رسائل كثيرة حملتها كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته بمناسبة الذكرى ال42 لنصر 6 أكتوبر، فتحدث عن أهمية الجيش المصري، ودوره في إبعاد مصر عن مصير سوريا والعراق، وموقفه من رفض البعض لقانون الخدمة المدنية، وحقيقة ما أثير عن مطالبته بتعديل الدستور، ومصير الحكومة الحالية بعد تشكيل البرلمان، و توضيح الموقف المصري من السعودية بعد حادث التدافع في مشاعر منى، إضافة إلى قضايا يثيرها بصفة دورية، مثل تجديد الخطاب الديني أو وضع ميثاق شرف إعلامي. وتحدث السيسي بوضوح عن رغبته في استمرار حكومة رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، التي لم تكمل شهرها الأول، بعد تشكيل البرلمان، مبررًا بأنه لا يوجد ارتباط بين البرلمان المقبل، وتقديم الحكومة استقالتها، طالما أن الحكومة ستقدم برنامجها للبرلمان، وللأخير الحق في تجديد الثقة في الحكومة أو سحبها. واعتبر وزير شئون مجلس الشعب السابق، المستشار محمد عطية، أن الأمر متفق مع الدستور، إلا أنه يخالف الأعراف المستقر عليها في مصر منذ عشرات السنين، وهو تقدم الحكومة باستقالتها فور تشكيل البرلمان، موضحًا أن المادة 146 من الدستور المصري اشترطت فقط أن تحظى الحكومة بثقة البرلمان. ورغم أن السيسي حرص خلال كلمته على توضيح موقفه من تعديل الدستور، وما قاله حول "كتابة الدستور بنوايا حسنة"، فإنه لم يغير موقفه من ضرورة التعديل، ودلل على مطلبه بضرب مثل "الخدمة المدنية"، الذي سبق ونظم آلاف العاملين بالقطاع العام مظاهرات مناهضة للقانون، لتضمنه بنودا يرون أنها تحرمهم من كثير من الحوافز والمكافآت، مبينًا أن خطورة البرلمان تكمن في تعامله مع القوانين الخاصة بجميع الفئات والهيئات. كلمة السيسي التي خصص نصفها للحديث عن دور الجيش المصري قبل حرب أكتوبر وبعده، حملت في طياتها أيضًا رسائل غير مباشرة عن فضل الجيش في عدم مواجهة مصر لمصير دول عربية أخرى، واستعداده وقدرته على حماية أمن مصر بل وأمن المنطقة كلها. وعلى الصعيد الخارجي حملت كلمة السيسي رسالة قوية إلى المملكة العربية السعودية، فأشاد بالجهد الذي تبذله الرياض لرعاية الحجيج، قائلًا: "إحنا لازم نكون منصفين، مش معقول بعد أكثر من ألف سنة والأشقاء في السعودية بيقدمو خدمة الحجيج، والعيد بتاعهم على مدى ألف سنة هو عيد خدمة الحجاج، وحد يتصور إن في حد ممكن يزايد على هذا الدور، إحنا كلنا ثقة في الإجراءات اللي بتقوم بها السلطات السعودية لخدمة الحجيج، ولو تصور حد تاني إن ممكن غير أشقائنا في السعودية يقدموا هذه الخدمة يبقى مش منصف، فكل التقدير للمملكة ولكل الجهود اللي بتبذل مش بس في خدمة الحجاج، وعلى مدار السنة في العمرة والحج".