لا يوجد حاليًا ما يهم مجتمع الصحة العالمية، سوى فيروس زيكا، الذي انتشر بشكل مفاجئ مؤخرًا في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية، ثم امتد ليشمل أوروبا، ويبدو أنه في طريقه إلى الزحف نحو باقي دول الأرض. فيروس زيكا ينتقل عبر باعوضة تعرف علميًا باسم "الزاعجة المصرية - Aedes aegypti"، والتي ظهرت إلى النور منذ ملايين السنوات، فما هي تلك الحشرة، وما شكلها، وما أشهر الفيروسات التي نقلتها إلى العالم؟ - الزاعجة المصرية هي نوع من الباعوض، تنتمي إلى جنس الزاعجة، نشأت في مصر منذ 350 مليون سنة، قبل أن تنتشر في قارة إفريقيا وكل المناطق الأستوائية. وتعد الزاعجة المصرية من أكثر أنواع الباعوض انتشارًا في العالم، حيث سبق أن تم تسجيل وجودها في فرنسا، واليونان، وإسرائيل، وإيطاليا، والبرتغال، وجنوبروسيا، وإسبانيا، وسوريا، وتركيا، ويوغوسلافيا في أوروبا والشرق الأوسط، والجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس في شمال إفريقيا. وتتواجد الزاعجة المصرية حاليًا في قارة إفريقيا بالمناطق المدارية وشبه المدارية، وفي جنوب شرق الولاياتالمتحدة، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، وجزر المحيط الهادى والمحيط الهندى، وشمال أستراليا، وذلك حسب المعلومات التي نشرها موقع ecdc.europa.eu. - حجمها وشكلها تتميز الزاعجة المصرية بحجم صغير يبلغ نحو 3-4 مللم، وهي سوداء اللون، ويوجد على أرجلها وصدرها علامات بيضاء. - أشهر الفيروسات التي تنقلها الزاعجة المصرية 1- الحمى الصفراء مرض فيروسي ينتقل بواسطة الزاعجة المصرية، وعندما يصيب الإنسان، فإنه يدمر الكثير من أنسجة الجسم، خاصة الكبد والكليتين، وتشمل أعراضه الإصابة بالصداع والإمساك والألم المستمر قبل أن يتطور لتغيير لون الجلد والعينين إلى الإصفرار ونزيف بلثة المريض. ويتعرض مرضى الحُمي الصفراء للموت بنسبة 2 إلى 5 من جميع الحالات، ويتسبب المرض في إصابة 200 ألف مريض ووفاة 30 ألف سنويًا، وتكمن 90% من الحالات في قارة إفريقيا. 2- حمى الضنك مرض فيروسي يعرف إيضًا باسم "حمى تكسير العظام"، ينتقل إلى الإنسان بواسطة الزاعجة المصرية، وتشمل أعراضه الحمى والصداع وآلالام بالعضلات والمفاصل وطفح جلدي شبيه بطفح الحصبة، وفقدان الشعية والغثيان والقئ، وقد يتطور أحيانًا ليصيب المرء بنزيف وفقدان بلازما الدم. وينتشر فيروس حمى الضنك في أكثر من 120 بلدًا حول العالم، ويعتبر ثاني أكثر فيروس انتشارًا بواسطة الباعوض بعد الملاريا، ويصاب به ما بين 50 إلى 528 مليون شخص، ويؤدى إلى وقاة 25 ألف شخص سنويًا. 3- شيكونجونيا فيروس ينتقل عبر الزاعجة المصرية، يصيب الإنسان بحمى أولية مفاجئة، وقد تتطور الأعراض لتشمل آلامًا مفصلية وطفحا جلدا، والتهاب كبدي حادا، والتهاب السحايا والدماغ. ويعتبر معدل الوفاة بهذا الفيروس ضئيلًا للغاية، إلا أن كبار السن أكثر المعرضين إلى الموت بسببه عن باقي الفئات العمرية، وتسبب فيروس شيكونجونيا في إصابة أكثر من 63% من جزر القمر في عام 2005، فضلًا عن إصابة الكثير من البشر في كينيا والهند وجنوب شرق آسيا واليمن. 4- فيروس زيكا هو فيروس ينتمي إلى مجموعة الفيروسات المصفرة، وتمت تسميته بنفس اسم غابات في أوغندا، التي ظهر فيها للمرة الأولى عام 1947، وينتقل فيروس زيكا عبر باعوض الزاعجة المصرية، وتشبه أعراضه الأنفلونزا، مثل ارتفاع درجة الحرارة، والحمى، والصداع، والشعور بالضيق، وآلالام في العضلات والظهر، والطفح الجلدي. ويتسبب زيكا في تشوه أجنة الحوامل، وانكماش عقول الأطفال المواليد، حيث يولودن برؤوس صغيرة، ومشوهة، ومضغوطة، ويؤثر على قدراتهم العقلية، أو يصيبهم بالوفاة، وتعتبر البرازيل أكثر دولة ينتشر بها الفيروس حاليًا وسط مخاوف من إمكانية إلغاء أوليمبياد ريو دي جانيرو الصيف المقبل، وقد سجلت دول الولاياتالمتحدة، والدنمارك، والسويد، وسويسرا، وإيطاليا حالات مصابة أيضًا، ما يشير بوضوح إلى احتمالية تحوله إلى وباء عالمي.