تصاعدت حدة الغضب في مصر من جانب مؤيدي جماعة "الإخوان المسلمين" ومنظمات حقوقية لوفاة الدكتور فريد إسماعيل، القيادي البارز بالجماعة، والذي كان معتقلا على ذمة عدة قضايا، أمس الأربعاء، بعد يومين فقط من نقله إلى مستشفى داخل سجنه إثر تدهور حالته الصحية، ورفض وزارة الداخلية دعوات علاجه، حتى أصيب بغيبوبة كبدية وجلطة في الدماغ، برغم أنه تولي وهو وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في برلمان مصر السابق تقديم قانون لرفع رواتب الشرطة 400 في المائة. وقال المتحدث الرسمي باسم "الإخوان" محمد منتصر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "القصاص لروح المجاهد فريد إسماعيل سيظل أمانة معلقة في رقاب كل أبناء الجماعة والثوار". وعقب انتشار خبر وفاة الدكتور فريد إسماعيل، تداول نشطاء ومغردو مواقع التواصل الاجتماعي لحظات اعتقاله مخاطبا ضباط الشرطة الذين اعتقلوه آنذاك، مذكرًا إياهم بأنه صاحب مشروع زيادة رواتبهم؛ لكن ضباط الشرطة لم يتذكروا له هذا الجميل، وتهكموا وسخروا منه، بحسب ما أورده النشطاء. وقال محمد أبو هريرة، عضو هيئة الدفاع عن متهمي "الإخوان" إن "فريد اسماعيل كان يعاني منذ شهرين من تدهور كبير في صحته نتيجة مرضه بالكبد، وتم نقله للمستشفى قبل 48 ساعة فقط من وفاته رغم مطالبة اسرته والمحامين للداخلية لسرعة علاجه منذ أكثر من شهرين" بحسب ما ذكرت وكالة القدس برس . وبينما نفت وزارة الداخلية وجود أي "إهمال طبي" من مصلحة السجون وراء وفاة إسماعيل، قال المحامي أبو هريرة إن الوفاة "جاءت نتيجة سوء الرعاية الطبية داخل السجن، ومنع دخول الطعام والدواء"، معتبرا أن "المادة 36 من قانون تنظيم السجون (المتعلقة بالإفراج الصحي) لم تطبق عليه". وقال نجله محمود على "تويتر" إن "سلطات الانقلاب، قامت في وقت سابق بنقل والده وهو في غيبوبة من سجن العقرب إلى السجن العمومي بالزقازيق؛ لحضور جلسة اليوم (أمس الأربعاء) بمحكمة الجنايات ببلبيس، ولم يتمكن من الحضور لتدهور حالته الصحية، وتم نقله لمستشفى السجن العمومي بالزقازيق". وأضاف أنهم زاروه يوم الاحد الماضي بمستشفى سجن الزقازيق وكان في غيبوبة شبه كامله، وكان التشخيص إصابته بجلطة في المخ وغيبوبة كبدية، ولا يوجد تشخيص أو تحاليل وأشعة لحالته لعدم توافرها في مستشفى السجن، وأنه مع هذا تم رفض طلبنا نقله لمستشفى مدني مجهز طبيا لأنه يحتاج لمعامل أشعة مقطعية وتحاليل لا تتوافر في مستشفى السجن. قالت وزارة الداخلية: "مساء الأربعاء، تم إخطار قطاع مصلحة السجون من مستشفى المنيل الجامعي بوفاة السجين محمد فريد إسماعيل عبد الحليم خليل، (58 عاما)، والذي يخضع للعلاج بالمستشفى لمعاناته من تليف كبدي والتهاب فيروسي (C)، وتوفى إثر إصابته بغيبوبة كبدية". وكان اسماعيل ينتظر، السبت المقبل، حكما في القضية المعروفة إعلاميا بالتخابر مع حركة "حما"س وجهات أجنبية أخرى، والمتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي، بحسب محاميه اسماعيل أبو بركة، وبوفاته تنقضي الدعوى الجنائية عنه. وليست هذه الحالة الأولي التي تلقي فيها قيادات من جماعة الاخوان مصير الوفاة داخل السجون، ففي تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي توفي أبو بكر القاضي، أحد قيادات "الإخوان" الذي كان معتقلا في سجن بمحافظة قنا، جنوبي البلاد، والدكتور طارق الغندور، الأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس، الذي توفي داخل معتقله بالقاهرة، وكان مسئولا عن مستشفى اعتصام رابعة العدوية. كذلك توفي في 27 (سبتمبر) 2013، صفوت خليل (57 عاما)، وهو من قيادات "الإخوان المسلمين" بالدقهلية، بسجن المنصورة العمومي متأثرا بإصابته بمرض السرطان، واتهمت جماعة الإخوان وحزب "الحرية والعدالة"، وزارة الداخلية بتعمد عدم علاج المرضي والإهمال الطبي الذي أفضي لموتهم.