بقلم- أحمد نجيب جاد لا تستغرب العنوان كثيراً.. الإسماعيلية اشتهرت دائماً بامتلاك فريق يحرص على تقديم كرة قدم جميلة فإن خرج ذلك الفريق من ثوبه وتخلي عن الأسلوب الذي يميز الدراويش صار منافساً متواضعاً يسهل على الأهلي أو غيره أن يهزمه بأقل مجهود أو ربما من مجرد ضربة ثابتة. الفوز السهل جاء بصعوبة بسبب ظروف الفريق الأحمر الإدارية قبل الفنية.. ولكن بدايةً تجب الإشادة بعبد العزيز عبد الشافي الذي يبقي كسابقه فتحي مبروك، أهم ما يميزهما هو إنكار الذات والإخلاص الشديد للنادي الأهلي بقبول العمل في أي موقع وبأي صفة كانت. تعديل تكتيكي مهم دخل الأهلي المباراة بتعديل تكتيكي مهم في خطة اللعب وفي أدوار اللاعبين كذلك.. استخدام خطة لعب 4-4-2 في وجود مهاجميّن صريحين على خلاف كل المباريات السابقة مع البرتغالي بيسيرو جاء مفيداً للغاية في مواجهة فريق مثل الإسماعيلي اعتمد أكثر من مرة في هذا الموسم على مشاركة قلبي دفاعه شوقي السعيد وطه عادل في بناء الهجمات بل وتبادلا التسجيل كذلك في عدة مباريات.. لمحة فنية مختلفة قدمها الفريق في أولي مبارياته تحت قيادة زيزو ساهمت في اختفاء الإسماعيلي تماماً وسهلت محاصرته في المناطق الدفاعية للدراويش.. جهاز الأهلي السابق كان يضم محللاً فنياً للأداء ربما لم يكن ليضيف شيئاً في موقف مثل هذا.. في وجود رامي ربيعة وأحمد حجازي في قلب دفاع الفريق الأحمر وباستخدام أحمد فتحي كمتوسط ميدان دفاعي خلف الثلاثي غالي ورمضان والسعيد عاد محمد هاني للمشاركة في مركز الظهير الأيمن مع احتفاظ صبري رحيل بموقعه على الطرف الأخر.. شكل الأهلي تم بناؤه بالاعتماد على عبد الله السعيد كصانع لعب خلف المهاجمين يدعمه تحرك رمضان صبحي من طرفي الملعب بالتبادل إلي العمق لصنع كثافة عددية هجومية بالاستناد إلي الانطلاقات السريعة بدون كرة من حسام غالي أو أحمد فتحي.. تكوين هجومي جيد أتاح المساحات اللازمة لانطلاق ظهيري الجنب رحيل وهاني في أطراف الإسماعيلي الدفاعية.. وإن عاب ذلك الشكل الاعتماد على الجبهة اليسري بشكل أكبر في ظل سوء حالة صبري رحيل عند مقارنته مع محمد هاني في إرسال الكرات العرضية المتقنة.. دراويش بلا مايسترو .. نختلف أو نتفق حول مستوي الإسماعيلي تحت قيادة المدير الفني السابق للفريق أحمد حسام ميدو ولكن بكل تأكيد كان رحيله مؤثراً عند مقارنته بالمستوي الحالي للفريق.. رحيل ميدو ومعه شيكابالا في ظل غياب القائد حسني عبد ربه جعل الدراويش بلا قائد حقيقي داخل الملعب وساهم في انخفاض الروح المعنوية كذلك.. جاء الفريق الساحلي للأسكندرية بخطة لعب 4-3-2-1 معتمداً على هداف الدوري حتي قبل تلك الجولة مروان محسن ومن خلفه الثنائي مصطفي عفروتو وأحمد سمير علي الطرفين أمام ثلاثي منتصف الملعب فتحي وحمدي مع الغاني توريك جبرين ومن ورائهم جميعاً رباعي الدفاع حمد شوقي طه وسمير.. ظهر الإسماعيلي بلا صانع لعب حقيقي أو نهج تكتيكي واضح معتمداً على إرسال الكرات الطويلة للمهاجم الوحيد في غياب طرفي الملعب عن مساندته.. ثلاثي وسط الملعب لم يكفل للدراويش الاستحواذ علي الكرة وبناء الهجمات