عاشت قرية سنديون ليلة حزينة مساء أمس الاول وأمس بعد حادث غرق15 شخصا في معدية الموت ليلة رأس السنة التي أطلق عليها الأهالي هنا في سنديون ليلة حزن السنة ورغم أنه لاأحد يستطيع ان يعرف سيناريو رحيله من هذه الدنيا الفانية..إلا الواحد الأحد الذي خلقها وخلق الانسان من عدم..الا ان تكرار مثل هذه الحوادث يؤكد ان الإهمال هو عنوان الكارثة..وليلة أمس الأول هي ليلة رأس السنة الميلادية وفي هذه الليلة تحديدا تختلف العادات والتقاليد والطقوس بين البشر وعلي اختلافهم يقضي كل منهم تلك الليلة علي طريقته فهناك من يلهو ويلعب وهناك من يصلي ويتعبد والبعض يشكو من آلام المرض وأخرون يندبون حظهم بعد أن اختطف الموت أحبابهم في تلك الليلة..وقرية سنديون التابعة لمركز فوة بكفر الشيخ من القري البسيطة التي ينقصها العديد من الخدمات كما تعاني مثل غيرها من اهمال المسئولين باعتبارها قرية مدارية لا عيون عليها فكان انقطاع الكهرباء عن القرية صباح يوم الحادث هو بداية معاناة الاهالي مع ليلة رأس السنة واستمر الانقطاع حتي وقوع الحادث عندما تعالي صراخ الضحايا عقب امتلاء المعدية بالمياه وانقلابها وغرق من عليها الا أقل القليل, أسرع الأهالي للاستغاثة الا ان انقطاع الكهرباء ساهم في زيادة أعداد الضحايا لعدم وضوح الرؤية في نهرالنيل وما حوله ولكنها عندما عادت للاضاءة كان مات من مات وتبقي من بقي واذا سألت شيخا كبيرا يقول لك الأعمار بيد الله حتي لو الكهرباء كانت موجودة وفرق الانقاذ موجودة بجوار الغرقي أوعلي ظهر المعدية وحتي لولم يخرجوا من منازلهم ونسي الشيخ ان يأخذ بالاسباب وفي النهاية لايوجد اعتراف من أحد بالاهمال..حتي فجر أمس الجمعة كان عدد الضحايا13 شخصا وقبل صلاة الجمعة ارتفع العدد الي15شخصا, منهم2 من محافظة البحيرة, بالاضافة الي4 ناجين والمتوفون هم أنور محمد خليل الصياد40 سنة صاحب المركب وسميرة كمال محمد القبريطي39 سنة ربة منزل ومصطفي كامل جميعي رب الأسرة واسراء مصطفي جميعي14 سنة ومحمود مصطفي جميعي23 سنة واية سيد أحمد جميعي15 سنة وايمان سيد أحمد جميعي16 سنة وأحمد عبد العزيز رفاعي47 سنة وحسن محمد حسن جمعة37سنة وسعاد ماهر الصاوي17 سنة وعطية محمد عطية حشيش28 سنة ومحمد سعد يوسف السمان21سنة ومحمد بدران الابياري17سنة ومحمد مصطفي حمادي13سنة والجميع من سنديون ومختار سامي ضيف الله23سنة من ديروط بحيرة...بينما نجا كل من هبة السيد خيرالله25سنة متزوجة حديثا ويوسف مصطفي حمادي20 سنة ومحمد مسعد الشال18 سنة..قرراللواء السيد نصر محافظ كفرالشيخ صرف مبلغ10 آلاف جنيه لكل رب أسرة متوفي و5آلاف جنيه لكل شاب وفتاة متوفية و2000جنيه لكل مصاب..كما قرر المحافظ صرف مرتب شهر لكل فرد من فرق الانقاذ شارك في العملية في ظروف الطقس السيئة, وتجدر الاشارة الي ان عمليات الانقاذ استمرت حتي قبل صلاة الجمعة بربع ساعة وشارك فيها25 غطاسا تابعين للانقاذ النهري بدسوق و5ضباط حماية مدينة وساعد الاهالي في استخراج الجثث وتم تقديم الشكرلهم...يذكر ان المعدية الغارقة طولها6 أمتار فقط وعرضها متران حديد وتعمل بمجاديف وحمولتها الاصلية لاتزيد علي6 أفراد, بينما تم تحميلها ب20فردا.....يقول محمودخليلة عامل من أبناء سنديون انه رفض ركوب المركب بعدما وجد صاحبه يقوم بتحميل كل من وجدوا علي شاطئ النهر من ناحية ديروط حتي يعودوا الي سنديون بحجة أنها آخر نقلة, الا ان المعدية غرقت بعدها بدقائق بسبب الحمولة المضاعفة3أضعاف بالاضافة الي ان المعدية كانت عطلانة وصاحبها لم يقم بترخيصها بعد وفاة والده وقام باستخدامها أمس, لافتا الي ان هناك معديات أخري مستمرة في العمل وبعضها غير مرخص ومعظمها غير صالح للاستخدام فنيا!! ويشير محمدفؤاد تاجر خضراوات وفاكهة من أبناء سنديون إلي ان هناك أسرة بأكملها توفيت في الحادث حيث كان محمود مصطفي جميعي24 سنة ذاهبا مع أسرته الي ديروط لزيارة أسرة خطيبته وتهنئتهم برأس السنة وكانوا يحملون الحلوي والفاكهة لأسرة العروس واشتروا مني الفاكهة وكان محمود فرحان وقال لي ياعم فؤاد خفض المبلغ الاجمالي وقلل السعر شوية عشان يفضل معايا فلوس اديها لخطيبتي قلت له يامحمود خد اللي انت عايزة واللي عليك علي الله ومش مهم تحاسب قالي لاياعم فؤاد انا معايا فلوس بس نزل السعر شوية قلت له ماشي.وياولدي مارجعش لاهو ولا أبوه ولا أمه ولاشقيقتاه...بينما قالت هبة خيرالله التي خرجت مصابة في الحادث انها من احدي قري محافظة الغربية وتزوجت منذ شهر واحد فقط بقرية سنديون إن زوجها غرق في الحادث هو وعدد من أقربائه, لافتة الي انها طلبت من زوجها عدم الخروج نظرا لبرودة الجو الشديدة الا أنه أصر علي الخروج بصحبة الأسرة لقضاء بعض الطلبات وعند العودة رفضت الركوب بسبب زحام المعدية وقلت له خلينا المرة الجاية قال لا دي آخر حمولة الليلة دي عيزانا نبات علي الشط ولا ايه خفت منه وركبت.
