شاب عشريني، خطى أولى خطواته دخل أروقة جامعة بنها، ووجد نفسه في مواجهة جماعة الإخوان، ليستطيع كسب ثقة وتأييد الطلاب الثوريين والأحزاب المدنية حتى وصل لمقعد رئيس اتحاد طلاب مصر. رويدًا رويدًا بدأ محمد بدران، خريج كلية التجارة، يتحسس خطواته في عالم السياسة، وإذا به يُدشن حملة تحمل عنوان "مستقبل وطن" لدعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية، وبعد نجاح السيسي، أسس "الفتى المدلل" حزبًا بنفس الاسم، متوليًا رئاسته، ليكون أصغر رئيس حزب في العالم بدعم من رجال أعمال في مقدمتهم أحمد أبو هشيمة. وبشكل مفاجئ، قرر الشاب الذي حلم برئاسة مجلس وزراء مصر، السفرر للخارج لاستكمال دراسته، عقب موجة من الاستقالات الجماعية لأعضاء حزبه الوليد بعدة محافظات. ترددت أنباء منذ يومين عن استقالة محمد بدران من رئاسة الحزب؛ استعدادًا للسفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستكمال دراسته، ليخرج المتحدث باسم الحزب، نافيًا ما تردد عن الاستقالة فقط، مؤكدًا سفر "بدران" لمدة 45 يومًا فقط، يعود بعدها إلى مصر. استقالات بالجملة ضربت حزب "بدران" بالتزامن مع أنباء سفره للخارج، حيث تقدم عشرات الأعضاء من المكاتب التنفيذية بالمحافظات باستقالتهم؛ بسبب "فرض سياسات قديمة لأحزاب نسفتها ثورتي 25 يناير و30 يونيو"، بحسب تصريحات أعضاء الحزب بمركز طهطا. من جهتها، حاولت مصادر مسؤولة بالحزب، نفي ما أثير حول الاستقالات، باعتبارها بادرة تفكك للحزب الذي ظهر سريعًا، مؤكدة أن الأمين العام للحزب أشرف رشاد، سيتولى قيادة الحزب؛ لحين عودة بدران من الخارج، لافتة إلى أن الاستقالات "فردية" وليست جماعية. وفسر المصدر أسباب الاستقالات، أنها تأتي نتيجة رفض بعض الأعضاء لنقلهم إلى أماكن جديدة داخل أمانتهم، وهي التنقلات التي تأتي وفقًا لخطة مُعدة قبل انتخابات البرلمان، وتقضي بإعادة هيكلة الحزب وأعضاء الأمانات. ويرى البعض، أن انسحاب "بدران" من المشهد السياسي يأتي مكملاً لمشهد انسحابه من ائتلاف "دعم مصر" عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية، حيث أكد "الفتى المدلل" حينها، أن الحزب سيعمل بصورة منفردة في مجلس النواب، وأنه يسعى ليكون حزبًا حاكمًا، لكن سريعًا ما عاد لحضن الائتلاف مجددًا. وأرجع متابعون للشأن السياسي في مصر، مواقف محمد بدران "المرتبكة"، إلى قلة خبرته السياسة، مؤكدين أن تصريحاته لا تتناسب مع حجم المقاعد التي حصل عليها في البرلمان، مستشهدين بتصريح له حول جذب مليار سائح إلى مصر كأحد أهداف برنامجهم الحزبي لدعم الاقتصاد المصري. الشائعات التي حاصرت حزب مستقبل وطن في الفترة الأخيرة، والتي بات بعضها حقيقة، إثر اختفاء "بدران" عن المشهد لعدة أسابيع، تفرض سؤالاً على الساحة السياسية، هل تمت الإطاحة ب"الفتى المدلل" - محمد بدران - من نعيم السلطة وصدارة المشهد السياسي؟.