«كعك العيد» لازال هو السمة المميزة لعيد الفطر لدى المصريين، ورغم ذلك فإن صناعة الكعك المنزلى تواجه انقراضا لاعتماد غالبية المستهلكين على «الجاهز» من المحلات ومصانع الحلويات، وهو ما تسبب فى رفع الأسعار. «التحرير» تجولت داخل عدد من الأسواق والمخابز لمعرفة أسعار الكعك والبسكويت هذا الموسم، فضلا عن مدى إقبال المواطنين على الشراء. الأسعار ارتفعت بنسبة كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة، إذ إن سعر كيلو الكعك السادة بلغ نحو 75 جنيها، وذلك مقارنة بسعره العام الماضى والذى كان يبلغ نحو 50 جنيها للكيلو، وبالنسبة إلى الكعك المحشو بالمكسرات والفستق فسعره يبلغ حاليا نحو 135 جنيها للكيلو، وذلك مقارنة بنحو 90 جنيها خلال العام الماضى، كما تراوحت أسعار أنواع الكعك الأخرى ما بين 60 و80 جنيها. وفى بعض المحلات بمنطقة الوسط البلد نجد أن الأسعار تبدأ من نحو 48 جنيها لكيلو الكعك السادة والعجوة والملبن، كما يبلغ سعر كيلو الكعك المحشو بعين الجمل نحو 70 جنيها، وكعك المكسرات المتنوعة يباع بنحو 78 جنيها للكيلو، أما بالنسبة إلى كيلو الغُرَيّبة السادة فيصل سعره إلى نحو 50 جنيها، وذلك مقارنة بنحو 46 جنيها خلال العام الماضى، فى حين يرتفع سعر كيلو الغريبة بالمكسرات ليبلغ نحو 60 جنيها، أما البيتى فور لوكس فيصل سعره إلى نحو 58 جنيها للكيلو، والبيتى فور سابليه يباع بنحو 76 جنيها للكيلو، وسابليه تارت يبلغ سعره نحو 98 جنيها للكيلو. وبالنسبة إلى أسعار البسكويت نجد أن سعر الكيلو يبلغ حاليا نحو 60 جنيها فى بعض المناطق بمصر الجديدة، وذلك مقارنة بنحو 45 جنيها خلال العام الماضى، ويبلغ سعر البسكويت السادة نحو 50 جنيها، وبسكويت النشادر نحو 55 جنيها للكيلو، وبسكويت البرتقال وجوز الهند والشيكولاتة يباع بنحو 60 جنيها للكيلو، وبسكويت برازق وحادق ساليه يبلغ نحو 58 جنيها للكيلو، أما بسكويت المعمول فيصل سعر الكيلو إلى نحو 55 جنيها، وبسكويت أجلاسيه كريمة يبلغ نحو 56 جنيها للكيلو. وبالنسبة إلى أسعار العلب الجاهزة فقد ارتفعت بنسبة كبيرة هذا العام ليصل سعر العلبة الواحدة إلى 800 جنيه، فى حين أن أسعار العلب العام الماضى كانت تتراوح بين نحو 600 و650 جنيها، وذلك نظرا لارتفاع أسعار خامات الحلوى والمكسرات. وبالنسبة إلى قائمة الأسعار التى أعلنها الجيش وقامت بطرحها بعض منافذ القوات المسلحة، فنجد أن سعر كيلو الكعك يتراوح بين نحو 35 و50 جنيها، وذلك حسب نوع الخامات المستخدمة، فى حين أنه يبلغ سعر كعك الغلابة الذى يباع فى بعض المناطق الشعبية فى الأفران نحو 18 جنيها للكيلو، وبالنسبة إلى البسكويت فيبلغ سعره نحو 15 جنيها للكيلو. محمود يحيى، مدير أحد فروع محلات الحلوى بمنطقة مصر الجديدة، أوضح أن أسعار الكعك شهدت ارتفاعا طفيفا هذا العام بالمقارنة بالعام الماضى، مرجعا ذلك إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والأجور، بالإضافة إلى زيادة تكلفة بعض مستلزمات الإنتاج، مشيرا إلى أن أسعار الكعك المصنوع بالمكسرات شهد ارتفاعا ملحوظا هذا العام نتيجة ارتفاع أسعار المكسرات المستوردة من الخارج، وعلى رأسها الفستق وعين الجمل، موضحا أن سعر كيلو عين الجمل دون قشر يتراوح بين نحو 90 إلى 100 جنيه، كما يبلغ سعر كيلو عين الجمل