نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرا نقلت فيه عن بعض خبراء مكافحة الإرهاب فى أوروبا قلقهم المتزايد من كم الشباب الأوروبى الذى ينضم إلى صفوف المقاتلين الإسلاميين فى سوريا. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الخبراء يقولون إن الشباب، معظمهم قليلو التجربة، يجازفون بانضمامهم إلى صراع عنيف جدا كهذا. كما أشارت إلى أن الخبراء قلقون من المخاطر الأمنية التى يمكن أن يفرضها هؤلاء المقاتلون الصغار على البلاد الأوروبية عندما يعودون إليها بعد تدريبهم وتلقينهم من قبل التابعين لتنظيم القاعدة فى سوريا. استشهدت «نيويورك تايمز» بتقرير حديث أعدته وزارة الداخلية البريطانية، وورد فيه أنه ما بين 70 و100 مواطن بريطانى انضم إلى جماعة النصرة، أحد أفضل الجماعات المقاتلة المسلحة تنظيما وأكثرها تطرفا. مضيفة أن بعض الشباب انضم بالفعل إلى الخطوط الأمامية فى سوريا. وفقا لتقرير «نيويورك تايمز»، هولندا تعتقد أن ثلاثة من مواطنيها الذين انضموا للمقاتلين السوريين لقوا مصرعهم فى إحدى المعارك. وتقدر بلجيكا عدد المحاربين من مواطنيها هناك بنحو 50 إلى 80 مقاتلا، بمن فيهم شابان يعتقد أنه تم تجنيدهم من قبل الجماعة المحظورة «الشريعة لبلجيكا» الذى وضع قائدها فؤاد بلقاسم قيد الإقامة الجبرية. الصحيفة الأمريكية نقلت عن عدد من الآباء عدم معرفتهم تماما باعتناق أبنائهم الإسلام السلفى وسفرهم لسوريا. فى تصريح ل«نيويورك تايمز» قال أروين باكر، خبير مكافحة الإرهاب فى جامعة «لايدن» بهولندا: «الأمر الأكثر إثارة للقلق هو كيف أصبح هؤلاء الشباب متطرفين خلال أسابيع؟». آرون زيلينن، الباحث فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، يقول نقلا عن لجيل دى كيرشوف، أحد منسقى الاتحاد الأوروبى لمكافحة الإرهاب، إن عدد الأجانب الموجودين فى سوريا ما بين ألفين و5 آلاف، بينهم المئات من الأوروبيين ومعظمهم من البلقان وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا. وتابع زيلينن نقله عن كيرشوف أن بعض هؤلاء الشباب يريد أن يظهر دعمه لثورة تدعمها أوروبا بالفعل رسميا. مضيفا أنه على ما يبدو أن أكثر قنوات التجنيد النشطة مرتبطة بالحركات الأكثر تطرفا. وأوضح: «إذا كان كل الشباب لا يذهبون إلى سوريا ليصبحوا مقاتلين فى الاعتبار الأول، فإنهم يخاطرون بالتأثر بأكثر العناصر تطرفا». كيرشوف أشار إلى أن التحقيقات فى قنوات تجنيد هؤلاء الشباب بدأت لتوها، حيث إنه ليس من المؤكد ما إذا كانت كل التجنيدات تتم عبر قنوات الحركات المتطرفة، وفقا لما قاله زيلينن ل«نيويورك تايمز». مضيفا أنه فى بعض الحالات، كل ما يقوم به الشباب شراء تذاكر سفر عبر الإنترنت إلى تركيا، ومن هناك يشدون الرحال إلى سوريا. بينما تسافر مجموعات صغيرة من 3 أو 4 أشخاص بطائرات مستأجرة من ألمانيا إلى أنطاليا، ويكونون على معرفة بأشخاص على الحدود التركية السورية، الذين يتصلون بهم قبيل الوصول. اختتمت «نيويورك تايمز» تقريرها بأن هؤلاء الشباب عادة ما يعودون إلى بلادهم «محبطين» من تجربتهم فى سوريا، حيث عادة ما تتم معاملتهم بطريقة سيئة من قبل المحليين السوريين الذين يعتبرونهم غير ناضجين سيتم استغلالهم لأغراض دعائية. فضلا عن الجماعات الجهادية هناك تتوخى الحذر من هؤلاء الشباب المحتمل أن يكونوا جواسيس. وأخيرا أوضحت الصحيفة أنه يتم إسناد مهام «حقيرة»، على حد وصفها، لمعظم الشباب الأوروبى، مثل التخلص من الجثث.