على مدار أعوام ظلت قناة السويس أحد أهم روافد الاقتصاد المصري ومازالت تمد اقتصاد البلاد بالعملة الصعبة، هذه القناة الشاهدة على تضحيات القيادة والشعب المصري على مدار أعوام منذ حفر القناة حتى إدارتها، وانتهاءً بتطوير القناة وتوسيعها وشق قناة جديدة ليتحقق حلم المصريين والعرب على أرض الواقع. تم افتتاح القناة فى عام 1869 فى حفل مهيب وبميزانيه ضخمة، ويصل دخلها السنوى الحالي لحوالى 5 مليار دولار. وفى 5 أغسطس 2014 اعلن الرئيس المصرى "عبد الفتاح السيسى" عن بدء تنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس وعمل قناة جديده؛ لمضاعفة إيرادات قناة السويس وعدد السفن العابرة يومياً للقناة، وتحويل المنطقة من مجرد معبر تجارى إلى مركز صناعى ولوجستى عالمى لإمداد وتموين النقل والتجاره. وكان من المقرر ان يتم تنفيذ المشروع فى خلال 3 سنوات ولكن خلال حفل بدء العمل بالمشروع امر الرئيس "السيسى" اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمشرف العام على مشروع إنشاء قناة السويس الجديدة، ان يتم الانتهاء من المشروع خلال سنه واحده فقط، كما امر السيد الرئيس بزيادة عدد الشركات المنفذه للمشروع من 17 شركة إلى 25 شركة مصرية 100% تحت إدارة الجيش المصرى؛ ليتم الإنتهاء من المشروع خلال سنة واحدة فقط، لتشكل إنجازا يشيد به العالم أجمع. ويبلغ طول قناة السويس الجديدة 72 كيلو متر بمحاذاة المجرى الملاحى الحالى منها 36 كم حفر جاف و 36 كم اخرى توسعة وتعميق لأجزاء من المجرى القديم للقناة ليبلغ عرضها 300 متر وزيادة عمق القناه ليصل إلى 24 متر ليتسع للسفن العملاقة وتسهيل عبورها وتقليل زمن الإنتظار، ويشرف على إنشاء المشروع لجنة وزارية يرأسها رئيس مجلس الوزراء "إبراهيم محلب" تنفذه القوات المسلحة منفرده وبالشراكه مع دار الهندسه ومكاتب خبرة عالمية. ومن المتوقع أن توفر القناة الجديدة آلاف من فرص العمل للشباب نتيجة عمليات التنمية التي سيشهدها محور القناة مع انطلاق خطط بناء مشاريع كبرى على شريط القناة ومزارع الأسماك فضلا عن بناء أكبر مدينة صناعية في العالم وسط سيناء. وتضمن خطة تنمية قناة السويس 42 مشروعاً، منها 6 مشاريع ذات أولويه أهمها تطوير طرق "القاهره - السويس، الإسماعيليه - بورسعيد" إلى طرق حرة، وإنشاء نفق الإسماعيليه المار بمحور السويس؛ للربط بين ضفتى القناه شرقاً وغرباً ووإنشاء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس؛ لسهولة الربط والإتصال بين القطاعين الشرقى والغربى لإقليم قناة السويس وتطوير ميناء نويبع كمنطقه حرة وتطوير مطار شرم الشيخ وإنشاء مآخذ مياه جديدة على ترعة الإسماعيلية حتى موقع محطة تنقية شرق القناه ؛لدعم مناطق التنميه الجديدة. إنها حقا انطلاقة ودفعة جديدة للاقتصاد المصري تناسب المرحلة الحاسمة التي تمر بها البلاد، ليشهد العالم أجمع بعد أيام قليلة إنجازا جديدا لمصر قيادة وجيشا وشعبا بافتتاح القناة الجديدة.