يستخدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، منذ إعلانه خلافته المزعومة، في يونيو من العام الماضي، كل الأدوات التي تمكنه من التواصل مع قطاع عريض من الفرائس أو كما يسميها المحللون "الذئاب المنفردة". أبرز الهاشتاجات المستخدمة في تغريدات أنصار التنظيم وتأثيرها على الخطاب الإعلامي ومن الأدوات التي برع التنظيم في توظيفها مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، حيث قام أنصار التنظيم، بإنشاء حسابات لنشر أخباره لحظة بلحظة، وكذلك لتوفير حلقة وصل بين التنظيم وبين المجندين الجدد، الذين يتأثرون بلغة الخطاب العاطفي والمثالي للتنظيم. فيسبوك ليس للتنظيم حساب رسمي على موقع فيسبوك، وإنما حسابات كثيرة لأنصاره، ممن يساهمون في الترويج لأفكارهم عبر الشبكة، ويبدوا واضحًا من تتبع هذه الحسابات أنها حسابات بأسماء مستعارة مثل "صقور الإسلام" و "مؤيد الدولة" و" أبوحمزة المصري" و" طالب الحق" وغيرها. ومن الملاحظ، أن هذه الحسابات لا يتم إنشاؤها باستقلال فكل حساب يكون منه أكثر من نسخة بنفس الإسم حتى يعرفه المتابعون ويعطي صاحب الحساب لكل نسخة رقم أو يكتب بجانب الإسم "الحساب العاشر بعد الحذف" مثلًا، لأن الفيسبوك يتابع هذه الحسابات ويقوم بإغلاقها فور إنشاءها أو بعد التبليغ عنها. وتوجد بعض الصفحات الخاصة لنفس الغرض لأن الفيسبوك، يدعم إنشاء الصفحات على عكس تويتر، فتوجد مثلًا صفحات بعنوان "باقية وتتمدد" و"الخلافة باقية"، وتحظى بقبول من قطاع كبير من المستخدمين وأغلبهم من الشباب، ويدفعهم لذلك إما الفضول وإما الدعم المتخفي. وتقوم الحسابات الداعمة للدولة بنشر كل مايخص الدولة من إصدارات صوتية ومرئية وبيانات وإعلانات المعارك وصور من داخل أماكن سيطرة التنظيم لتوزيع الزكوات أو حتى لإقامة الحدود كحد السرقة وشرب الخمر أو لأفراد الحسبة وهم يحضون الناس للذهاب للمسجد لأداء الصلاة. ولا توجد إحصائية، حتى الآن بعدد الحسابات الداعمة للدولة على موقع فيسبوك، الا أنها تنشط بصورة كبيرة في فترة العمليات ويزداد عملها في وجود بيانات والإصدارات وتقل وتكاد تنعدم في فترة الخمود وعد احتياج التنظيم لها. تويتر أما موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، فيحظي باهتمام عالٍ من قبل التنظيم من أول يوم استولى فيه التنظيم على الموصل بالعراق، لذلك أولاه الباحثون الدرجة القصوى من الأهمية من خلال رصد عدد الحسابات المؤيدة وأماكن تواجدها واللغات التي يتم بها النشر على تلك الحسابات. فقام معهد بروكنجز الأمريكي، بتقديم دراسة للباحثين جى. إم برجر وجوناثان مورجان، وتبين منها أن أغلبية الحسابات الداعمة للدولة تنطلق من السعودية وسورياوالعراق. عدد الحسابات وأماكن التواجد أفادت الدراسة، أن عدد الحسابات الداعمة للتنظيم على تويتر، وصل إلى 46.000 حساب وذلك حتى نهاية عام 2014، كما حذرت الدراسة من أن الإجهاز على كل هذه الحسابات سيؤدي إلى تحولها إلى منصة أخرى بعيدة عن الرقابة، فيكون من المفيد رصد تلك المنشورات ودراستها للوصول إلى أكبر عدد من المعلومات عن التنظيم. وقالت الدراسة، إن مايقرب من ثلاثة أرباع الحسابات الداعمة توجد بصفة أساسية في أماكن سيطرة التنظيم في سورياوالعراق وجاء بيان الأعداد كالتالي: أجريت الدراسة بناء على تحليل ل20 ألف حساب داعشي على تويتر، حيث فضل تقريبا واحد