كتب - أحمد مطاوع الفن لا ينفصل عن السياسة، مقولة يرددها ويتبناها الكثير، فكم من الأعمال الفنية والسينمائية التى كانت كاشفة للواقع فى كافة مجالاته وتنوعاته ومستوياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وكم من الأعمال التى سلطت الضوء على الأزمات والقضايا، وتسبب فى إثارة الرأى العام، من خلال عرض المشكلات وأسبابها وسلوكيات المنوطين بالتعامل معها، فبعضها فجر ثورة الغضب ومنها من ساهم فى مواجهة المشكلة وحلها. فالسياسة والعاملين فى أوساطها، لم تكن هى الأخرى بعيدة عن التناول فى الأعمال السينمائية، ولما لا فهى المادة الخصبة المرتبطة إن لم تكن الصانعة والمتسببة وحلالة العقد أيضًا لكل مشكلات حياتنا حتى الدقيق منها، وتناولت السينما النواب البرلمانين من مناظير متعددة، ولكن غلب عليها النماذج السلبية التى أوضحت كيف كان يفكر المقبل على هذه المسؤولية الكبيرة وما مساعيه من الدخول في هذه المهمة، سواء كان ذلك التناول في قالب ساخر أو جاد أو يطوى البعد التراجيدي فى ثناياه. الفاسد والمنافق والحرامي وفاقد ضميره وحامي النظام والموجه لمصالح آخرين، الذين يسعون للحصول على الحصانة البرلمانية لحماية أنفسهم وأعمالهم الغير مشروعة، أبرز ملامح شخصية "عضو البرلمان" فى السينما المصرية، وفي هذا الإطار، نستعرض لكم أبرز من جسد شخصية نواب البرلمان فى السينما المصرية..
- زكى رستم قدم العملاق زكى رستم، دور عضو مجلس الشعب الذى يسعى للوجاهة الاجتماعية والصيت، خلال فيلم "نهر الحب"، وكان فى صراع دائم مع نفسه بين حياته السياسية والشخصية، قبل أن يقرر التضحية بحياته الشخصية من أجل الحفاظ على مسيرته السياسية ومقعده بالبرلمان، بعد اكتشافه خيانة زوجته "فاتن حمامة" مع ضابط "عمر الشريف". - حمدى أحمد قد خلال دوره فى فيلم "صرخة نملة" صورة النائب البرلماني الفاسد الذي يستغل علاقاته والمعلومات المتوفرة لديه بحكم منصبه الحساس فى الدولة، من أجل تحقيق أرباح مالية، عن طريق إنشاء شركة من الباطن يتم إدارتها عن طريق أحد الشباب المغمورين، والذي يقوم النائب بالتضحية به في آخر الأحداث.
- نور الشريف عرض الفنان نور الشريف زاوية أخرى فى نماذج أعضاء البرلمان، وهى المجرم المتنكر، إذ جسد شخصية سيد الهوا الميكانيكى الذى كان يستغله الهجامة فى فتح الخزائن، قبل أن يقبض عليه ضابط الشرطة همام بعد أن يعتدي عليه ضربًا أمام والدته التى تموت من الصدمة، فيحاول الانتقام بسرقة منزل الضابط واغتصاب زوجته، ويفر هاربًا ليتعرض لحادث ينجو منه، ويجرى عقبه عملية تجميل، ليتحول لوجدى الزينى، ومع الوقت يصبح أحد رجال الأعمال ويزداد شهرة بعدما أصبح واجهة لمافيا تجارة القمح ويكون من كبار المستثمرين، ويقرر دخول مجلس الشعب للحصول على الحصانة البرلمانبة فى فيلم "الهروب إلى القمة".
- عادل إمام الزعيم أبرز وأكثر من جسد شخصية نائب البرلمان فى السينما المصرية، والتى أبرز خلال أدواره الجانب الفاسد والمخادع من شخصية عضو النائب، فكان رجل الأعمال الملياردير متوسط التعليم المفسد الذى اشترى الكرسى "بفلوسه" في "مرجان أحمد مرجان"، وقبلها الوصولى الذى استغل مجاورته كمحامى لأحد الوزراء الفاسدين محدودى الذكاء فى الوصول إلى مجلس الشعب بعدما ساعده فى للفوز على منافسه تاجر المخدرات فى الانتخابات البرلمانية فى الدورة التى سبقتها في فيلم "الواد محروس بتاع الوزير". كما نبش الزعيم نفس المحيط والعوالم المحيطة به كإدراة الحملة الانتخابية وعمليات "السمسرة"، كما سلط الضوء على حالة الضياع واللامبالاة التى يعيشها البرلمان تجاه القضايا والمخاطر التى تضرب المجتمع كما فيلم "النوم فى العسل"، ومن أبرز أفلامه فى نفس السياق "اللعب مع الكبار"، و"الجردل والكنكة" و"طيور الظلام".
- لطفى لبيب قدم لبيب وجه مختلف لعضو مجلس الشعب فى فيلم "محطة مصر"، من خلال رجل ريفي، من أعيان إحدى القرى ويمتلك أراضى شاسعة في دائرته، ويحاول كسب ود العائلات، حتى لو على حساب زواج ابنته من أحد أبناء تلك العائلات، لكن خلال أحداث الفيلم، أظهرت الدعاية فيها أنه رجل "كاذب"، لا يعطي الناخبين أهمية حقيقية، بل يدعي أنه منهم كي ينال ثقتهم.
- حسن حسني جسد حسن حسنى فى فيلم "قلب الأسد"، وجه آخر من الساعين للدخول إلى مجلس الشعب من أجل الحصول على الحصانة على حساب أهل دائرته باستغلال ظروفهم السيئة والاستخفاف بعقولهم، ليكون ستارًا يستخدمه لحماية نفسه وتجارته فى السلاح.