كتب: محمد مجلي وعوض سليم وإسراء محارب وطارق عبد الجليل وهدير آدم ومحمد الشيخ واسلام الشاذلى ومحمد عودة ومحمود عبد الصبور ومحمد الزهراوي وهيثم بطاح وعاشور أبوسالم وكارم الديسطي الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، تسبب في مصرع سيدة ونجلتها، وإصابة المئات بحالات إعياء شديدة، وأجبر الأهالي على ملازمة البيت وعدم الخروج للعمل. ففي الدقهلية تسبب ارتفاع درجة حرارة الجو في إصابة العديد من أهالي المحافظة بحالات جفاف، مما أدى إلى وفاة شخصين في ميت غمر. تلقى اللواء عاصم منصور، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من العميد أسامة شعبان، مدير الحماية المدنية، بورود بلاغ من أهالي قرية أبو نبهان، التابعة لمركز شرطة ميت غمر، بالعثور على دعاء أبو الفتوح عطية، ونجلتها هاجر مصطفى، داخل منزلهم، وإصابة نجلة الأولى وشقيقة الثانية بحالة جفاف شديد. انتقلت الأجهزة الأمنية إلى المنزل، وبسؤال الأهالي والأقارب، قال أسامة أبو الفتوح، شقيق دعاء، إنه أتصل تليفونياً أكثر من مرة بها، ولم تجيب على الهاتف، وتوجه إلى المنزل فشاهدها لقت مصرعها دون أن يعرف أي أسباب، ورجح مصدر طبي أن يكون ارتفاع درجة الحرارة هو سبب الوفاة. تحرر المحضر رقم 7698 إداري مركز شرطة ميت غمر للعرض، وجارى العرض على النيابة. وفي الإسكندرية، سجلت المحافظة الساحلية، اليوم السبت، نحو 37 درجة مئوية، مع ارتفاع نسبة الرطوبة وتكاثر السحب والشبورة في الساعات الأولى من صباح، اليوم. ولم يجد السكندريون سوى الشواطئ للهروب إليها بعد هجر منازلهم حيث سجلت الشواطئ أكبر نسبة إقبال بطول الكورنيش، وكان التوافد الأكبر على شواطئ المنتزه وميامي والمندرة والعصافرة وسيدي بشر وأبو هيف والسرايا بحي سيدى بشر بشرق المحافظة، في ظل حضور كبير من جانب المصطافين. كما توافدت رحلات اليوم الواحد على المحافظة من المحافظات القريبة ومن بينها البحيرة ومطروح وكفر الشيخ وصولاً إلى القاهرة، الأمر الذي تسبب في زحام شديد على الشواطئ التي باتت تحمل لقب "كامل العدد". من جانبه حذر الدكتور مجدي حجازي، وكيل مديرية الصحة بالإسكندرية، من ارتداء الملابس الثقيلة والسير لفترات طويلة مع ساعات النهار تجنباً لأشعة الشمس مطالباً بتأجيل أي ارتباطات غير هامة، داعياً إلى ارتداء الملابس الفاتحة الخفيفة وتناول السوائل بكثافة. وذكر حجازي أن أقسام الطوارئ بالمستشفيات العامة والمركزية جاهزة، وتم نشر سيارات الإسعاف على مدار 24 ساعة لخدمة المصطافين، بالتنسيق مع مرفق الإسعاف لتوفير سيارات إسعاف بنقاط التمركز على الشواطئ. وفي أسوان شهدت المحافظة ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة خلال هذا التوقيت من العام بشكل غير مسبوق، وتجاوزت درجات الحرارة 46 درجة مئوية على أقل تقدير. الارتفاع القياسى تسبب في توقف الحياة بشكل شبة تام داخل مدن ومراكز المحافظة فيما خلت الشوارع من المارة وخاصة كبار السن الذين فضلوا المكوث داخل منازلهم لحين تحسن الأحوال الجوية خلال الفترات المسائية فيما تأثرت حركة البيع والشراء داخل الأسواق بعد أن أغلقت عدد كبير من المحال التجارية أبوابها خاصة في فترة الصباح والظهيرة. وتسببت الحرارة الشديدة في تخفيف الزحام المروري، فيما يعيش صيادو بحيرة ناصر أسوأ الفترات في ظل ارتفاع درجات الحرارة والتي لها عوامل عكسية على عمليات الصيد حيث تختفى الأسماك وتلجأ للهرب كعادتها في الأعماق حتى الأوقات الأولى من المساء. الأسر والعائلات الأسوانية حرصوا على التوجه إلى مناطق الجزر النيلية الشهيرة "سالوجا وغزال وجبل المغارة والشلال" والتي يطلق عليها شواطئ الغلابة لقضاء الوقت في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. وتعد منطقة المغارة النيلية أشهرها على الإطلاق، ويفد إليها عشرات الأسر يوميًا للاستمتاع بالطبيعية والسباحة في المياه، خاصة من الفئات الفقيرة التي لا تستطيع تدبير نفقات قضاء مثل هذه المناسبات داخل الفنادق السياحية الكبيرة ذات الخمس أو الثلاث نجوم بأسوان أو السفر إلى الإسكندرية أو المحافظات الساحلية. وحذر الدكتور محمد سرور، وكيل مديرية الشئون الصحية بأسوان، من مغبة التعرض للشمس بشكل مباشر داخل مناطق أسوان التي تختلف عن باقي مناطق الجمهورية في ظل سقوط أشعة الشمس بشكل عمودى مما يهدد المواطنين بضربات الشمس. وطالب المواطنون كذلك بالإكثار من تناول السوائل والعصائر مع ارتداء الملابس القطنية والبيضاء. وفي قنا لجأ الأهالي إلى عدة طرق للهروب من ارتفاع درجة الحرارة