تكليف الدكتور سعد الجيوشي بتولي وزارة النقل، جاء في وقت عصيب، بعد فشل الوزير السابق هاني ضاحي فى التعامل مع ملفات الوزارة الشائكة وفي مقدمتها فساد قطاع النقل البحري وسوء أوضاع الموانئ، وترهل قطاع السكك الحديدية واستمرار خسائر شركة المترو، وتدهور حال الطرق وكثرة الحوادث وعدم تنفيذ المشروع القومي للطرق الخاص بالرئيس عبدالفتاح السيسي في موعده المحدد، بالإضافة إلى رجال الوزير السابق الذي وضعهم في أماكن هامه بكافة القطاعات والهيئات والشركات التابعة للوزارة ليكونوا أكبر عائق يواجهه الوزير الحالي، وتعتبر كثرة عدد المستشاريين التابعين للوزير السابق، وكذلك بعض القيادات الموالية له داخل الوزارة، هي التحدي الأكبر الذي يواجهه الجيوشي خلال المرحلة القادمة. حوادث المزلقانات ورصدت "التحرير" عدد من التحديات التى تواجه الوزير الجديد فى قطاع السكك الحديدية، حيث شهد هذا المرفق الخدمى تعثرا وفشلا فى كل خطط التطوير، وفشل الوزير السابق فى اختبار تطوير المزلقانات والحد من الحوادث والتى تعد نقطة الضعف الرئيسية فى منظومة السكك الحديدية، بينما ظلت خطة هيكلة السكة الحديد حبيسة أدراج وزارة النقل، وأنفق الوزير السابق 5 مليارات جنيه على خطط لم تكتمل وتم تنفيذها بشكل عشوائي. تعثر مشروعات النقل البحري أما فى قطاع النقل البحرى، والذى يعمل به ما يزيد على 50 ألف عامل، تابعين للوزارة والموانئ التابعة لها، فيواجه الجيوشي تعثرا فى كل المشروعات وتواطؤا فى التنفيذ فى غياب تام لإشراف الوزارة، حيث اكتفى الوزير السابق بالمراسم والاحتفاليات لمشروعات سابقيه من الوزراء فى تطوير مينائي الغردقة وسفاجا، بينما شهدت المشروعات الكبرى فى القطاع فشلا تاما مثلما حدث فى مشروع محطة حاويات دمياط والتى تمثل نموذجا صارخا لأهدار اصول الدولة ، مما تسبب فى هروب الخطوط الملاحية إلى موانٍ أخرى منافسة، واهم ما يواجه الجيوشي هو إلغاء مشروع محطة الحاويات الثانية فى ميناء شرق بورسعيد، وكذلك مشروع محطة الحاويات الثالثة فى ميناء الدخيلة والمعروف باسم الرصيف 100 فشل المشروع القومي للطرق أما فى قطاع الطرق والكبارى، فقد شهدت مشروعات الطرق وفى مقدمتها المشروع القومى للطرق الذى أطلقه رئيس الجمهورية، فشلا تاما من جانب وزارة النقل، فى عهد ضاحي، مما انعكس فى تدنى مستويات الإنجاز فى مشروعات الوزارة إلى نحو 40% من المستهدف مقارنة بنسب الإنجاز التى حققتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى مشروعاتها والتى بلغت 100%، كما تدهورت مستويات الصيانة وانخفضت معدلات السلامة لشبكة الطرق الحالية فى غياب الإشراف والمتابعة من الوزارة، مما ازدادت معه كثرة الحوداث على الطرق ليستمر نزيف دماء المصريين على الأسفلت. تفشي الإهمال بالنقل النهري أما فى ما يخص هيئتى السلامة البحرية والنقل النهرى، التابعتين لوزارة النقل، فقد شهدتا إهمالا غير مسبوق فى عهد ضاحى، حيث لم يكلف نفسه عقد اجتماع واحد مع أعضاء مجلس إدارة الهيئتين، رغم أهميتهما فى مجال الأمن وسلامة الملاحة البحرية والنهرية مما انعكس بالسلب ونتج عنه تزايد الحوادث البحرية والنهرية، مثلما حدث فى غرق العبارة طابا المملوكة لشركة الجسر العربى التابعة لوزارة النقل، وحادثة مركب الوراق الأخير، والذى راح ضحيته أكثر من 35 شخصًا بينهم أطفال ونساء. النقل الجماعي على الورق التحدى الأخير الذي يواجه ووزير النقل الجديد، هو مواجهة الزحام المروري في القاهرة وشركة النقل الجماعى التى أُعلن عنها على الورق فقط، ولم يتم إنشاءها حتى الآن، والتي قد تساعد في حل أزمة المرور.