"يغيِّب الموت أفضل من فينا"، هكذا نعى مستشار بمجلس الدولة أمس زميله المستشار عمر حماد، أحد قضاة مجلس الدولة، والذي استشهد في العملية الإرهابية التي استهدفت الفندق الذي كان يقيم فيه القضاة المشرفون على العملية الانتخابية بمدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، صباح أمس الثلاثاء. زملاء الشهيد نعوا صديقهم على صفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أمس، ومدحوا أخلاقه وتدينه وإخلاصه في عمله. الراحل الشهيد من مواليد 16 يونيو عام 1977، وحصل على ليسانس الحقوق دور مايو عام 1999بتقدير جيد من جامعة أسيوط، ثمَّ دبلوم الدراسات العليا في العلوم الجنائية دور مايو عام 2000 بتقدير جيد من جامعة القاهرة، ثمَّ دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص دور مايو عام 2001 من جامعة القاهرة، ودبلوم الدراسات العليا في العلوم الإدارية دور مايو عام 2003، كما حصل على دكتوراه في الحقوق من جامعة القاهرة عام 2008. وعُيّن حماد وكيلاً لمجلس الدولة في 13 يونيو 2015 بقرار جمهوري، وقبل ذلك وتحديدًا عام 2003 عُيّن في وظيفة مندوب مساعد بمجلس الدولة، ثم رقي لوظيفة مندوب في 2005، ثمَّ لوظيفة نائب في 2008، ثمَّ لوظيفة مستشار مساعد "ب" في 2009، ومستشار مساعد "أ" في 2011 بقرار رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ثمَّ مستشار في 2014. وعمل الشهيد عضوًا بهيئة مفوضي الدولة لدى محكمة القضاء الإداري دائرة منازعات الأفراد، وعضوًا بهيئة مفوضي الدولة لدى محكمة القضاء الإداري والمحكمة الإدارية بقنا، وعضوًا بهيئة مفوضي الدولة لدى محكمة القضاء الإداري المجموعة الرابعة، وعضوًا بهيئة مفوضي الدولة لدى المحكمة الإدارية العليا الدائرة الثالثة "عقود إدارية"، وعضوًا بإدارة الفتوى لرئاسة الجمهورية والمحافظات، وعضوًا بهيئة مفوضي الدولة لدى المحكمة الإدارية العليا الدائرة الأولى، وعضوًا بمحكمة القضاء الإداري الدائرة "54" - الأولى أفراد بالشرقية. الشهيد ترك ثلاثة أولاد، هم يوسف عشر سنوات، والتوأمان ياسين ويحيى ثلاث سنوات، وزوجته التي تعمل مدرس بكلية الدارسات الإسلامية بجامعة الأزهر بسوهاج. أحد أصدقاء الشهيد قال ل"التحرير" أنَّ المستشار الشهيد كان قاضيًّا محترفًا، وكتب تقرير هيئة المفوضين عن "جبل السكري" وهو التقرير الذي ترجم إلى اللغة الإنجليزية، ونشر في بريطانيا وكان له أثر "رائع"، وفق تعبيره. وأضاف أنَّ الشهيد له تقارير مهمة عن رفض خصخصة الشركات، وكانت تقاريره تطالب بعودة تلك الشركات إلى الدولة ورفض للعقود التي أبرمتها الدولة لخصخصتها. ضحايا الهجوم على فندق القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية بالعريش ارتفاع إلى سبعة شهداء و12 مصابًا، والشهداء السبعة هم أربعة من الشرطة واثنان من القضاة وموظف بشركة الكهرباء. وظهر أمس، قال بيانٌ صادرٌ عن القوات المسلحة، إنَّه في الساعة 7.10 صباحًا، اقترب عنصر تكفيري، يستقل عربة ملاكي فيرنا، من فندق "سويس إن" بمدينة العريش الذي يقيم به أعضاء اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات البرلمانية، وفور اقتراب العربة المفخخة من الفندق نجحت عناصر التأمين من القوات المسلحة والشرطة المدنية في سرعة التعامل والتصدي للعربة المخخة ومنعها من الاقتراب من الفندق، ما أدَّى إلى انفجارها ومقتل الانتحاري. وأضاف البيان: "خلال عمليات الانتشار الأمني والتعامل مع العربة المفخخة، تمكَّن عنصر تكفيري يحمل حزامًا ناسفًا من التسلل إلى غرفة تجهيز الطعام بالفندق وتفجير نفسه وتسلل عنصر ثالث إلى أحد غرف الفندق وإطلاق النيران العشوائية".