تحفر حكومة إقليم كردستان العراق، خندقا تقول إنه لأغراض أمنية، من أجل منع حدوث هجمات في مناطق لها حدود مع أراض تخضع لسيطرة تنظيم داعش الذي يسيطر على أجزاء من العراقوسوريا المجاورة. ويبدأ الخندق من منطقة ربيعة على الحدود السورية، ويمتد حتى مدينة خانقين على الحدود الإيرانية، وأثار ذلك حفيظة الأقلية التركمانية التي تقول إنها تخشى من أن يكون الخندق محاولة لترسيم حدود إقليم كردستان. وبينما تعمل حفارات ضخمة في حفر خندق واسع، ذكرت السلطات الكردية أن الخندق سيحمي قوات البشمركة من مقاتلي تنظيم داعش، مع احتدام صراع في سوريا ومناطق عراقية أخرى جنوب الإقليم شبه المستقل. آلية دفاعية وقال أمين عام وزارة البشمركة جابر الياور: "الخنادق التي تحفر في المواقع الدفاعية لقوات البشمركة أمام المناطق التي تسيطر عليها قوات داعش، هي ليست حدود لإقليم كردستان العراق، وإنما هذه الخنادق لأجل منع الآليات المفخخة لإرهابيي داعش، وأيضاً منع الإرهابيين من الوصول لمواقع البشمركة وتفجير أنفسهم، ليس لهذه الخنادق أي علاقة بحدود إقليم كردستان، وليس لها أي علاقة بالمواضيع الجغرافية أو السياسية أو المشاكل الموجودة ما بين الإقليم والحكومة الاتحادية". ويمثل تنظيم داعش المؤلف من عراقيين وعرب آخرين ومقاتلين أجانب، أكبر تهديد أمني للعراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة له لإسقاط صدام حسين عام 2003، وتحقق حملات احتواء التنظيم تقدماً بطيئاً في العراق، حيث تعيق انقسامات طائفية وفساد، حدوث تقدم عسكري كبير. وأضاف الياور: "لن تُنفذ محاولة لإقامة دولة للأكراد دون محادثات مع الحكومة العراقية والزعماء الإقليميين، لنا الحق مستقبلاً أن يكون هناك استفتاء في الإقليم، وكما للدول العربية 22 دولة، فإن الإقليم له حق في أن تكون له دولة، في أي وقت لو أراد الإقليم أن تكون له دولة فيكون عبر استفتاء وعبر اتفاقات مع الحكومة الاتحادية ورضا الجيران ورضا كل دول الإقليم، وأيضا بنهاية اتفاق عام ما بين الإقليم وما بين كل دول العالم وحتى منظمة الأممالمتحدة". وأكد قائد قاطع جنوبكركوك اللواء هيوا عبد الله، أن القوات لا ترسم الحدود لكنها تستخدم الخندق لخط دفاع، وأضاف: "سمعنا من بعض الفضائيات أن القوات الكردية تحفر خندقا لتحديد حدود الإقليم، هذه الصورة ليست الصحيحة، والأصح هذا الخندق لأجل تحصينات القطاعات الدفاعية، أنتم ترون بأعينكم بأن هذا الخندق هو خندق من ضمن التحصينات الدفاعية لقوات البشمركة". مخاوف التركمان لكن العضو التركماني في مجلس النواب العراقي حسن تورهان، طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بالتحقيق في حفر الخندق. وقال تورهان: "نسأل العبادي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، أولا: هل لديه موافقة على حفر هذا الخندق، ثانيا: لماذا كان حفر الخندق سريا ولم يكن علنيا؟، ثالثا: إذا كان الموضوع أمنيا فيجب أن يكون لدى حكومة إقليم كردستان تطمينات أن الخندق لن يُستخدم لأغراض سياسية ولأغراض رسم الحدود". وسيطر الأكراد على كركوك بشكل كامل الصيف الماضي، عندما هجر الجنود العراقيون قواعدهم في المدينة وحولها، مع اجتياح مقاتلي تنظيم داعش نحو ثلث العراق. ويقول زعماء أكراد إنهم لن يتخلوا أبداً عن كركوك التي تقع خارج الحدود الرسمية لمنطقتهم، وبها بعض من أكبر احتياطيات النفط في العراق، ويتنازع على كركوك تركمان وعرب إلى جانب الأكراد.