بالقشر نحو 37 جنيها، وسعر كيلو عين الجمل حصى يبلغ نحو 43 جنيها، فى حين يبلغ سعر كيلو الزبيب الإيرانى 36 جنيها، وسعر الزبيب الإيرانى أصفر يبلغ نحو 39 جنيها، وسعر كيلو الزبيب الذهبى يبلغ نحو 36 جنيها، كما يبلغ سعر كيلو الكاجو نحو 120 جنيها، وسعر كيلو البندق يباع بنحو 60 جنيها. وأضاف يحيى أن حركة البيع والشراء مقبولة ولكنها ليست بمستوى الحركة خلال العام الماضى، متوقعا زيادة نسبة الإقبال خلال الأسبوع الأخير من رمضان، إلى جانب حدوث إقبال شديد فى أول أيام العيد من أجل شراء الكعك للهدايا والمواسم. عاطف السيد صاحب مخبز حلوانى بمنطقة الدقى أوضح أن هناك إقبالا ضعيفا من جانب المواطنين على عمل الكعك فى المنازل، وذلك على الرغم من ارتفاع أسعاره فى محلات الحلوى، موضحا أن نسبة ضئيلة جدا من الناس يعتمدون على كعك الأفران، وتعتبر غالبيتهم من الذين يعتادون على القيام بعمل الكعك فى المنزل باعتبارها عادة قديمة يتوارثها المصريون منذ القدم. وأضاف السيد أن صنع الكعك فى البيت أصبح مكلفا جدا، وذلك نظرا لغلاء أسعار الخامات، ولكن هنا فى الفرن يتم شراء الخامات بالجملة، وبالتالى تصبح تكلفته أقل ويوفر للزبون. ولفت السيد إلى أن الأفران البلدى المصنوعة من الطين تعتبر أفضل بكثير من الأفران المصنوعة من الصاج، مشيرا إلى أن الكعك ينضج بصورة أفضل داخل الأفران البلدى. ويقول: «لقد توقفنا عن استقبال صاجات الكعك وتسويتها، وأصبحنا نكتفى فقط ببيع عديد من أصناف الكعك والبيتى فور والغريبة والبسكوت بجميع أنواعها». من ناحية أخرى أكد عدد من المواطنين أنهم لن يقوموا بشراء كعك جاهز هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، وعدم اقتناعهم بجودة الكعك بالمحلات، إذ أكدت إحدى ربات المنزل -رفضت ذكر اسمها- ل«التحرير» أنها لا تتمكن من صنع الكعك البيتى ولكنها ستضطر إلى شراء عينات بسيطة من الكعك الجاهز. وتقول سماح عبد الحميد ربة منزل إن كثيرا من السيدات يحرصن على صناعة كعك العيد خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم، من أجل رسم الفرحة والسعادة والبهجة على وجوه أفراد الأسرة، خصوصا الأطفال، مضيفة أنها تقوم بصناعة كميات كبيرة من الكعك والبسكويت والبيتى فور خلال السنوات الماضية، حينما كانت أسعار الدقيق والسمن معقولة، ولكنها تقوم الآن بصناعة كميات محدودة، وذلك نتيجة الارتفاع الجنونى فى أسعار هذه السلع، لافتة إلى أن كيلو الدقيق يباع حاليا بما يتراوح بين 4 و5 جنيهات، كما أن سعر كرتونة البيض وصل إلى نحو 24 جنيها كاملة، مؤكدة أن هذه أسعار غالية جدا مقارنة بالماضى، مشيرة إلى أنها تقوم بصناعة الكعك كل عام ولو بكميات بسيطة، وذلك من أجل إدخال الفرحة على أبنائها حتى لو صنع كيلو أو اثنين فقط من الدقيق. رئيس شعبة الحلويات بغرفة تجارة القاهرة صلاح العبد أوضح أن هناك توقعات بانخفاض نسبة الإقبال على شراء الكعك هذا العام بنحو 20%، بسبب ارتفاع الأسعار من جانب وانخفاض مستوى دخل الفرد وترتيب أولويات الأسر المصرية وفقا للأهمية من جانب آخر، متوقعا حدوث تراجع فى المبيعات بنسبة تبلغ نحو 15% عن العام الماضى. وأضاف العبد أن هناك ثلاثة معوقات تواجه تجار الحلويات، وهى ارتفاع أسعار الدولار، وارتفاع رسوم الجمارك، خصوصا المكسرات بنسبة 