من كل خمسة مؤيدين لداعش استخدام اللغة الإنجليزية في التغريد على تويتر بينما اختار ثلاثة أرباعهم العربية. أما عن متابعي الحسابات، فسجلت الدراسة أن عدد المتابعين لكل حساب بلغ ما يقرب من 1000 متابع في المتوسط. وأغلب نجاحات داعش على وسائل التواصل الاجتماعي، ترجع إلى قلة من الحسابات الشديدة النشاط، يتراوح عددهم بين 500 إلى 2000، وبحسب أفضل التقريبات فإن تعداد الحسابات الصريحة التأييد لداعش على تويتر، حوالي 46 ألف حساب، بينما بلغ أقصى عدد محتمل للحسابات المؤيدة هو 90 ألف حساب. أعلى الأماكن التي تتركز فيها حسابات مؤيدة لداعش على تويتر هم: "الدولة الإسلامية،" سوريا، العراق، السعودية. ويضيف مكريستال، الرئيس السابق لقوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان، أن داعش تصل إلى ما يقرب من 100 مليون شخص يوميا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. أما عن أبرز الهاشتاجات التي يستخدمها المغردون فذكرت الدراسة أن بيانها كالتالي: أجري الاستبيان على آخر 200 تغريدة لكل الحسابات الداعمة للدولة والتي بلغ عددها 5.384.892 تغريدة، وتبين أنها تحتوي على مجموعة من الهاشتاجات المميزة بلغ عددها 100.767 واستخدمت 1.465.749 مرة، بمعدل 3.7 مرات استخدام لكل هاشتاج. حضر اسم الدولة الإسلامية "باللغة العربية" في مايقرب من 151.617 من الهاشتاجات سواءً بانفراد أو متبوعًا بكلمة أخرى. وشغلت حيزًا قدره 2.8 % من إجمالي عدد التغريدات. ولا يوجد هاشتاج آخر يقترب من هذه النسبة التي حصل عليها "الدولة الإسلامية"، بينما جاء في المركز الثاني هاشتاج "عاجل" في التغريدات التي تخص أخبار الدولة في سورياوالعراق، أو البيانات العاجلة التي يصدرها التنظيم، وتم استخدامه في 24.275 تغريدة بمعدل أقل من 0.5 % من التغريدات. وجاءت كلمة سوريا باللغتين العربية والإنجليزية في المركز الثالث بمعدل قليل حيث بلغت مرات استخدامها في التغريدات 23.769 مرة. تأتي في المركز الرابع كلمة "داعش" بنسبة 1.2 % فقط في التغريدات وهي الاختصار العربي لكلمة "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام". وانتهت الدراسة التي أجريت في الفترة مابين 29 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 2014 حيث أظهرت هذه الحسابات الداعمة أعلى معدلات النشاط في هذه الفترة، إلى أن كلمة "ISIS" ومشتقاتها مثل كلمة تنظيم الدولة والدولة الإسلامية سجلت المركز الأول بواقع 232.728 من إجمالي الهاشتاجات. وجاءت الهاشتاجات المتعلقة بتعليقات ذات صلة بإجمالي عدد 51.174 من إجمالي الهاشتاجات وجاءت كلمة سوريا باللغتين العربية والإنجليزية ومشتقاتها مثل كلمة الشام وحلب ودمشق وغيرها في المركز الرابع بعدد 27.583 من إجمالي عدد الهاشتاجات. أما كلمة "عاجل" فسجلت 24.275 مرة من عدد الهاشتاجات المرصودة، وتبعتها كلمة "داعش" بواقع 20.485 من عدد الهاشتاجات وفي النهاية جاءت كلمة "العراق" بواقع 18.129 مرة من عدد الهاشتاجات . وذكر التقرير، أن تنظيم الدولة أنشأ في بدايات عام 2014 مجموعة من الحسابات الرسمية للوكالات الإعلامية مثل وكالة أعماق ومؤسسة أجناد والفرقان ومجلة دابق، ولكن لدلالتها الصريحة على التنظيم قام موقع تويتر بإغلاقها جميعًا مما جعل أنصار التنظيم يلجأون إلى إنشاء حسابات بأعداد مهولة وهويات مجهولة لمناصرة التنظيم.