كتب – محمد عبدالحميد وهيثم بطاح لم تصل خدمة الصرف الصحي إلى 80% من قرى محافظة القليوبية، فلن تجد سوى قرى غارقة في مياه المجاري، وخزانات بدائية، وترع تلقى بها مياه الصرف من خلال سيارات الكسح، حتى صار الأمر يمثل عبئًا صحيًا وماديًا، على السكان، فقد ارتفعت معدلات الإصابة بالأمراض الباطنية والكبدية والفشل الكلوي، والأمراض الصدرية والجلدية. فيما تغيب مسئولي المحافظة والري والصحة والبيئة، عن ذلك الأمر، وتحولت ترع ومصارف القليوبية مصدر تهديد لمواطني القرى، بداية من انتشار الحشرات والزواحف والكلاب الضالة، بسبب تلال القمامة التي تحاصر تلك الترع والمصارف. ومن أبرز الترع التي تمثل بؤر للموت، ترعة أبو المنجا، والتي تخدم زمامات 6 آلاف فدان أراضي زراعية، ويتم فيها إلقاء مخلفات سيارات كسح المجاري من عدد من القرى، وأيضًا ترعة الإسماعيليةبشبرا الخيمة، والتي يحاصرها التلوث من كل جانب، ومصرف البلبيسي الذي يهدد الأراضي الزراعية، وسببًا لتلف المحاصيل. يقول السيد عبدالقادر، أحد السكان، إن مصرف البليسي الذي يستقبل مياه الصرف الصحي من محافظتي القاهرةوالقليوبية، على امتداد الطريق الدائري بداية من المرج والقلج، مرورًا بمناطق عرب العيايدة وسرياقوس، ليصب في الخانكة وأبو زعبل، بالإضافة لمخلفات مجازر الدواجن والمصانع، تسبب في انتشار الامراض بتلك المناطق وارتفاع منسوب المياه بالمصرف، ما أدى لغرق المنازل ومعظم الأراضي الزراعية في هذه المنطقة. ويقول محمد متولي، أحد السكان، إن مصرف أبو الأخضر، الذي يقسم قرية كفر عطا الله ببنها، إلى نصفين وأصبحا أمرًا واقعًا، يشم رائحته أهالي القرية، واعتادوا على تلك الرائحة الكريهة التي تهددههم بالموت، ويستقبل المصرف الصرف الصحي من القاهرة ويمتد إلى محافظة الشرقية، مارًا بالعشرات من القرى، ما تسبب في انتشار أمراض الفلاريا بتلك المناطق، وتلف الأجهزة الكهربائية والمنزلية، وغرق العشرات من أهالي القرية فيه. أما عن ترعة الشلقاني، يقول عماد عنتر، احد السكان، أن قرية سرياقوس التابعة لمركز الخانكة، تخترقها الترعة التي تلقى بها مخلفات ونفايات المجازر، والمصرف دومًا يأخذ لون الدماء، وممتلئ بتلال القمامة. بينما في شبرا الخيمة، صارت ترعة الإسماعيلية، منطقة للتعديات والإشغالات، بالإضافة لتحول ضفافها لمقالب قمامة، والمخلفات التي غطت مياه الترعة، الأمر الذي لا يختلف كثيرًا عن مصارف أم بيومي، القليوبية الرئيسي، أبو شنب، الخصوص، وعزبة شرارة التي تحولت هي الأخرى إلى مقالب لإلقاء القمامة والفضلات والمخلفات، والصرف الصحي بها. لم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث شهد عددًا من قرى المحافظة، كارثة حقيقية، بعد أن اضطر الفلاحين إلى ري مئات الأفدنة من المصارف، لتهدد حياة آلاف السكان بالأمراض الخطيرة وتعرض الزراعات للتلف، وتأثرحجم إنتاجها بقري الزومرنية، وكفر رجب وغيرها من القرى وأكد سعد الهواري، أحد أهالي قرية الزومرنية، أنهم مضطرون لري أراضيهم بالمياه المختلطة بمياه المجاري، الموجودة في المصرف المخصص للري، بسبب ندرة مياه الري في الترع وانعدام البدائل، وانخفاض معدلات المياه الجوفية، بعد كثرة تركيب المواسير، بالرغم من أن استخدام مياه المجاري يصيب الزراعات بالأمراض، وأن ذلك يظهر في عفونة البصل وتلف بعض الزراعات، كالقمح وجذور أشجار الفاكهة. من جانبه، قال المهندس إبراهيم زكي، وكيل وزارة الري بالقليوبية، إنه تم وضع خطة لتطهير كافة الترع والمصارف المنتشرة بالقليوبية، حيث يتم حاليًا تطهير الترع داخل الكتل السكنية، والتي تمنع وصول المياه من خلالها للأراضي الزراعية. وأشار وكيل الري إلى أن خطة المديرية، تشتمل على تطهير الترع وإزالة الحشائش منها، وإزالة النباتات والمخلفات الطافية على سطح الماء، في الترع الصغيرة، ويتم التطهير دوريًا لضمان وصول تصريفات المياه بكم مناسب في نهايات هذه الترع، إلا أن بعض السلوكيات الخاطئة التي يمارسها المخالفين من إلقاء مخلفات وقمامة، وحيوانات نافقة، داخل المجرى هي المتسببة في إعاقة المياه وانسدادها. وطالب أهالي القرى، المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، ومسئولي الري والصرف الصحي، بالتدخل لحل هذه الأزمة وإيجاد بدائل والانتهاء من مشروعات الصرف الصحي بالقرى المحرومة، بأقصى سرعة، حتى يتم القضاء على هذه الكارثة التي باتت تفتك بالمواطنين. * * * * * * * * * * * * * *