شهدت وزارة النقل، اليوم الأحد، ردود أفعال واسعة من جانب العاملين التابعين لقطاعات الوزارة المختلفة، وعدد من الخبراء والمتخصصين فى مجال النقل، بشأن ما نشرته «التحرير» في عددها الصادر اليوم عن «فشل» وزير النقل، المهندس هانى ضاحى، فى إدارة شؤون وزارته منذ توليه المسؤولية قبل 13 شهرًا. استنكر عدد من رؤساء الهيئات والشركات التابعة للوزارة الاتهامات الموجهة للوزير، بينما أيد عدد من الخبراء ما نشر، مؤكدين "فشل الوزير فى إدارة ملف النقل خلال الفترة الماضية، وبالتالي لا يستحق البقاء في الوزارة". وقال الخبير البحري الدكتور ربان محمد الحداد، رئيس المجلس العربى لحكماء النقل والتجارة البحرية، إن ضاحي تعرض لظلم شديد باختياره وزيرًا للنقل، "فظلم نفسه وظلم المصريين معه، فهو لا علاقه له بملف النقل من قريب أو بعيد وغير متخصص وغير قادر على الإلمام بأبجديات ومبادئ مشكلات قطاعات النقل المختلفة، وهو ما أثبتته الممارسة الفعلية فى تخبطه الشديد وارتباكه فى إدارة ملفات الوزارة، وانعكس ذلك فى تدنى كل خدمات النقل، واللوم هنا يقع على من اختاره لهذا المكان". الحداد أضاف، ل«التحرير»، أن ملف النقل البحري شهد تراجعًا شديدًا في ظل غياب الإدارة المتخصصة وعدم الإلمام بمتطلبات المعاهدات الدولية المنظمة لصناعة النقل البحرى الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية «IMO»، كما أن هيئة السلامة البحرية الممثلة فى السلطة البحرية للدولة، دخلت على يديه غيبوبة الموت، والأمر نفسه تكرر فى مجال الملاحة النهرية، وهو ما أظهرته حادثة مركب الوراق الأخيرة، لذلك نحذّر من أن البقية قد تكون قادمة فى الطريق، والخلاصة أن وزارة النقل بلا وزير طوال العام الماضى وتدار بعشوائية وجهل واضح. أما على صعيد الموانى، فقد شهدت ملفات تطوير الموانى، وفق الحداد، تعثرًا شديدًا، واكتفى ضاحى باللجوء إلى فكر «الجباية» بتعديل القوانين والقرارات المنظمة للصناعة لمضاعفة الرسوم المالية، ليزيد بذلك من تكلفة النقل ويخرج الموانى عن تنافسيتها العالمية، كما يزيد من أعباء وتكلفة البضاعة على كاهل المستهلك المصرى فى النيابة. من جانبه، أكد حسام فودة، المستشار الأسبق لوزير النقل، لشؤون السكة الحديد، أن هناك فشلا واضحا فى هيئة السكك الحديدية تحديدا، لافتا إلى أن كل وزير يأتى للوزارة يتحدث عن المزلقانات التى تم الانتهاء من تطويرها، باعتبارها تمت فى عهده هو فقط، ويتناسى أن الرقم الذى يعلنه حصيلة من تم إنجاره منذ أن بدأ مشروع تطوير المزلقانات بداية 2007، وأن الرقم الذى يعلنه متفاخرا يؤكد فشل الوزارة فى التعامل مع مشروع تطوير المزلقانات، مشيرا إلى أن حديث المسؤولين عن خطة تطوير المزلقانات يكثر عقب كل حادثة قطار. الدكتور سعد الجيوشى، رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى سابقا، قال إن ضاحى "لم يكتفِ بما فعله من كوارث داخل قطاعات الوزارة، بل أطاح بعدد من الخبراء والمستشارين فى قطاعات النقل والطرق والكبارى والسكك الحديدية والنقل البحرى، وقضى على جميع الكوادر الفنية داخل الوزارة"، مشيرًا إلى أن الوزير كان يقف أمام أى تطوير بهيئة الطرق والكبارى، ولم يمضِ أى ورقه لتطوير هذا القطاع المهم، إذ منع الاتحاد الأوروبى من عمل هيكلة للهيئة، ثم يتظاهر بأنه موافق على خطط التطوير بالهيئة وبعد ذلك يضع الخطة فى درج مكتبه، وأكد أن ضاحي كان يرفض أى خطوة فيها تطوير أو فكر لصالح العمل. ولفت الجيوشى إلى "فشل ضاحي في الانتهاء من المشروع القومى للطرق، وتسليمه فى موعده المحدد فى أغسطس القادم"، منوهًا بتعطيله التوقيع على أوامر الإسناد بالأمر المباشر، لسرعة إنجاز كل الطرق الواقعة، ما جعل الشركات المشاركة «تطفش» من مصر أمثال «بن لادن»، معقبًا: "لم يمتلك ضاحى رؤية مستقبلية للتطوير، بل أعاق باحتراف جميع عمليات التطوير لهيئة الطرق والكبارى". وقال محمد شحاتة، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للنقل، إن أزمة الوزير الحالى الحقيقية هى الصراعات المختلفة التى خاضها داخل الوزارة مع عديد من رؤساء الهيئات، والتى كانت السبب فى تعطيل مشروعات قومية، منها المشروع القومى للطرق. وأوضح رئيس المصرية للنقل، أن هانى ضاحى ركز كثيرا فى حماية كرسى الوزارة على حساب إنجاز مشروعات ذات قيمة، لافتا إلى أنه رغم كفاءته المعروفة فى الإدارة فإن النقل البحرى فى عهده تعرض لعديد من الكوارث، منها ضياع ميناء العريش وانهيار مفاوضات مشروع «ديبكو»، وانفصال عدد من الموانى لضمها على قناة السويس، وهو ما يؤكد أن الوزارة فشلت فى الملف البحرى. كما أضاف شحاتة أنه فى ما يخص السكك الحديد فقد بدأ ضاحى بإقالة الرئيس السابق للهيئة، وانتهى بعدم قدرته على إتمام صفقة قطار البضائع من العين السخنة حتى حلوان، وفشل فى إدارة منظومة نقل البضائع بالسكك الحديد، وفى المترو كان الوزير بطل تصريحات رفع سعر التذكرة، والذى قال إن تكلفتها وصلت إلى 25 جنيها، وهو ما بدا كلاما غير معقول وغير مسؤول ومستفز، بالإضافة إلى تأخر مشروعات الطرق ومشروعات تطوير السكك الحديدية، كما لفت شحاتة إلى أن كارثة غرق مركب الوراق الأخيرة كشفت مدى ضعف وزارة النقل ووزيرها المهندس هانى ضاحى.