القضاء الإدارى أطلق كلمته صباح أمس (السبت) وأعلن وقوفه إلى جوار حرية الإعلام، وذلك بعد أن صدر حكم بعودة بث قنوات «دريم» من خارج مدينة الإنتاج الإعلامى وبالأخص من استوديوهاتها بمدينة «دريم لاند»، وذلك بعد أن صدر قرار من اتحاد الإذاعة والتليفزيون قبل شهرين بقطع البث عن قنوات دريم فى حال بثها من خارج استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى، وهو القرار الذى قامت هيئة «نايل سات» بتنفيذه، غير أن قنوات «دريم» قامت بالاستشكال على القرار لدى القضاء الإدارى، الذى أصدر صباح أمس حكمه النهائى. وائل الإبراشى مقدم برنامج «العاشرة مساء» على القناة، أكد أن الحكم بمثابة انتصار لدولة القانون أولا، وانتصار لحرية الإعلام ثانيا، وأنه هزيمة لخفافيش الظلام من جماعة الإخوان المسلمين الذين يستخدمون نفس أساليب الحزب الوطنى ولكن بشكل أسوأ لخنق حرية الصحافة والإعلام، موضحا أن الحكم يؤكد قانونية موقف قناة «دريم»، خصوصا أنهم حصلوا على الموافقة المطلوبة للبث من خارج المدينة وأقاموا استوديو أصبح منارة من منارات حرية الإعلام، إلا أنه وللأسف الشديد -حسب الإبراشى- وبدافع الانتقام من القنوات الفضائية التى تنتقد جماعة الإخوان، تبنى وزير الإعلام صلاح عبد المقصود قضية لخنق قناة «دريم» منذ مجيئه إلى الوزارة، وأوضح الإبراشى أن ما يهم اليوم هو أن الحكم نهائى وواجب التنفيذ لأنهم حصلوا على حكمين سابقين ولم يتم تنفيذهما، وأن هذه هى المرحلة الأخيرة، قائلا: «لم يعد هنا مكان للّفّ أو الدوران، وعلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ووزارة الإعلام والنايل السات أن ينفذوا الحكم فورا»، واعتبر الإبراشى أن أكثر ما يخشاه هو أن الوزير الذى تبنى القضية منذ البداية قد يتعامل معها على أنها هزيمة لجماعته وله شخصيا فيتلكأ فى تنفيذ الحكم عن عمد رغم أنه نهائى، وعدم تنفيذه يعرّض صاحبه للحبس ودفع غرامة مالية، ولكنهم اعتادوا من جماعة الإخوان الاعتداء على دولة القانون، واختتم وائل تصريحاته بتأكيد أنهم سينظّمون مؤتمرا صحفيا حاشدا لم يتحدد موعده بعد، سيكون بمثابة مهرجان لانتصار حرية الإعلام على خفافيش الظلام، وأكد أن عدم تنفيذ الجهات المسؤولة الحكم الصادر سيكون فضيحة وإن كان يثق بالمجتمع الحر الذى لن يقبل بعدم تنفيذ هذا الحكم، الذى وصفه بالتاريخى. جيهان منصور مقدمة برنامج «صباحِك يا مصر» علّقت على الحكم أيضا فى تصريحات ل«التحرير» مؤكدة أن جميع العاملين داخل قنوات «دريم» من أصغر عامل حتى الدكتور أحمد بهجت، مالك القنوات، يشعرون بالسعادة بعد صدور الحكم، قائلة: «الحق رجع لأصحابه، إحنا كنا مظلومين»، موجهة شكرها إلى قضاء مصر المحترم، وخصّت بالشكر الدكتور جابر نصار الذى تصدى للقضية منذ البداية، مشيرة إلى ثقتها فى قدرته، وقالت منصور إن القرار الذى صدر من اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى السابق كان رسالة إلى الجميع واختصّ قنوات «دريم» كونها أول قناة فضائية خاصة فى مصر، أى أنها رمز، غير أنها أوضحت أن القضاء أنصف كل إعلامى شريف، وأنهم مستمرون فى قول الحقيقة، واعتبرت جيهان أن الحكم كذلك يؤكد أن قرار اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق كان لتصفية الحسابات، خصوصا أن الجميع يعلم ما قاله عصام العريان القيادى بالإخوان المسلمين فى مداخلته الشهيرة فى برنامجها حينما اتهمها بأن تتلقى تمويلا لمهاجمته، وكذلك ما حدث من وائل الإبراشى تجاه قيادات جماعة الإخوان وتصديه لهم. وحول الخطوة المقبلة وتنفيذ الحكم فقد أعربت جيهان عن قلقها من أن لا يتم تنفيذ الحكم خصوصا أن الصحفى جمال عبد الرحيم كان قد حصل على حكم بالعودة لرئاسة تحرير جريدة «الجمهورية» ولكن لم يتم تنفيذه، مشيرة إلى أنها تتمنى أن يتم احترام حكم القضاء الإدارى هذه المرة. من جانبه لم يعلق إسماعيل الششتاوى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، على الحكم الصادر، مكتفيا بالقول بأنهم ينتظرون الاطلاع على حيثيات الحكم من أجل دراستها، ورؤية ما سيفعلونه فى خطواتهم المقبلة، بينما اكتفى صلاح حمزة العضو المنتدب للشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات»، بتأكيد أنهم لم يعلموا بالحكم بعد، لافتا النظر إلى أن الحكم صادر ضد الجهة الإدارية متمثلة فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ووزارة الإعلام، وليس ضد «نايل سات»، وهو نفس الأمر بالنسبة إلى الحكم الصادر ضد قناة «الحافظ»، مضيفا: «أحكام القضاء الإدارى عموما غير ملزِمة لإدارة النايل سات وتتعلق دوما بالجهة الإدارية المختصة».