حذر العلماء المصريون من أن التباطؤ فى وضع مخططات تنموية لسيناء سيجعلها عبئا على الدولة خاصة فى ظل الظروف التى تمر بها مصر حاليا مشيرين الى ضرورة وضع خارطة طريق لتفعيل أولويات و مخططات التنمية فى سيناء و توحيد الرؤى والتوجهات حول اولويات تنميتها فى المرحلة المقبلة لكى تصبح سيناء بما تمتلكه من مقومات واعدة فى صدارة المناطق الاقتصادية المصرية وخط دفاع قوى فى مواجهة أى تهديدات عسكرية . جاء ذلك اليوم خلال ورشة العمل التى نظمتها الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء وتستمر على مدى يومين بعنوان التنمية المتكاملة فى سيناء .. رؤية واقع وخطط المستقبل ، وتجمع نخبة من الخبراء والعلماء من مختلف الجهات المتخصصة لحشد كافة الافكار والرؤىء ذات الارتباط بقضايا التنمية فى سيناء والتعرف على المعوقات التى حالت دون تفعيل ما سبق وضعه من خطط تنموية.
وأعلن الدكتور أيمن الدسوقى رئيس الهيئة بأنه سيتم رفع التوصيات التى ستخرج بها مناقشات ورشة العمل الى مجلس الوزراء للاستعانة بها فى تنفيذ المشروعات المقترحة لتنمية سيناء من خلال الهيئة العلياالمعنية بذلك .
وقال أن الدولة فى الوقت الحالى تعطى الاولوية للابحاث والدراسات العلمية لتقوم بدورها الصحيح فى دفع عجلة التقدم فى كافة المجالات والتغلب على كافة المعوقات التى تواجه خطط التنمية .قامت باجراء الدراسات والابحاث اللازمة لتنمية منطقة سيناء منذ عام تأكيدا منها على أهمية ومكانة سيناء .. لافتا الى أنها تنفذ حاليا مشروعا لتنمية منطقة شمال سيناء من ميزانيتها الخاصة ، و تقوم بالتعاون مع معهد التخطيط القومى باجراء مشروع لتنمية منطقة سيناء بأكملها ممول من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية
وشدد العلماء المشاركون فى ورشة التنمية المتكاملة فى سيناء .. رؤية واقع وخطط المستقبل على ضرورة ان تلتف الامة حول مشروع تنموى قوى يحقق التنمية المستدامة فى مختلف المجالات ولتكن تنمية سيناء هذا المشروع مع الاخذ فى الاعتبار المخاطر الطبيعية التى تتعرض لها هذه المنطقة ، وألا تقتصر التنمية على التنمية السياسية فقط .
ومن جانبها ..أعربت الدكتورة فادية عبدالسلام رئيس معهد التخطيط القومى عن املها فى ان تتمكن هذه الورشة من تحديد رؤية عامة لتنمية سيناء على أرض الواقع ووضع برنامج زمنى محدد والتوصل الى آليات عمل محددة خاصة وان هذه الورشة تعد نواة فى العمل البحثى يشارك فيها جميع المتخصصين من مختلف الجهات المعنية.
وأكدت ان نجاح الورشة يعتمد على آراء الخبراء فى حصر عوامل القوة ونقاط الضعف نحو ادارة وتنمية سيناء على مستوى المشروعات التنفيذية المستقبلية ذات العائد الاقتصادى والامنى على سيناء والدراسات البحثية المقترحة لخدمة المشروعات المستقبلية بها .
فيما اشار الدكتور ايمن أبوحديد وزير الزراعة واستصلاح الاراضى السابق الى ان تنمية سيناء تحتاج الى تضافر جهود مختلف الجهات والوزارات ..مؤكدا اهمية تفعيل الجهاز الادارى المسئول عن تنمية سيناء ، وفصل اراضى الدفاع عن الاراضى الزراعية لتحقيق اقصى تنمية زراعية فى المنطقة.
وطالب باعطاء اولوية التنمية الزراعية للاستصلاح الاراضى المرتفعة فوق سطح البحر التى تبعد عن أخطار الكوارث الطبيعية من تصحر وجفاف وغرق ، واستخدام الابحاث العلمية الحديثة لدراسة النمط المحصولى المناسب ، وانشاء مجمعات زراعية تعاونية جديدة يستفيد منها الفلاح والدولة معا
وأكد الدكتور اشرف مشهور المستشار بمجلس الوزراء خلال الورشة ان القرار الوزارى بانشاء هيئة عليا لتنمية سيناء يصب فى مصلحة المواطن السيناوى خاصة والاقتصاد الوطنى عامة ..لافتا الى انه تم انشاء لجنة تضم مجموعات عمل مختلف من كافة التخصصات وتم تنظيم رحلات مكوكية لها لجميع الوزارات والهيئات المعنية لمتابعة المشروعات والمقترحات وضمان تنفيذها على ارض الواقع والتى تركز جميعها على تنمية سيناء.
وعقب ذلك انبثق عن الورشة ست مجموعات عمل لمناقشة المحاور الرئيسية للتنمية المتكاملة فى سيناء وهى الزراعة والموارد المائية والرى، و الاسكان والمجتمعات العمرانية ، فيما يدور المحور الثالث حول الصناعة والثروة المعدنية ، ويتناول الرابع حول تنمية المناطق الساحلية والبيئة ، ويناقش المحور الخامس الطاقة والبترول ، وخصص السادس لموضوع التنمية البشرية والسياحة والاثار.
يشارك فى الورشة التى تستمر على مدى يومين نخبة من خبراء وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى والبترول والاسكان والسياحة والاثار ونخبة من علماء الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء ومعهد التخطيط القومى والمركز الوطنى لتخطيط استخدامات اراضى الدولة وعدد من اساتذة الجامعات المصرية. ومن المقرر ان تصدر ورشة العمل التى نظمتها الهيئة حول التنمية المتكاملة لسيناء غدا توصياتها التى توصلت اليها مجموعات العمل كل فى تخصصه لرفعها الى مجلس الوزراء والجهات المسئولة للاستعانة بها فى تحقيق التنمية المتكاملة لسيناء