10%، بالإضافة إلى ضعف القوى الشرائية لدى المصريين نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل عام، لافتا إلى أن زيادة الأسعار التى طرأت على ياميش رمضان هذا العام بسبب ارتفاع أسعار الدولار كانت سببا من الأسباب الرئيسية فى تراجع المبيعات، موضحا أن سوق الحلوى الشرقية تأثرت كثيرا بسبب الاضطرابات السياسية، حيث تشهد إقبالا ضعيفا هذا العام. وأشار العبد إلى أن أسعار الكعك والبسكويت فى عيد الفطر هذا العام ارتفعت عن العام الماضى بنسبة بلغت نحو 7%، وذلك فى محلات الحلويات والمخبوزات، نتيجة ارتفاع أسعار مستلزماته من السمن والدقيق والبيض والحليب. وعن أسعار مكونات الكعك كشف رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة تجارة القاهرة أحمد يحيى أن هناك ارتفاعا بواقع نحو 15% فى أسعار البيض مقارنة بالعام الماضى، موضحا أن سعر كرتونة البيض يبلغ حاليا نحو 23 جنيها، وذلك مقارنة بنحو 20 جنيها بداية من أول شهر رمضان الكريم، أى بزيادة بلغت نحو 3 جنيهات، مضيفا أن هناك ارتفاعا أيضا فى أسعار باقى المكونات مثل الدقيق الذى ارتفع بنسبة بلغت نحو 2%، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الحشو من مكونات العجوة والمكسرات والملبن وغيرها بنسبة 18%. وأضاف رئيس الشعبة أن أسعار السكر شهدت زيادة ملحوظة فى الأسواق خلال الفترة الماضية بنسبة بلغت نحو 1.5%، وذلك عقب قرار وزارة الصناعة بفرض رسوم حماية على الواردات، إذ يتراوح سعر الكيلو حاليا ما بين نحو 5.50 و5.75 جنيه، وذلك مقارنة بنحو 5 و5.50 جنيه، أى بزيادة تتراوح ما بين 25 و50 قرشا للكيلو الواحد، مشيرا إلى أن أسعار السكر بالسوق المحلية ارتفعت بشكل ملحوظ بنحو 500 جنيه للطن، إذ اتجهت المصانع إلى رفع الأسعار نتيجة لزيادة أسعار الطاقة والعمالة والنقل والتعبئة. وفى نفس السياق أوضح رئيس شعبة البقالة والمواد الغذائية بغرفة تجارة الجيزة يحيى كاسب أن حجم الإنتاج المحلى من السكر لا يكفى احتياجات السوق المصرية، وبالتالى فيتم التوجه إلى الاستيراد من الخارج لسد العجز، موضحا أن أسعار السكر المستورد تقل بنحو جنيه واحد للكيلو عن أسعار السكر المحلى، وبالتالى فيتجه التجار إلى شراء المستورد نظرا لانخفاض أسعاره، لافتا إلى أنه يتم استيراد ما يقرب من نحو 40٪ من احتياجات السوق المحلية من السكر. وكان وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة منير فخرى عبد النور قد أصدر قرارا بفرض رسوم وقائية مؤقتة بنسبة 20% بحد أدنى 700 جنيه على واردات السكر الأبيض من القيمة (Cif) لمدة لا تتجاوز نحو 200 يوم بداية من شهر أبريل الماضى، وذلك لحين استكمال إجراءات التحقيق فى الزيادة الكبيرة فى الواردات المصرية من السكر الأبيض خلال 2014 والربع الأول من 2015، وهو الأمر الذى تسبب فى إلحاق الضرر ببعض مؤشرات الصناعة المحلية. الجدير بالذكر أن إنتاج مصر من السكر يبلغ نحو 1.1 مليون طن سنويا، ومن البنجر نحو 1.4 مليون طن سنويا، كما أن حجم الاستهلاك المحلى يصل إلى نحو 3 ملايين طن سنويا، كما تعانى شركات السكر المحلية من تكدس أكثر من مليون طن فى مخازنها بعد إغراق السوق بنحو 1.6 مليون طن بزيادة بلغت نحو 600 ألف طن عن الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.
