تطور جديد ومسمتر، تشهده منطقة الشرق الأوسط، فى ظل تصاعد الأحداث بشكل سريع، واستمرار تدهور الأوضاع، التى تشهد الآن معارك ضارية، وتصارع أكثر من جبهة داخل الدولة الواحدة، وبينما الأمور تتطور وتزداد سوء يوما بعد يوم، كان هذا التدهور بمثابة تهديد مباشر جديد على عدد من البلدان الغربية، فجاءت روسيا ليكون لها نصيبا من المعركة والتصدى للخطر الداهم، والذى وصفته بأنه بات يهدد الأمن والمصالح الروسية، مما دفعها إلى المبادرة والانتقال بقواتها إلى الأراضى السورية، "التحرير" حاورت السفير عزت سعد سفير مصر السابق بروسيا، للخوض بشكل أعمق في قراءة المشهد وأسباب التدخل الروسى فى الحرب الطاحنة داخل سوريا الآن. ما هي أسباب تدخل روسيا في الحرب بسوريا الآن؟ الضربات العسكرية الروسية داخل الأراضى السورية، لا توصف بالتدخل العسكرى، لأن التدخل تم بطلب من السلطة الشرعية السورية، وهذا الأمر إذا جاز اعتباره تدخلا، فهو فرضته اعتبارات تتعلق بالمصالح الروسية القومية فى المقام الأول، وأخذ فى الاعتبار وجود أكثر من 3 آلاف عنصر روسى يحاربون فى صفوف داعش، وطبعا هؤلاء عندما تنتهى الحرب، سيعودون إلى روسيا وسيشكلون تهديدا كبيرا على الدولة الروسية، والجانب الآخر يتعلقق بحلف قديم جديد، وهو بشار الأسد، ولأن هناك مصالح مشتركة، وعلاقات تاريخية ممتدة منذ أيام والده حافظ الأسد. ماهي المصالح التي تربط روسياوسوريا، والتي من أجلها تدخلت في الحرب؟ النفط بالنسبة بالنسبة لروسيا ليس حاجة استراتيجية، ولكن سوريا بالنسبة لروسيا المكان الوحيد فى المنطقة العربية من حيث التسهيلات العسكرية لترويج السلاح الروسى، ووجود صناعات عسكرية بين الروس والسوريين منذ سنوات طويلة، وسوريا بالنسبة لروسيا مركز استراتيجى مهم فى المنطقة العربية، ولا يوجد ضمانات للروس فى حالة رحيل الأسد، أن يأتى نظام معادى للروس وهى لعبة مصالح خفية. ما تقييمك للعمليات العسكرية للتحالف الغربي بقيادة أمريكا، والضربات الآن من جانب روسيا؟ الأمريكان أو التحالف الغربى بيضرب منذ عام دون فائدة، وأمريكا دورها يتراجع فى المنطقة بشكل عام، وأمريكا تركز على آسيا بشكل خاص وتحديدا الصين، فداعش تتمدد والأمريكان يروا أنه لا يوجد ما يبرر لرفع الحظر عن إمداد الحكومة الشرعية فى ليبيا بالسلاح، وتبارك امتداد داعش واستيلائها على مصافى النفط، فأمريكا مصالحها مختلفة عن روسيا، فالآن يوجد تطرف كبير جدا يتمدد فى المنطقة، وهذه مشكلة الاقليم، والأمرياكان ليس لهم مصلحة الآن فى الإقليم، بينما المصلحة للروس، ومصر لها مصلحة أيضا، وروسيا لها تجربة مريرة على خلاف الأمريكيين، مع بعض جمهوريات شمال القوقاز، مثل الشيشان فى الثمانيات والتسعينات، وروسيا حاضت حربين مرريتين وتحاول عمل خطة استباقية، قبل ما “العيال” بتوع داعش يرجعوا لروسيا، وروسيا هدفها أن لا يكون هناك إمارات دينية فى سوريا حتى لا تكرر تجربة الشيشان. هل روسيا ستغادر أم لا؟ أنا دائما أقول أن هذا التدخل مؤقت، لأن هذا الأمر عبء مالى ضخم على روسيا، فى وقت تمر به روسيا بظروف اقتصادية صعبة، بعد ضم شبه جزيزة القرم، وفرض عقوبات على روسيا من الاتحاد الأروبى، وانهيار أسعار البترول، والعملة الروسية ليست فى أفضل حالاتها، فلا أعتقد أن روسيا ستظل على هذا الشكل طويلا، فروسيا قدرت أن مصالحها الاستراتيجية هى مواجهة هذا التطرف المخيف ولم تنتظر ليصل إليها، بالإضافة لدعم وتعزيز تواجد نظام بشار الأسد. من وجهة نظرك.. هل الضربات التي تنفذها روسيا قادرة على القضاء على داعش؟ بالقطع، ستساهم فى إنهاك قوة داعش، وممكن لروسيا أن تستشعر الخطر، ولكن الوضع يتطلب منهم التدخل لمصالحهم الاستراتيجية، ودعم رجلهم بشار الأسد، رغم تكلفة هذه الحرب الكبيرة من الناحية المادية. ما هي مدة استمرار روسيا في الأراضي السورية؟ فى أطار الوضع المؤقت، فقدرت ب 4 أشهر للضربات، والمغادرة للأراضى السورية “الله اعلم” بها ، لأن روسيا هي المورد الرئيسي للسلاح لبشار الأسد، وكانت وجة الجيش الروسى للتواجد فى سوريا نحو الساحل السورى باللاذقية، حتى يضمن أن يكون هناك إمداد مستمر من السلاح لسوريا، والأمريكان معترفين بمصالح روسيا فى هذا البلد. ماذا عن الرفض الأمريكي للتدخل الروسي في سوريا؟ الأمريكان لا يمانعون ، فهم يعترفوا ضمنا بمصالح روسيا فى التدخل والضربات، وأمريكا ترفض فى الإعلام من أجل الاستهلاك المحلى فقط، لإرضاء الدول الإقليمية، ولاسيما السعودية وتركيا، أما فى إسرائيل ، فهى سعيدة بهذا الأمر، ونيتنياهو زار موسكو قبل هذه العملية بأسبوع، وأكد له بوتين أن الحرب فى سوريا لدعم بشار والقضاء على داعش، وليس لهم علاقة بالجولان، ومين اللى عاوز بشار يطير؟، الإجابة بعض الدول العربة المعينة، وروسيا عمرها ما تعمل اللى عملته، إلا إذا كان هناك تفاهم بينها وبين أمريكا، ومادام التفاهم قائم، فجميع دول الاتحاد الأوروبى لاتسطيع تكسير كلمة أمريكا، بخلاف ألمانيا والتى تجمعها مصالح كبرى بروسيا، وهى التى تنادى بشبه ما تنادى به روسيا، وتبنى السياسات الروسية. هل هذه الضربات في صالح العرب أم ضدهم؟ الضربات فى صالح الشأن العربى ، وعلى المستوى الاستراتيجى مهم جدا، للحفاظ على وجود الأراضى السورية، وقد تكون بعض الدول ليست لها مصلحة، وأحنا كمصر، يهمنا أيضا تماسك ووحدة الأراضى السورية.