أثار الحكم الذي قضت به محكمة جنح الدقي، اليوم الإثنين، ببراءة المنتج محمد السبكي، وحبس ابنته المنتجة رنا السبكي لمدة سنة وكفالة 5000 جنيه، مع غرامة 10 آلاف جنيه الكثير من الجدل، إذ جاء الحكم بعد اتهامها بنشر «مصنف خادش للحياء» من خلال فيلم «ريجاتا»، وتحديدًا عبر الإعلان الترويجي له، الذي تم نشره في القناة الرسمية للسبكي على «يوتيوب». الفنانين وصنّاع السينما وجدوا في هذا الحكم اتجاه نحو تقييد الإبداع، وأن الإنترنت وموقع «يوتيوب» يتضمن فيديوهات وأفلام إباحية ومع ذلك لم يتحرك ضدها أحد، وفي المقابل لم يدافع السبكي عن هذا الإعلان وأكد أنه خارج مسؤوليته. المحامي سمير صبري الذي تقدم بهذه الدعوى قال ل« التحرير » إن الحكم جاء وفقًا لصحيح القانون، مشيرًا إلى أنه كان يتمنى أن يكون هناك تغليظ للعقوبة أكثر من ذلك لأن الواقعة التي قدمها للنيابة العامة بمستنداتها هي واقعة إفساد للأخلاق، وتشجيع على البطلجة والمخدرات والعري والألفاظ. وأضاف: موضوع فيلم "ريجاتا" وغيره من الأفلام التي تنتجها أسرة السبكي كلها تعتمد على العري والإتجار في لحم المرأة المصرية وإظهارها في أقذر صورة، وعلى أنها عاهرة أو داعرة، وتتعاطى المخدرات وتستحي الخمور، ثم بعد ذلك نتحدث عن حقوق وكرامة المرأة، وأؤكد أن ما ينتجه السبكي يمثل إساءة بالغة للمرأة والمجتمع المصري. ولفت إلى أنه يتوقع أن يكون الحكم في الجلسة القادمة يؤيد ما تم إعلانه اليوم، معتمدًا في ذلك على الوثائق والمستندات التي قدمها في دعوته. فيما قال المنتج محمد السبكي، إنه لن يعلق على هذا الحكم، مشيرًا إلى أنه يحترم أحكام القضاء، وأوضح: سنستأنف على هذا الحكم لإثبات براءتنا من هذه التهمة الكيدية التي يكيلها لنا مقدم البلاغ، فهناك حالة ترصد غير مفهومة من مقدم بالبلاغ له، ولكنني سأستمر في عملي وتقديم أعماله الفنية في هذا التوقيت العصيب الذي تمر به السينما المصرية. من ناحية أخرى المنتج محمد العدل عضو جبهة الإبداع ذكر إنه يستمع لهذه التهمة للمرة الأولى، مشيرًا إلى أن المحاميين الذين يتقدموا بمثل هذه الدعاوي القضائية تفرغوا للقيام بكل ما هو مختلف، والإعلام بدوره يروج لهم، مضيفًا: كان عندنا نبيه الوحش في فترة سابقة، وهذه الأيام يقابلنا سمير صبري، بالتأكيد سيتم الطعن على هذا الحكم الغيابي، وهو يؤكد أن هؤلاء المحامين ليس لديهم ما يشغلهم. وذكر العدل أن «يوتيوب» ليس مفتوحًا أمام الجميع كما هو الحال في التليفزيون، إنما يظل مستخدمه يكتب كلمات بحثية لما يريد مشاهدته، وتابع: هناك العديد من أفلام البورونو على «يوتيوب»، فهي مجرد قناة فيه وليست قناة عامة، ويبذل الباحث فيها مجهود للوصول إلى ما يريد، عمومًا أجد أن سمير صبري يبحث عن الشهرة بأي طريقة من أو رفعه لقضية ضد سما المصري حتى أصبح حامي الفضيلة. المخرج سامح عبد العزيز، أوضح أن القضاء يتعامل بدلائل أمامه، وإذا ما استأنف السبكي بالتأكيد سيصله حقه من القضاء وسيُرد له اعتباره، مشيرًا إلى أن الموضوع يحتاج دراسة وتوافر حيثيات للقضية، وتابع: أكيد الأمور ستعود إلى طبيعتها مع الاستئناف، وهذا الحكم لا يجب أن يُقلق صنّاع "ريجاتا"، شخصيًا تجاوزت تجربة مماثلة لهذه مع فيلمي "حلاوة روح"، والحمد لله حقي رجع لي في النهاية، وأتوقع أن يعود لهم حقهم مثلي، وعمومًا القضايا المُثارة تكون دعاية لمن تقدم بها فقط، والمشكلة أن ثقافة الانترنت لم تنتشر لدى كثيرين.