«أنتم معلمو مصر، ولا بد أن تحافظوا على تأدية رسالتكم تجاه الطلاب». هكذا بدأ وزير التربية والتعليم أحمد جمال موسى حديثه لمعلمى الجيزة المضربين، إذ حاول الوزير أمس، إقناع معلمى مدرستى السعيدية والجيزة الإعدادية بإنهاء الإضراب ولكنه فشل.. المعلمون والإداريون خلال لقائهم الوزير سلموه مذكرة بمطالبهم التى تضمنت صرف حافز ال200% دون المساس بالكادر أو المكافأة، وإلغاء اختبارات الكادر، وحصول المعلمين على الدرجات المالية طبقا للقانون دون أى اختبار، وعدم حذف الكادر عند الخروج من المعاش، وصرف مكافأة امتحانات 500 يوم، وتعيين مديرى المدارس ورؤساء الأقسام بالانتخاب، ووضع سياسة محددة للتعليم، وحماية المدرس من بطش الإدارة والنقل التعسفى.. الوزير قال للمضربين: أنا غير مسؤول عن مكافآتكم، ونظر إلى المحافظ، وقال للمعلمين: المحافظ هو المسؤول، مش أنا، وإنه لا يملك سوى 3.5 مليار جنيه فقط من ميزانية التعليم، منها مليار ونصف المليار مخصص للكتب الدراسية، وباقى الميزانية يوزع من وزارة المالية على المحافظات. الفوضى فى المدارس كانت نسبتها عالية، وخصوصا مع تصاعد الخلاف بين أولياء الأمور والمعلمين، وفى مدارس الساحل فى شبرا الخيمة كانت الفوضى عارمة، إذ انتشر الطلاب فى الشوارع المحيطة بالمدارس بعد أن فتح لهم المدرسون أبوابها عقب انتهاء طابور الصباح، تاركين الفصول خاوية.
وفى الإسماعيلية كان الإضراب حاضرا بقوة، إذ قال مسؤول بالتربية والتعليم إن عدد المدارس المشاركة فى الإضراب منذ اليوم الأول فى الدراسة بلغ 18 مدرسة، منها 16 مدرسة إعدادى ومدرستان للتعليم الفنى على مستوى المحافظة.. رئيس نقابة معلمين مستقلين شمال القاهرة حسام الدين محمود قال ل«التحرير» إن الإضراب نجح من 80 إلى 90% فى مختلف مدارس الجمهورية على حد قوله، وإن هناك عددا من المدارس شهد إضرابا كاملا، منها مدارس «صول وأطفيح» والمدارس الصناعية بالساحل، ومدارس ناصر بشبرا، ومدارس الاستقلال بشبرا.
رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوى بوزارة التربية والتعليم جمال العربى قال ل«التحرير»: هى الدولة هتجيب منين، فى ظل عجز الموازنة العامة للدولة وأزمة يمر بها البلد، ولذلك الدولة مش هتعطى لهم أى شىء، وبالتالى أعتقد أن المعلمين الذين يصرون على الإضراب لتحقيق مطالب، وإن كانت مطالب مشروعة، فهم يتعمدون تعطيل العملية التعليمية.. العربى لم ينف مشروعية مطالب المعلمين، ولكنه انتقد ما سماه الطريقة الخاطئة فى التعبير عن مطالبهم، وقال «من يعطل الدراسة يقدم مصلحته على مصلحة الوطن، وإن النزعة الفئوية طغت بعد ثورة 25 يناير».
مستشار وزير التربية والتعليم للتطوير الإدارى طارق الحصرى، كان خطابه أكثر هدوءا، على أن مطالب المعلمين جميعها مشروعة، وأن الوزارة تحاول أن تلبى باقى مطالبهم بحسب إمكانياتها، مشيرا إلى أن الوزارة تحاول عقد اجتماعات مع المعلمين لبحث مطالبهم وتوعيتهم بأن تلك المطالب تم تنفيذها خلال الفترة الماضية، وأن نسبة الإضراب لم تتجاوز نسبة 3% من إجمالى عدد المدارس التى بدأت الدراسة على مستوى الجمهورية.