الاحتفاظ بالسلطة لأكثر من ولايتين رئاسيتين ربما يبدو الإجراء غير دستوري من وجهة نظر الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة وآلتها الإعلامية الجبارة، لكنه تم بوسائل ديمقراطية، وبتأييد شعبي حقيقي ولاسيما لو كان ذلك في البلدان التي تشكل إلى جانب كوبا وفنزويلا تحالفا قويا ضد سياسات الولاياتالمتحدة في المنطقة. في بوليفيا، مررت المحكمة الدستورية، وهي أعلى محكمة في البلاد قانونا مثيرا للجدل ربما يمكن موراليس من الاستمرار في السلطة لأربع سنوات جديدة. يقصر دستور بوليفيا فترات الرئاسة على ولايتين، لكن المحكمة الدستورية استندت في قرارها الشهر الماضي إلى أن الدستور جرى تعديله خلال السنوات الأربع الأولى لموراليس وفي وسطتها تم إجراء انتخابات رئاسية وبهذا لا يعتد بالفترة الأولى. وكان موراليس قد تم انتخابه لأول مرة في 2006 وأعيد انتخابه في 2009 بعد تعديل الدستور مباشرة. المعارضة رفضت هذا القرار، حيث قال سياسيون معارضون إن الدستور القديم كان ينص كذلك على فترة رئاسية واحدة، في حين أن الرئيس موراليس الذي يتمتع بتأييد شعبي واسع وخصوص في أوساط الشرائح الفقيرة، لم يكشف عما إذا كان ينوي الترشح لولاية ثالثة. لكن موراليس وهو أول رئيس بوليفي ينحدر من سكان البلاد الأصليين عام 2006، وقد أعيد انتخابه بأغلبية كبيرة عام 2009، ما زال يتمتع بتأييد قوي من الطبقات الفقيرة ومن السكان الأصليين. ومن المقرر ان تجرى انتخابات رئاسية جديدة في بوليفيا في العام المقبل، ولكن موراليس لم يفصح عما اذا كان ينوي الترشح مجددا. وأثار موراليس حفيظة الولاياتالمتحدة عندما طرد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أو هيئة المعونة الأمريكية من بلاده، قائلا إنها تتدخل في السياسة الداخلية لبوليفيا. وقال موراليس عام 2010 إنه لن يتردد في طرد الوكالة، في حال تآمرت على سيادة بوليفيا. يشار إلى أن الحكومة البوليفية طردت عام 2008 وكالة مكافحة المخدرات والسفير الأميركي، اللذين اتهمتهما ب«التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد»، ولم يعين سفير أمريكي جديد في بوليفيا بعد. ويأتي هذا بعدما تم تنصيب الرئيس الإكوادوري رفائيل كوريا في ولاية رئاسية ثالثة يوم الجمعة الماضي. ويتمتع الزعيم اليساري وحليف الزعيم الراحل تشافيز بشعبية واسعة ويسيطر حزبه على البرلمان. كوريا الذي انتخب لأول مرة عام 2006 ووضع انتخابه نهاية لفترة من عدم الاستقرار السياسي في البلاد، قام بتعديل الدستور في عام 2007 في خطوة سمحت له بالاحتفاظ بالسلطة حتى العام 2017. ورغم أن معارضيه يتهمونه بالعمل على تعزيز قبضته على السلطة وإضعاف المعارضة، ووسائل الإعلام الخاصة، فإن الخطوات التي قام بها تحت مسمى ثورة المواطنين أكسبته شعبية جارفة في أوساط الأكوادوريين البسطاء كما أكسبته صداقة الزعماء الآخرين المنتمين للجناح اليساري في أمريكا اللاتينية. ولهذا فإنه يبدو أنه لسنوات طويلة قادمة ستظل واشنطن تواجه جيوب مقاومة شرسة لمشروعها الرأسمالي في أمريكا اللاتينية، حتى وإن غيب الموت الزعيم الفنزويلي هوجو تشافيز، الذي كان في السنوات الأخيرة صاحب الصوت الأعلى في مواجهة الولاياتالمتحدة.