«آليس في بلاد العجائب وآليس في المرآة» للويس كارول.. عنوان المجلد الصادر حديثا عن «دار التنوير» بالقاهرة، والذي يضم بين دفتيه درة الأدب العجائبي، وإحدى كلاسيكيات أدب الأطفال الخالدة، في ترجمة عربية جديدة، قامت بإنجازها الكاتبة والمترجمة سهام عبد السلام، وراجعتها سارة عناني. تتميز هذه الترجمة الجديدة عن سابقاتها، بأنها تضم وللمرة الأولى، الجزء الثاني من «آليس في بلاد العجائب»، وهو «آليس في المرآة»، إضافة إلى اشتمالها على اللوحات المرسومة المصاحبة للحكايات كما وردت في النص الإنجليزي الأصلي باتفاق مع الناشر، إضافة إلى ما أعربت عنه المترجمة في مقدمتها للكتب «نأمل أن يجد قراء اللغة العربية في ترجمتنا الجديدة ما يرضيهم، فيجد الصغار التسلية ولذة الخيال الجامح، ويستمتع الكبار بهما أيضا، مع مزيد من التأمل فيما وراء بعض الفكاهات من أفكار جادة وتأملات في الحياة، والسياسة ودخائل النفس البشرية». وتضيف مترجمة الكتاب، في تقديمها للنص، أن هذه ليست أول ترجمة لرواية «أليس في بلاد العجائب» في الوطن العربي، «بذلنا فيها أقصى جهدنا على أمل أن تكون أقرب ما يكون إلى مراد المؤلف الإنجليزي وذائقة القارئ العربي». وعن الدافع الذي حدا بالمترجمة إلى تقديم ترجمة جديدة لهذا النص الشهير، على كثرة ترجماته السابقة وتعددها، تشير المترجمة إلى أنه من المؤكد أن الأعمال الأدبية في الغرب بل في العالم أجمع لا يكتفي أبناء الثقافات الأجنبية بترجمة واحدة لها، بل تعاد ترجمتها بعد عدة سنوات من صدور ترجمات لها، ومن أمثلة ذلك رواية الكاتب الفرنسي مارسيل بروست «البحث عن زمن ولىّ» التي ترجمت إلى الإنجليزية بعنوان Remembrance of Things Past ثم بعدها بنحو أربعين عاما صدرت لها ترجمة إنجليزية جديدة بعنوان: Time In Search of Lost ، علماً بأن العنوان الأصلي للرواية باللغة الفرنسية A La recherche du temps perdu. وتكشف المترجمة عن أن الترجمة الأولى قد حققت أعلى المبيعات على مستوى العالم الناطق بالإنجليزية، بل وصارت من كلاسيكيات الأدب التي لا غنى عنها في مكتبة أي مثقف ناطق بالإنجليزية، إلا أن التغيير سنة الحياة، ولا مانع من إعادة الترجمة لتناسب الفكر المتغير ولغة العصر وتطور الذائقات البشرية لدى الشعب صاحب اللغة المترجم إليها. وعن أهم ما تميزت به الترجمة العربية الجديدة لرواية آليس الكلاسيكية بجزئيها «في بلاد العجائب وفي المرآة»، قالت المترجمة «لم نكتف بترجمة «القصة»، بل بذلنا قصارى جهدنا في ترجمة التوريات بتوريات، والتلاعب بالكلمات بابتكار كلمات مكونة من أكثر من كلمة، ونقل معاني الفكاهة الضمنية في الكثير من مواقع النص لاسيما في القصائد، وأتينا بألعاب منطقية باللغة العربية تعادل الألعاب المنطقية التي أوردها لويس كارول في نصه».