تعهدت دول عربية الأربعاء بتقديم مليار دولار مساعدات للشعب السوري؛ حيث أعلنت الإمارات تقديم مبلغ 300 مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين، وذلك خلال مؤتمر المانحين الذي تشارك فيه نحو 60 دولة و20 منظمة إنسانية في المؤتمر وتستضيفه الكويت. ويهدف المؤتمر إلى جمع مساعدات بقيمة مليار دولار لجيران سوريا الذين يوفرون المأوى لنحو 700 ألف من اللاجئين المسجلين و500 مليون أخرى لتمويل الجهود الإنسانية لأربعة ملايين سوري داخل بلادهم. وأكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد بأن دولة الإمارات ملتزمة بإرسال المساعدات إلى اللاجئين السوريين في الدول المجاورة منذ بدء الأزمة. وأعلن مستشار الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، صالح الطائي، عن بناء مخيم جديد للاجئين السوريين بالأردن. وبدوره قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن بلاده ستقدم 300 مليون دولار لمساعدة الشعب السوري. وصرح بذلك في افتتاح المؤتمر الدولي للمانحين الذي تستضيفه الكويت لجمع 1.5 مليار دولار لملايين المتضررين من الصراع المستمر في سوريا منذ نحو عامين. كما أعلنت السعودية عن تقديم 300 مليون دولار في إطار الجهود الرامية لإغاثة الشعب السوري. فيما أعلنت مملكة البحرين أيضا عن تقديمها 20 مليون دولار خلال الجلسة الأولى من المؤتمر، تقدم للاجئي سوريا في البلاد المجاورة. من جهة أخرى وصف أندرو هاربر، ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن، تعهدات دول عربية بالمؤتمر بتقديم مليار دولار كمساعدات للشعب السوري، بأنه يمثل "خبرا سعيدا". وأوضح أن المساعدات التي يحتاجها اللاجئون تتفاوت حسب مواقعهم، إذ يحتاج بعضهم أموالا سائلة، بينما آخرون بحاجة إلى مساعدات أخرى تبدأ من الأغذية وصولا إلى البنى التحتية. وشدد هاربر على أهمية التنسيق المشترك بين المفوضية، وبين سلطات الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين. وقال أمير الكويت إن السلطات السورية تتجاهل مطالب شعبها "العادلة"، معنبرا أن الوضع في سوريا "كارثي". من جانبه حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كل الأطراف، "وخاصة الحكومة السورية"، على وقف القتل. وقال بان إن أكثر من 4 ملايين سوري بحاجة إلى مساعدات عاجلة، كما اعتبر أن الأزمة في سوريا بحاجة إلى حل سياسي. وقالت فاليري اموس، الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ، إن أكثر من 60 ألف قتيل سقطوا في سوريا خلال نحو عامين، واشارت في الوقت ذاته إلى أن نقص التمويل يؤثر على أعمال الإغاثة الإنسانية. وطالب العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين بإنشاء صندوق لدعم اللاجئين السوريين ومساعدة الدول المضيفة. وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إن لبنان لن يغلق حدوده أمام اللاجئين السوريين. لكنه طالب الدول العربية بمشاركة بلاده في تحمل أعباء اللاجئين السوريين واستيعاب عدد منهم على أن يكون ذلك بموافقة اللاجئين أنفسهم والدول العربية الراغبة في استضافتهم.