عقب صدور تقرير منظمة الصحة العالمية عن تسبب اللحوم المصنعة في الإصابة السرطان، وأن اللحوم الحمراء ربما تحتوي على مواد مسرطنة، أجرت "التحرير"، جولة لتفقد حال محلات الجزارة وللوقوف على آخر المستجدات فى سوق اللحوم، خاصة أنه بعد هذا التقرير، دارت أحاديث متبادلة بين جموع المصريين، فاقت ردود الأفعال حول خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي للأمة الأحد الماضي. بلال الوراقى، صاحب محل جزارة بنطقة المهندسين، قال إن اللحوم المصنعة "السوسيس والهمبرجر والكبدة والسجق"، تصيب بالفعل المواطن بالسرطان و"كل البلاوى اللى فى الدنيا.. والناس عارفة كده بس بتروح للرخيص.. ما هى الناس بردوا هتعمل إيه فى الغلاء ده"، مشددا على أن اللحوم المستوردة، والتى هى أساس اللحوم المصنعة " مبتستحملش.. وبتبوظ على طول"، بينما لجوء أصحاب المحلات المستوردة والمجمدة, ومحلات بيع المصنعات "السندوتشات"، يلجؤون للتوابل التى تخفى آثار فساد هذه اللحوم. الوراقى أضاف، أن ما تم نشره عن اللحوم المصنعة، لم يصل إلى مسامعه أى معلومة عن هذا الأمر، وعندما طرحت عليه" التحرير"، أن تقرير منظمة الصحة العالمية أشار إلى أن اللحوم الحمراء قد تصيب بالسرطان، استشاط الرجل، وقال بنبرة حادة " إزاى.. أمال الختم بتاع وزارة الصحة والمجزر ده جايبينوا من البيت"، مؤكدا أن اللحوم الحمراء لا توجد بها أى مشكلة، ويتم ذبحها برعاية وزارة الصحة، وتخزينها بالطرق الصحية، لافتا إلى أن التخزين السىء سيضر به هو فى الأساس، لا المواطن، سواء بتلف اللحوم، أو بخسارة الزبون. وتابع الوراقي، أن السوق " نايم" بعد عيد الأضحى المبارك، وأن البيع انخفض بنسبة 75%، مشيرًا إلى أنه يبيع فقط اللحوم الكندوز الصغير والضاني، وسعر الكيلو ب85 جنيه للنوعين، لافتا إلى أن البتلو الصغير تم حذر ذبحه بعد عيد الأضحى، وهو ما سينتج عنه زيادة الأسعار فى اللحوم لا رخصعا، فضلا عن زيادة أسعار الألبان والجبن. وعن تصريح وزير التموين الدكتور خالد حنفى، ببيع كيلو اللحوم ب50 جنيها بداية من أول الأسبوع المقبل، تسائل: "إزاى.. الحكومة بتفرض سعر كيلو اللحوم على الجزارين مثل حكم المحكمة، ولا يجوز مخالفته"، مضيفًا أنه يذهب لشراء اللحوم من السوق، وسعر كيلو القائم من اللحوم الضانى 35 جنيه، ومن اللحم البقرى 36 جنيه، فالأسعار التى يصفها المواطن بالمبالغ فيها، هى يدوبك تلم حق حتة اللحمة". أشرف الجزار صاحب محل جزارة بمنطقة أرض اللواء، قال إن حركة البيع على مدار اليوم وأمس شهدت حالة من الحركة، مقارنة بحركة البيع على مدار ال3 أسابيع الماضية، وطرحت عليه "التحرير"، ما أفاد به تقرير منظمة الصحة العالمية، وقال: "معرفش حاجة لا أنا ولا الزباين بتاعتى عن التقرير ده. ثم أن الحركة زادت علشان أول الشهر والقبض.. مش حاجة تانية"، مشيرًا إلى أن حركة بيع اللحوم بشكل عام تشهد انخفاض كبير، حتى في العيد الكبير، مستشهدا بأن حركة العيد الكبير هذا العام شهدت 60% مما كانت عليه من إقبال قبل ثورة 25 يناير. الجزار أضاف، أن سبب ارتفاع الأسعار اللحوم هو وجود سعر ثابت للحوم، وهو 35 جنيه للكيلو "قائم حى"، وبعد تصفية الذبيحة، ما يتبقى لحم للبيع بنسبة 60% فقط، فضلا عن دفع 45 جنيها ختم للذبيحة، و100 جنيه "للسلات"، وهو المسؤول عن الذبح، وشطر الذبيحة إلى شطرين، وسلخها، بخلاف إيجار المحل ودفع فواتير المياه والكهرباء، ففى النهاية يصل سعر كيلو اللحم بعد كل إلى 70 جنيها على أقل تقدير، وهو يبيع الكيلو ب75 جنيها، قائلا: "5 جنيه مكسب فى الكيلو بالكتير بعد الشقى ده.. ولو كتير.. هو الواحد بيبيع كام كيلو فى اليوم". الجزار الذي يمتهن مهنة الجزارة منذ 18 عاما، أكد أن قرار وزير التموين ببيع اللحمة ب50 جنيها، من خلال اعتماد الحكومة على استيراد المواشى من الخارج، لافتا إلى أن سعر الكيلو اللحم المستورد بالنسبة للحكومة ب43 جنيه ومن الطبيعى أن يتم بيعها ب 50 جنيها، مشيرا إلى أن المواطن لا يحب اللحمة المستوردة لاختلاف المرعى والعلف، قائلا: "اللحمة المستوردة الواحد ميعرفش يعمل منها شوية شربة". وشدد على أن المواطن الذى اعتاد على شراء 3 كيلو لحمة كل أسبوع أو 10 أيام، انخفض شراءه ل1.5 كيلو على أقصى تقدير.