كتبت: سلمى كارم قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مصر تستعد، الخميس المقبل، لافتتاح قناة السويس الجديدة، بعد مفاجأة الانتهاء من حفرها قبل سنتين من الموعد المقدر للمشروع. المشروع الذي تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد توليه السلطة، كان من المقرر له أن يستغرق أكثر من 3 سنوات، إلا أن الجهد والموارد التي بذلتها الحكومة المصرية في المشروع ساعد على الانتهاء من حفر القناة الجديدة، التي تتضمن تفريعة جديدة يبلغ طولها 35 كم وتعميق للمجري المائي القديم بطول 37 كم، خلال سنة واحدة منذ الإعلان عن خطة المشروع، أي أقل من ثلث المدة المقررة، بتكلفة وصلت ل 8 مليار. بيتر هينكليف، الأمين العام للغرفة الدولية للنقل البحري، ذكر أن إنجاز المشروع في هذا الوقت القياسي يعد أمرًا مثيرًا للدهشة، وتحدي غير مسبوق على مستوى العالم. الصحيفة أضافت أن مصر استعانت ب 6 شركات عالمية، معظمها من الولاياتالمتحدة، هولندا، وبلجيكا، ومئات العمال ليعملوا في 6 ورديات على مدار اليوم للانتهاء من أعمال حفر القناة الجديدة وتعميق المجرى المائي في هذا الوقت القياسي. "هذا يثبت أن تدفق الأموال في أي مشروع ينجح دائمًا في التسريع بإنجازه" كما أوضح أنجس بلاير، مدير مركز سيجنت للأبحاث الاقتصادية في القاهرة، مضيفًا أن سعي الحكومة المصرية للانتهاء من المشروع وتقديمه للعالم في وقت قياسي شجعهم على توفير الموارد اللازمة له. ومن المنتظر أن تسمح القناة الجديدة بعبور أكثر من ضعف عدد السفن المسموح به حاليًا، وتساهم في رفع عائدات قناة السويس من 5.3 مليار دولار إلى 13.2 مليار دولار في 2023. ورأت "الجارديان" أن نجاح مصر في الانتهاء من مشروع القناة بإشراف من القوات المسلحة يعزز من هيمنة الجيش على الاقتصاد المصري، خاصة أن الشركات المرتبطة بالجيش تمثل حصة كبيرة من الاقتصاد المصري وتتمتع بمزايا اقتصادية كإعفاء استثماراتها من الضرائب، وحق مصادرة الأراضي لصالحها، وحصولها على أسعار تفضيلية للصرف. عمر عاشور، المحاضر في جامعة إكستر والزميل بمؤسسة "شاتام هاوس"، قال للجارديان إن الجيش ممثلًا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعتبر اللاعب الأقوي سياسيًا واقتصاديا في مصر، مضيفًا أن الجيش قد يحاول التوصل لصيغة اتفاقية مع الحكومة المصرية لإعادة توزيع إيرادات القناة بما يضمن استمرار ريادته للحياة الاقتصادية. يذكر أن مصر تستعد لافتتاح القناة الجديدة، الخميس المقبل، في احتفالية عالمية يحضرها شخصيات ووفود من أنحاء العالم تحت شعار "قناة السويس هدية مصر للعالم".