المدرسة هي عنوان رئيس للتعليم والخطوة الأولى في أروقة وزارة التربية والتعليم لكن باتت غالبية المدارس ساقطة من حسابات المسئولين بالدولة والوزارة حتى أصابها ما أصابها من الشيخوخة المبكرة والوهن الشديد وصارت لا تقوى بأي حال من الأحوال على إكمال مسيرتها التعليمية وطفح بها الكيل جراء النسيان. وترصد "التحرير" الوقائع الكاملة لإحدى مدارس التعليم الأساسي بمحافظة سوهاج حيث ما زال الإهمال مستمر ويرفع شعاره وبقوة داخل مدرسة "نجع الدباب" بقرية الدويرات التابعة لمدينة المنشاة جنوب المحافظة حتى صارت فصولها تسكنها الحشرات والأفاعي إضافة إلى الحالة المأسوية التي تعيشها حمامات المدرسة.
وقال شعبان سليمان، ولي أمر، إن المشكلة تكمن في نقص أعدد المعلمين والمعلمات بالمدرسة فضلًا عن أن المدرسة برمتها تحتاج إلى إعادة تطوير وتهيئة بالمنشآت والخدمات وتوفير الدعم اللازم من هيئة الأبنية التعليمية التي نفضت يديها عن المشكلة.
وأضاف سليامن أنه يلجأ لإعطاء أبناءه دروس خصوصية للحفاظ على مستواهم التعليمي الذي ضيعته الوزارة بعدم رقابتها الجيدة على المدرسة وإرسال زيارات بصفة مستمرة لرصد الحالة ومحاسبة المسئولين عن تدهور التعليم بالمدرسة والسعي للارتقاء بها وبدرها الريادي في قيادة جيل جديد.
وذكرت نورا فتحي، ربة منزل، أن أحد أبنائها حصل على الشهادة الإعدادية من الدور الثاني وانتقل إلى التعليم الفني بسبب أن المعلم الواحد بالمدرسة يقوم بتدريس مادتين فضلا عن قيام التلاميذ بالانصراف من المدرسة قبل إتمام اليوم الدراسي بصفة مستمرة وأصبح نجلها عاطلًا لا يملك عملًا ما يؤكد أن المدرسة في غياهب الجب ولا يعلم المسئولين عنها شيئًا وتهدد مصير أجيال متعاقبة.