بصوت يملؤه الألم والحزن ليس على وفاة شقيقه، الذى ترك وراءه ولدين فقط، إنما على وفاة 15شخصًا من أهالى قريته، التى يرتبط أهلها بعلاقات نسب ومصاهرة، قال خليل محمد الصياد، شقيق أنور محمد الصياد، صاحب المركب الذى غرق، ولقى مصرعه ضمن ال15شخصا الذين لقوا مصرعهم، إثر الحادث الأليم، إنه يجب محاسبة المسئولين فى وزارة النقل النهرى قبل محاسبة أخى اللى مات فى الحادث. وأضاف خليل "مستعد للمساءلة بدلاً من شقيقه، مؤكدًا أن المركب الذى غرق له تصريح من 1نوفمبر 2015 حتى نهاية يناير الحالى" قائلاً "لو أنا أوراقى مش سليمة ماكنتش وزارة النقل منحتنا رخص سير لمدة 3 شهور، المركب مرخص من 40 عام باسم والدى المتوفى منذ أكثر من عام ونصف". مفيش رقابة وتابع شقيق صاحب المركب المتوفى "الحادث قضاء وقدر، والناس ماتت خلاص، سيبوا اللى حصل وبصوا إزاى تمنعوا الكوارث اللى جاية، مش إحنا المسئولين، فين الرقابة، فين الناس اللى بتاخد فلوس وبترخص، فوقوا وامنعوا الكوارث اللى ممكن تحصل، إحنا قلبنا محروق على كل الناس اللى ماتت، أخويا مات وفى لحظة رمل مراته وعنده يوسف 6 سنوات ومريم 3 سنوات مين اللى هيربيهم؟". وأوضح خليل "من المسئول عن وفاة أخويا قبل الناس اللى مات دول 15 روح ونحتسب ده عند ربنا، إحنا ناس غلابة بناكل اليوم بيومه، ولو قعدنا يوم مانلقيش ناكل تانى يوم، ومع ذلك بنحب مصر وبنح بلدنا بخلاف الاغنياء الأثرياء اللى بيهربوا ويسيبونا، وبلاش نحمل الناس اللى ماتت المسئولية، ولو حتى فيه رخص لكل المراكب هل ده هيمنع الموت؟ لا القصة إنه لازم يكون فيه رقابة ومرور لمنع الكوارث، أنا مستعد أضحى برقبتى فى سبيل اللى راحوا يرجعوا ومستعد أتعدم فى سبيل إن واحد يطلع من المقابر ويرجع تانى للحياة". عاوزين حقنا اضاف شقيق صاحب المركب المتوفى قائلاً "إحنا فى كارثة واسألوا أهل الاختصاص بيدونا رخص ليه ورغم إنى مليش فى الموال ده اللى كان ليهم راحوا وماتوا وفيه ناس كانت رايحة تنقذ الضحايا ماتوا كمان، البلد مش متحملة، وفيه لجان للتحقيق توضح الحقيقة، عاوزين نتقى ربنا ومش هتكون أول ولا آخر حادثة، المعدية بين قريتين والشاطئين يبعدوا عن بعض 600 متر والحادث حصل قبل الشط ب10 أمتار". تابع قائلاً "لو المركب كان فيه عيب كانت غرقت من الأول ولو حصل وفيها عيب دى كانت غرقت من الأول، طيب لو هى مش مرخصة زى ما المسئولين بيقولوا، مش بيمنعوهم ليه، الناس بتيجى تعزينى وفوجئت بموت أخويا، والناس كانوا بيتحايلوا عليه علشان مافيش مركب والجو كان ممطر، واسألوا علينا وهاتولنا حقنا لأننا بسطاء والأغنياء مش عاوزين حد بفلوسهم بيعيشوا لكن إحنا ماعندناش فلوس نعيش بيها". منتهية التراخيص وكان اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، قد أكد أن المعدية المتسببة فى الحادث "مركب صيد" وترخيصها متوقف منذ 9 مايو الماضى، وتسببت الحمولة الزائدة وسوء الأحوال الجوية فى غرقها، مشيرًا إلى أن طول المركب 6 متر فى عرض 2 متر حديد بمجاديف حمولته المقررة 6 أفراد، بالإضافة لفرد التشغيل، مشيرًا إلى أن سوء الأحوال الجوية وحمولته الزائدة التى وصلت إلى 18 فردًا هى السبب فى وجود "15 ضحية و3 نجاة". وأصدر نصر قرارًا حمل رقم "1" لسنة 2016م، بوقف مدير الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة فوة، وشمل الوقف الكاتب الإدارى بمكتب الملاحة الداخلية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة فوة، وقفًا احتياطيًا، ولمصلحة التحقيق، وبحد أقصى ثلاثة أشهر، أو لحين انتهاء النيابة الإدارية بفوة من التحقيقات معهم، أيهما أقرب. ونص القرار على الوحدة المحلية لمركز ومدينة فوة إخطار المحكمة التأديبية المختصة بحالة الوقف تطبيقًا لنص المادة رقم "60" من القرار بقانون الخدمة المدنية 18 لسنة 2015م ولائحته التنفيذية، مع إحالة كل الأوراق إلى النيابة الإدارية بفوة لإجراء التحقيقات. غير تابعة للنقل وأكدت وزارة النقل أن معدية كفر الشيخ الغارقة تعمل بمجداف بدون موتور ولا تتبع الوزارة، مشيرة فى بيان لها إلى أن المعدية غير تابعة للوزارة، وأنها مركب بمجداف بدون موتور، ولا يوجد فى هذه المنطقة مراكب تابعة للوزارة سوى ثلاث فقط متحفظ عليها جميعا فى شرطة المسطحات المائية، بعد أن قامت هيئة النقل النهرى بإيقاف هذه المراكب الثلاث لعدم صلاحيتها فى العمل فى نهر النيل. يذكر أن قرية سنديون التابعة لمركز فوة، شهدت غرق مركب يعمل "معدية" منتهى الصلاحية، ما بين قرية سنديون، وقرية ديروط التابعة لمركز المحمودية بمحافظة البحيرة، فى مياه نهر النيل فرع رشيد، والذى كان يقل على متنه 20 شخصًا، مما أدى لمقتل 15 شخصًا، بينهم اثنان من محافظة البحيرة.