تبنى برلمان كتالونيا، اليوم الإثنين، قرارا يطلق العملية التي تهدف إلى إقامة جمهورية مستقلة لكتالونيا في إسبانيا في 2017. وتبنى72 نائبا استقلاليا من أصل 135 في البرلمان، النص حول إطلاق هذه العملية التي تهدف إلى إقامة دولة كتالونية مستقلة بشكل جمهورية. وينص القرار في الواقع على أن النواب الكتالونيين "لن يمتثلوا بعد الآن لمؤسسات الدولة الإسبانية، وخصوصا المحكمة الدستورية". وهنا يثار تسأول حول مصير نادي برشلونة بطل الدوري الإسباني 23 مرة، والحاصل على كأس الملك 27 مرة، في أي دوري سيلعب الفريق الكتالوني؟ وردا على هذا السؤال: أكد رئيس الرابطة الإسبانية لكرة القدم، خافيير تيباس، أن برشلونة وإسبانيول لن يلعبا مجدّدا فى الدورى الإسبانى فى حالة التصويت على استقلال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا. وقال تيباس فى مقابلة تليفزيونية: "القوانين الحالية فى إسبانيا، تمنع مشاركة فرق من دولة أخرى فى المسابقات المحلية، باستثناء أندورا". وتابع: "إذا لم تفتح المفاوضات بهذا الشأن ستكون هناك "ليجا" من دون برشلونة وإسبانيول أو أى فريق آخر من كتالونيا، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على كرة القدم، بل يشمل بقية الرياضات الأخرى ككرة اليد وكرة السلة". ومن جانبه أكد وزير الرياضة ميجيل كاردينال، أن البرسا لن يكون له مكان في الليجا، إذا قررت كتالونيا الاستقلال، وأن الفريق سيخسر الكثير مع اتخاذ هذه الخطوة، وسيتحول إلى فريق يخرج لاعبين مميزين لكبار أوروبا، ويصل لدور ال16 بدوري الأبطال إذا واصل مسيرته فيها، على غرار أياكس الهولندي وسيلتك الاسكتلندي. وتابع "الاستبعاد من الدورى سيؤثر بشكل سلبى على فرق كتالونيا، فناد مثل برشلونة سيتعرض للكثير من المصاعب الرياضية والمادية". وأضاف: "لا أقول هذا الكلام بغرض تخويف عشاق برشلونة، لكن هذا هو الواقع الذى نحن أمامه الآن". وفي الجهة الأخرى، عبر رئيس نادي برشلونة جوزيب ماريا بارتوميو عن رغبته في بقاء النادي صاحب أفضل إنجاز قاري ومحلي خلال الموسم الماضي، بالبقاء ضمن أندية الدوري الإسباني الممتاز لكرة القدم، في حالة الانفصال. ورفض بارتوميو أن يغادر ناديه منافسات البطولة الإسبانية، مشيرا إلى أنه يرغب في الاستمرار في الدوري الإسباني، معتبرا إياه المكان الذي بدأ خلاله النادي مشروعه وأبرزه للعالم" بحسب ما أوردته صحيفة "آس" الإسبانية المقربة من نادي برشلونة. بينما أكدت اللجنة الكتالونية لرياضات المحترفين، أن البرسا ستكون له حرية اللعب في أي دوري كفريق ضيف؛ وهي الفكرة التي ستجذب أي دوري من كبار العالم بفضل العائد الاقتصادي والأرباح الطائلة المنتظرة من هذه الخطوة. ووصف الجانب الكتالوني ما يقوم به كاردينال وتيباس، بحملة "نشر الخوف"، من أجل تراجع جانب كبير من محبي النادي الكتالوني عن التصويت لصالح الاستقلال. وفي وقت سابق، أشار عمدة بلدية برشلونة السابق، خافيير ترياس، بأن هناك احتمالات قوية أن تلعب نوادي الإقليم وخاصة برشلونة بالدوري الفرنسي في حال استقلال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا، خاصة أن الاتحاد الإسباني سيرفض استمرار الفرق في اللعب بالليجا الإسبانية إذا تم الاستقلال. وقال ترياس في تصريحات صحفية بمناسبة الانتخابات الإقليمية: "في إقليم كاتالونيا أندية كرة القدم قليلة جدا وبعيدة عن التنافسية، لذلك لن يكون بمقدورنا خلق دوري خاص قوي". وتابع "الحل المطروح إن تم رفض استمرار برشلونة في اللعب بالليجا، هو الانضمام إلى الدوري الفرنسي، خصوصا أن المسؤولين هناك يرحبون بالفكرة، لكن أتمنى أن نحافظ بعد الاستقلال على التحالف مع باقي مناطق إسبانيا، وألا يخلق هذا الموضوع نقطة خلاف بيننا". وفي الجانب الفرنسي، نقلت صحيفة ماركا الإسبانية، عن مصادر موثوقة، أن رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس، أبدى استعداده لفتح أبواب الدوري الفرنسي لكرة القدم أمام برشلونة، حال استقلال إقليم كتالونيا. وذكرت الصحيفة، أن مصدرًا موثوقًا قال: إن فالس - وهو أحد مشجعي برشلونة - مستعد للسماح بأن ينافس فريق برشلونة في الدوري الفرنسي حيث قال "في كل الأحوال، موناكو يلعب في دوري الدرجة الأولى الفرنسي". ويرى خالد الإدريسي، الباحث المغربي في الرياضة، إن هناك عدة فرضيات أمام برشلونة حال استقلال كتالونيا، ومن ضمنها "أن يكون لإقليم كتالونيا دوري خاص به بالنظر إلى وجود عدة فرق داخل الإقليم، وإن كانت لا تمارس بالليجا، وهذا الأمر سيتضرر منه الدوري الاسباني وسيتضرر أكثر نادي برشلونة الذي ستقل تنافسيته وإيراداته التي يضمنها له وجوده داخل الدوري الإسباني". ويلاحظ أيضًا، أن 5 من اللاعبين ال11 الذين توجوا بلقب كأس العالم 2010م في جنوب إفريقيا، والذين شاركوا بالمباراة النهائية كأساسيين كانوا من إقليم كتالونيا " كارلوس بويول و جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس و أندريا إنيستا وتشابي هيرنانديز". خريطة إقليم كتالونيا