وكذلك لم يعطي أي أفضلية دفاعية لبرازيل الكرة المصرية سابقاً.. لمحات فنية.. الضرورة الفنية تقتضي دائماً أن يختار المدير الفني العناصر القادرة على تطبيق طريقة اللعب التي يريد استخدامها.. عند اللعب بمهاجمين يجب أن يكون أحدهما متمركزاً في منطقة جزاء المنافس يجيد الألعاب الهوائية ويتفوق في الالتحامات أما الثاني فهو المهاجم المتحرك الذي يجيد وضع الكرة بين قدميه والاختراق بها بين الظهير وقلب الدفاع.. اختيار زيزو لمهاجميه لم يكن على المستوى المأمول.. چون أنطوي وعمرو جمال متشابهان فهما من النوع الأول الذي يجيد التمركز والتحرك داخل مناطق المنافس الدفاعية وبالتالي في حالة استخدام أحدهما في أدوار لا يجيدها يصبح مباشرة لاعباً بلا فائدة.. من الممكن التماس العذر في هذه الحالة للمخضرم زيزو.. الأهلي يملك فقط ماليك إيڤونا ومحمد حمدي زكي من نوعية المهاجم المتحرك.. الأول مصاب والثاني تمت إعارته خارج صفوف الفريق في قرار متسرع بناء على طلب المدير الفني السابق.. كذلك يمكن تطبيق القاعدة نفسها عند الحديث عن لاعبي الوسط رمضان صبحي وعبد الله السعيد.. السعيد أدي أفضل مبارياته مؤخراً بوجوده طوال الوقت في عمق الملعب صانعاً للعب وممرراً للكرات.. لاعب الإسماعيلي السابق هو المسئول الأول عن القدرات الإبداعية في صفوف الفريق وصاحب الكرة الذي يتحكم في إيقاع المباراة.. أما الثاني فهو لاعب الوسط الحر الذي يغير مركزه باستمرار.. يستخدم رؤيته للتحرك فيما بين خطوط المنافس مستفيدًا من خلخلة لاعبي الهجوم لدفاعات الخصم.. ينتظر دائماً التقاط الكرة الثانية للتسديد أو التمرير المفاجئ وربما إعادة بناء الهجمة إن لم تكن الفرصة متاحة لهذا أو ذاك.. الدور السابق ليس الأفضل على الإطلاق للاعب الشاب.. رمضان صبحي يفضّل دائماً امتلاك الكرة بين قدميه والاحتفاظ بها المبالغ فيه أحياناً مع البطء في التحرك والتمرير كذلك.. تقتصر رؤيته الفنية على تلك الحالة فقط وهو ما يصعب مهمته ويقلل من قيمته المُضافة في وجود عبد الله السعيد والغائب للإصابة صالح جمعة. مؤمن زكريا قد يكون حلاً أفضل في هذا المركز.. اللاعب القادم من صفوف المنافس التقليدي لا يمتلك تلك المهارات الكبيرة ولكنه بكل تأكيد أكثر إيجابية على مستوي التحرك بدون كرة وأكثر ذكاءً وسرعة عندما تريد مباغتة المنافس.. الخلاصة.. فوز أهلاوي منطقي كان من الممكن أن يكون بعدد أكبر من الأهداف ولكن ظروف سير المباراة منعت حدوث ذلك.. تغييرات اضطرارية بسبب عنف لاعبي الإسماعيلي المبالغ فيه والذي أدي لخروج صبري رحيل وحسام غالي بإصابات متفاوتة.. الفريق الأحمر يمكنه التحسن كثيراً بعودة الغائبين مع إضافة لاعب أو اثنين على الأكثر للقائمة الحالية.. يتبقي كذلك اختيار جهاز فني خبير وجدير بقيادة النادي الأهلي على عكس نوعية جاريدو وبيسيرو في فرصة أخيرة لمجلس إدارته نحو ترك بصمة طيبة قبل رحيله المنتظر. هزيمة أكثر منطقية للدراويش الذين ضلوا طريقهم نحو الكرة الجميلة تحت قيادة جهاز فني لن يستمر لنهاية الموسم غالباً ومجلس إدارة يفتقد أهم مقومات الإدارة الرياضية الناجحة.