من بين عدة أعمال درامية عرضت عليه للمشاركة فى بطولتها، اختار أحمد وفيق مسلسل «تحت السيطرة» للمخرج تامر محسن، والمؤلفة مريم نعوم، قدم دور طارق الذى يحاول التخلص من الإدمان، إلا أنه يفشل عدة مرات، مما يؤثر على حياته وعلاقاته بالمحيطين به. وفيق أدى الدور بطبيعة وتلقائية لفتت إليه الأنظار بشدة، وجعلت قسما من المشاهدين يتصور أنه مر بالفعل بتجربة الإدمان من شدة إتقانه الدور، وعن كيفية التحضير لهذا الدور وردود الفعل حول المسلسل أجرت «التحرير» معه هذا الحوار.. ■ هل أزعجك تصور بعض المشاهدين أنك مررت بالفعل بتجربة الإدمان؟ - على العكس تماما، فالوصول إلى الجمهور بهذا الشكل الطبيعى هو قمة النجاح بالنسبة إلى الممثل، حيث ينسى الجمهور شخصيته الحقيقية ويتجاوبون مع الشخصية التى يؤديها. ■ وكيف وصلت إلى هذه الدرجة من المعايشة؟ - هذه النوعية من الأدوار تحتاج إلى المذاكرة والدراسة، حيث عقد المخرج عدة لقاءات بيننا وبين عدد من الأطباء المتخصصين فى علاج الإدمان، وبعض المدمنين الذين تعافوا، إلا أننى لم أكتف بذلك، حيث قابلت عددا كبيرا من المدمنين المستمرين فى الإدمان، للتعرف على حالتهم النفسية وتأثير الإدمان عليهم، ومحاولة معايشة الشخصية بشكل غير نمطى وغير تقليدى، لكن بما يتلاءم مع الشخصية، وهو المنهج الذى أستخدمه دائما فى كل أعمالى. ■ هل ذهبت إلى مصحة للقاء هؤلاء المدمنين؟ - لم أذهب إلى مصحة، بل بحثت فى دائرة معارفى، ولو بحث كل منا فى دائرة معارفه لوجد عددا كبيرا من المدمنين، لأنهم منتشرون بشكل كبير فى المجتمع. ■ لكن المسلسل تعرض لهجوم شديد بحجة أنه يروج للإدمان؟ - هذا كلام ليس له أى علاقة بالحقيقة، فالمسلسل يتعرض لقضية أمن قومى، لأن عدد المدمنين فى مصر وصل إلى 9 ملايين مدمن، ولو استمر بهذا الشكل سيكون الإدمان هو المرض الثانى فى مصر بعد فيروس «سى»، وهو يعنى دمار المجتمع، لذلك لا بد من تسليط الضوء على هذه القضية ومحاولة علاجها، وهو ما فعله المسلسل، حيث يقدم المشكلة وطرق حلها العلمية، وقد أكدت جمعية زمالة المدمنين أن المسلسل يساعدهم كثيرا فى محاولات الشفاء، وأنا أكاد أجزم أن نسبة الإقلاع عن الإدمان برغبة شخصية ستزيد بشدة بعد هذا المسلسل، وسيتم إثبات ذلك بالإحصائيات، وأنا أرى أن الفئة الوحيدة المتضررة من عرض هذا المسلسل هى تجار المخدرات. ■ كان من المقرر أن تشارك فى أكثر من عمل آخر، لماذا لم يحدث هذا؟ - اعتذرت عن كل الأعمال الأخرى، لأننى أفضل دائما أن أقدم أدوارا جديدة ومختلفة ولا أكرر نفسى، وعندما قرأت السيناريو فى البداية عند ترشيحى للمسلسل قبل اختيار الدور أبديت إعجابى بشدة بشخصية طارق، وقلت لمحسن إننى أريد تقديمها، وبالفعل اتصل بى بعد أسبوعين، ليبلغنى أنه اختارنى لهذا الدور، لأنه يحتاج إلى ممثل لديه إمكانيات كبيرة كما قال، كما أن دور طارق كان يحتاج إلى تفرغ، لأنه يحتاج إلى معايشة خاصة مع الشخصية، وقد أجهدنى عصبيا بشكل كبير، لذلك فضلت أن أتفرغ لهذه الشخصية، خصوصا أن معظم أعمال رمضان يتم تصويرها فى توقيت واحد تقريبا. ■ ماذا عن تجربتك الأولى مع المخرج تامر محسن؟ - تامر محسن مخرج متميز ومتمكن من أدواته، وهى المرة الأولى التى أترك فيها نفسى للمخرج بهذا الشكل، ولم أتدخل فى تفاصيل الشخصية، بعد أن اتفقت معه على أن أقدمها بشكل غير تقليدى. ■ وما أصعب المشاهد؟ - كنت أتعامل مع كل مشهد باعتباره «ماستر سين»، لأنها كلها مشاهد مهمة ومؤثرة مهما ظهرت على الشاشة بسيطة بسبب تناقض الشخصية وضرورة التعبير عن ذلك. ■ هل ترى أن الزحام الشديد فى المسلسلات المعروضة فى رمضان ظلم بعض الأعمال الجيدة؟ - رغم الزحام الشديد فإن العمل الجيد يفرض نفسه، كما أن مسلسل «تحت السيطرة» يحمل عوامل نجاحه، بداية من النص المتميز لمريم نعوم التى أصبحت ماركة مسجلة للنجاح فى الأعوام الأخيرة، وكذلك نيللى كريم التى تتربع على عرش الدراما بلا منافس، إضافة إلى الشركة المنتجة وهى شركة محترفة لا تبخل على أعمالها، كما أنها ناجحة فى تسويق هذه الأعمال. ■ هل شاهدت المسلسلات الأخرى التى عُرضت فى رمضان؟ - لم أتمكن من مشاهدة جميع الأعمال، نظرا لانشغالى بالتصوير، لكننى كنت حريصا على متابعة مسلسل «بين السرايات» من أجل صديقىّ باسم سمرة وسامح عبد العزيز، وهو مسلسل متميز لأنه يناقش موضوعات لم تتطرق إليها الدراما من قبل، وهى تجارة الورق والطباعة فى منطقة بين السرايات، كما أعجبنى مسلسل «لهفة» لدنيا سمير غانم، رغم أنها لديها إمكانيات أكبر من ذلك المسلسل بكثير، وأتمنى أن يتم استغلال إمكانياتها فى الأعوام القادمة.