موت عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، لم يكن هو الأول ولن يكون الأخير، خصوصا مع تتبع سياسة التضييق على المسجونين من كل الاتجاهات وعدم منحهم أبسط الحقوق التى كفلها لهم القانون الخاص بالسجون، وما اتفقت عليه الأعراف الدولية المهتمة بحقوق الإنسان عموما وحقوق السجناء على وجه الخصوص. عصام دربالة وعزت السلامونى ونبيل المغربى وفريد إسماعيل ومرجان سالم الجوهرى وإبرهيم الغندور وقائمة أخرى تطول فى أسماء كبيرة فى التيار الإسلامى قضت نحبها فى السجون المصرية وخلفهم كثيرون قد يلحقون بهم إن لم يتم تدارك الأمر. حالات السجناء الذين ماتوا داخل السجون المصرية كان بسبب الإهمال الطبى والتعذيب حسب ما ذكرته بعض المنظمات الحقوقية التى من بينها المنظمة العربية لحقوق الإنسان حيث ذكرت أن عدد المحتجزين الذين توفوا أو قتلوا داخل مقرات الاحتجاز منذ الثالث من يوليو 2013 حتى الآن، وصل إلى 262 محتجزًا على خلفية قضايا لها علاقة بالسياسة وبعضها قضايا جنائية على السواء، بينهم 71 شخصا خلال عام 2015. الحالة السابقة لدربالة هو عزت السلامونى، القيادى بالجماعة الإسلامية، الذى تم القبض عليه من محل عمله بالمعادى، ووجهت له كثيرًا من التهم منها الانضمام إلى جماعة على غير سند قانونى إلى غير ذلك، وتم وضع السلامونى رهن التحقيق بسجن استقبال طرة، حيث خضع للتحقيق والعرض على النيابة، وقد شعر السلامونى بتعب وآلام مبرحة فى البطن فتم تشخيص الحالة من قبل زملائه الأطباء من المسجونين على أنه انسداد فى الأمعاء، لعدم وجود طبيب فى السجن، ومع ازدياد الألم أخرجوه إلى المستشفى وتركوه دون رعاية أو علاج حتى مات. الحالة الثالثة هى مرجان سالم الجوهرى القيادى بجماعة الجهاد، الذى تم إطلاق سراحه، بناء على عفو صحى عقب ثورة 25 يناير، ثم تم القبض عليه مجددا عقب فض رابعة ووضع فى سجن العقرب لكونه يعانى من أمراض كثيرة، لم يجد الرعاية الطبية فتوفى. أما الحالة الأشهر فهى لأقدم سجين سياسى عرفته مصر نبيل المغربى، الذى قضى ما يقرب من 30 عاما فى السجن، ثم خرج بعفو من المجلس العسكرى ليعاد القبض عليه مرة أخرى ويدخل فى قضية خلية الظواهرى ومع كبر سنه ومعاناته من أمراض كثيرة منها السرطان والضغط والسكر وتم نقله إلى مستشفى المنيل الجامعى، بعد تدهور صحته وتوفى هناك. قيادات الإخوان كان لها نصيب من الموت داخل السجون، ولعل فريد إسماعيل وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى فى برلمان 2012، والقيادى فى جماعة الإخوان الذى لقى مصرعه فى السجن بعد تدهور شديد فى صحته بسجن العقرب وأوضح مثال بعد رفض نقله إلى مستشفى خارج السجن للعلاج، رغم علمها بالتدهور الذى أصابه فى أواخر أيامه جراء إصابته بمرض السكرى، والتهاب الكبد الوبائى «فيروس سى»، مما أدى إلى إصابة الرجل بغيبوبة كبدية تامة وساءت الحالة إلى أن وصلت لإصابته بجلطة فى المخ، وسط تعنت من إدارة مصلحة السجون إلى أن توفى بعد نقله لحضور جلسه محاكمة له فى الزقايق، وهو بنفس حالته الصحية. الدكتور طارق الغندور، الأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس، والقيادى بجماعة الإخوان تعرض لنزيف حاد استمر لمدة ثمانى ساعات دون إغاثة، حتى وافته المنية، ليخرج أخوه متهما السلطات المصرية بقتله عمدا، لتقوم بعدها السلطات بعملية «شرعنة للجريمة» على حد وصفه، عبر تركيب أجهزة تنفس صناعى، والتقاط صورة له وكأنه توفى وهو تحت الرعاية الطبية، رغم أن هذه الأجهزة ركبت بعد وفاته بالسجن. محمد الفلاحجى، عضو مجلس الشعب السابق، عن دمياط بحزب الحرية والعدالة توفى أيضا بمحبسه فى سجن جمصة العمومى وأرجع البعض سبب الوفاة، إلى تدهور حالته، الناتجة عن مرض بالكبد، وتم نقله إلى مستشفى الأزهر بدمياط الجديدة، قبل إعادته مرة أخرى إلى محبسه، ويدخل فى غيبوبة كبدية تودى بحياته. أما على قائمة الانتظار، فإن هناك عددًا كبيرًا ينتظر بين لحظة وأخرى أن تنتهى حياته بسبب الأمراض الشديدة التى تكالبت عليها، وعدم وجودها فى مكان صحى يناسب حالتها الصحية المتأخرة جدا، ويأت على رأس هذه القائمة المستشار محمود الخضيرى حيث ذكر محاميه عاطف الجلالى، أن موكله فى أيامه الأخيرة، حيث إن حالة المستشار الخضيرى حرجة، ويخضع لإجراء عملية قلب مفتوح فى سن متقدمة «80 سنة» وحياته مهددة. من ضمن القائمة أيضا مهدى عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين الذى يبلغ من العمر 85 وحالته الصحية متأخرة جدا، خصوصا مع عدم وجود رعاية له وسنه الكبيرة التى لم تعد قادرة على تحمل مشاق السجن. مجدى أحمد حسين، رئيس حزب الاستقلال الجديد، بدأت حالته فى التدهور منذ منتصف رمضان الماضى، بعد منعه من العلاج، والتجويع المتبع معه بسجن العقرب، وتم نقله أمس الثلاثاء إلى مستشفى ليمان طرة، وهو الآن فى حالة خطرة، ويعانى من ضيق تنفس وتم منع العلاج عنه منذ شهر رمضان.