يستغيث أهالي قرية ميت نما التابعة لمحافظة القليوبية من حالتهم المعيشية وسط مياه الصرف الصحي، حيث يسكنون منازل تقع على برك من مياه "المجاري"، وشوارع عبارة عن مستنقعات من مياه الصرف الصحي نظرًا لتوقف مشروع تطوير شبكة الصرف الصحي في القرية منذ سنوات دون إبداء أي سبب من قبل المسئوليين الذين صموا آذانهم وغضوا أبصارهم عن هذه الكارثة. يقول الحاج عادل عبد المنصف، أحد الأهالي، إن "العمل بمشروع الصرف الصحي بدأ منذ عام 2001 إلى الآن، والقائمين على التنفيذ يماطلون بشكل غير مبرر، وتركوا أهالي القرية في معاناة مع الأمراض التي فتكت بهم، بعد أن أغرقت مياه الصرف بيوتهم، وهدددتها بالانهيار، واختلطت بمياه الشرب التى يشربونها، وتكبدهم مبالغ لشراء مياه مفلترة"، مشيرًا إلى أن أهالي القرية أرسلوا العديد من الاستغاثات لكن دون جدوى حتى أصابهم اليأس والإحباط من كثرة الوعود والكلام المعسول من جانب المسئولين، دون فعل أو نتيجة حقيقية على أرض الواقع. من جانبه، قال بدر عزت، أحد أهالي القرية، إن المستفيد الوحيد من هذه الأزمة هم أصحاب الجرارات، الذين ينقلون مياه الصرف الصحى من خزانات المنازل، وهي جرارات مملوكة لعائلات بعينها بالقرية، أو حكومية، وتبلغ تكلفة تحميل العربة الواحدة ما بين 25 إلى 50 جنيهًا فى النقلة الواحدة، وهذه الجرارات تتسبب فى إغراق الشوارع بمياه الصرف، فضلا عن اتلاف الأعمال الخاصة بشبكة الصرف، وبشكل متعمد حتى لا يستكمل المشروع ويقضى على مصدر تحقيق ثروتهم، حتى ولو كان على حساب المواطنين. وأشار إلى وجود كارثة بيئية وصحية، حيث تقوم هذه الجرارات الحكومية والخاصة بتفريغ حمولتها ببعض شوارع مهجورة بالقرية، أو بترعة الشرقاوية، وهي مصدر رئيسي لري المحاصيل الزراعية، ما يتسبب فى انتشار الأمراض والأوبئة. وقال فوزي عبد الله، أحد الأهالي، إن جرارات الكسح "تغتال أرواح سكان القرية، خاصة الأطفال، حيث يقودها صبية لا تتعدى أعمارهم 15 عامًا"، مشيرا إلى أن القرية شهدت منذ أيام قليلة مصرع طفل يدعى عبده السيد 7 سنوات عندما كان يلهو بالشارع فدهسه جرار زراعى يجر فنطاس كسح، وقام أهالى الطفل بقطع الطريق الزراعي لدقائق، وهو أمر تكرر أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، والمسئولون ودن من طين والأخرى من عجين".