقوة سياسية منظمة، وهذا ينطبق على بعض التجمعات، مثل "أولتراس نهضاوي"، التي لا ترتبط بنادي وتعارض السيسي، لكن الأولتراس الآخرين يرفضون هذا التوصيف. واختتمت بالقول إنه رغم ذلك فان الحكومة، تعتبرهم "تهديدا"،مضيفة نقلا أحد المشجعين: "إذا كان الأولتراس، والإخوان أشرار كما تقول السلطات، فإن نصف المصريين إرهابيون".