ومنها تدافع الشباب إلى الترع الكبرى أو إلى نهر النيل للاستحمام وخاصة في الأماكن الممهدة للنزول به حيث يوجد على ضفاف النيل بجانب كل قرية مكان معروف للاستحمام والذي يصبح مأهول بالشباب في الفترة ما بين صلاة الظهر والعصر من جميع الأعمار والفئات، كما يستغل الآباء ذلك في تعليم أطفالهم السباحة خاصة مع ندرة حمامات السباحة بالمحافظة والتي لا تتعدي الإثنين على مستوى جميع مراكز المحافظة التسعة. كما أدى ارتفاع درجة حرارة الجو إلى السعي للوصول لحل لمواجهة تلك الموجة الحارقة، ومن بين تلك الطرق التي تساعدهم في مواجهتها هي تناول بعض المأكولات وخاصة الفواكه التي تحتوي على كمية كبيرة من السوائل مثل "البطيخ و العنب والشمام" مع الأطعمة الخفيف مثل "الجبن البلدي (القريش) أو المش" لتجنب الإصابة بالنزلات المعوية التي تأتي مع ارتفاع درجات الحرارة. وفي أسيوط ارتفعت درجة الحرارة بشكل ملحوظ وزاد من حجم لمشكلة الانقطاعات المتكررة للكهرباء خاصة في مركزي ديروط ومنفلوط نتيجة تعطل محطة جهد 500 بقرية "جحدم" ثم تعطل كابل ترعة الإبراهيمية حيث خرج المواطنين إلى الشوارع نتيجة لعدم تشغيل المراوح أو التكييف. في ديروط أصيب العشرات من المواطنين بالتهابات شعبية ونزلات معوية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة واستقبل مستشفى ديروط المركزي الحالات المصابة وانتشرت بين المواطنين شائعة وجود فيروس غامض يصيب بهذه الأعراض وهو ما نفاه الدكتور أحمد أنور، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة. وفي الوادي الجديد والتي سجلت أعلى درجات حرارة على مستوى الجمهورية هرب الأهالي إلى المصايف في المحافظات الأخرى والبعض الآخر فضل الهروب من ارتفاع درجات الحرارة بالاستحمام داخل الآبار والعيون الموجودة بالمحافظة. ويستغل عدد كبير من أطفال المحافظة الآبار والعيون للاستحمام بداخلها هرباً من ارتفاع درجات الحرارة. وفي البحيرة تكدس المواطنين داخل محلات العصائر وأيضًا على عربات العصير في الشوارع والميادين لتحمل الارتفاع الملحوظ في درجة حرارة الجو ومن أهم الميادين ميدان الساعة للقرب من تجمع البنوك بدمنهور وميدان الأوتوبيس بأبو المطامير لقربه من المصالح الحكومية والمحكمة ومجلس المدينة والكوبرى العالي بكفر الدوار لقربه من الضرائب العقارية. كما قام عمال الشركات والمزارع على الطريق الصحراوى بالاستحمام في ترعة النوبارية وناصر للهروب من حرارة الجو مما قد يتسبب لهم في مخاطر بسبب عمق الترع. وفي المنيا واجه الأهالي الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، بتناول العصائر والمثلجات، والجلوس في المقاهي المكيفة، وتشهد محلات العصائر والمثلجات انتعاشاً كبيراً، وإقبالًا كبيرًا من الأهالي عليهم، لتناول بعض العصائر "القصب، التمر، السوبيا"، لمواجهة حرارة الجو، رغم الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار تلك العصائر، ووصل سعر كوب العصير الواحد إلى جنيهين بدلا من جنيه. محلات العصائر لم تكن وحدها من شهدت انتعاشًا في حركة البيع، أيضًا شهدت محلات الآيس كريم، إقبالًا كبيرًا من الأهالي، بسبب الارتفاع الكبير في حرارة الجو. وفي القليوبية شهدت محلات العصير، إقبالًا كثيفاً من المواطنين لتناول العصائر والمثلجات والمياه الغازية للتغلب على الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، كما انتشر باعة العصير الجائلون في الشوارع بعرباتهم للبيع بين أوساط المواطنين الذين تكالبوا على الشراء. ويقول أحد أصحاب المحلات بميدان المؤسسة بشبرا الخيمة، إن المواطنون يقبلون على شرب العصائر لكسر حرارة الجو ويفضلون عصير القصب لفوائده ورخص ثمنه، فسعر الكوب يتراوح من جنيه إلى جنيهين حسب حجمه. وفي المنوفية لجأ العديد من أهالي المحافظة إلى إختراع حيل بديلة من أجل الهروب من حرارة الجو الشديدة وعدم الاعتماد على المكيفات كما كانت العادة فى الأعوام الماضية، واستعان العديد من الأهالي وخاصة في القرى بالمبردات للاستغناء عن التكييفات والمراوح. وقال السيد الصفتي، مدير الغرفة التجارية بالمنوفية، إن نسبة شراء المبردات هذا الصيف زادت عن العام الماضى ب 40 %، ووصلت نسبة البيع في المحلات والمولات الكبرى بمدن المنوفية إلى 85% بينما كانت في العام الماضى لا تتعدى ال 45%. وذكر الصفتي أن الأهالي لجأوا للمبردات لأن ليس لها أضرارًا جانبية على خلاف المكييفات التي تؤدى إلى أمراض كثيرة، فنسبة بيع المراوح انخفضت عن العام الماضي بصورة ملحوظة بنسبة وصلت إلى 30%.