«مبارك فى القفص»، لحظة ربما ينتظرها كثيرون ليس فى مصر فقط، بل فى العالم كله، فالرئيس الذى حكم مصر طوال ثلاثة عقود بقبضة «حديدية»، تحول إلى متهم داخل قفص «حديدى» أيضا! الرئيس السابق مبارك (إذا ظهر غدا) لن يكون الرئيس العربى الأول الذى يظهر داخل قفص محاكمته، فقد سبقه الرئيس العراقى صدام حسين، الذى انتهت محاكمته بإعدامه شنقا فجر يوم السبت 30 ديسمبر 2006، الذى وافق أول أيام عيد الأضحى. «القفص الرئاسى» الذى سيظهر فيه مبارك يختلف تماما عن ذلك الذى ظهر فيه الرئيس العراقى الراحل منذ نحو خمس سنوات، فقفص مبارك ينطبق عليه وصف «القفص» بشكل دقيق، فهو حديدى محاط بأسلاك كثيرة وأعمدة حديدية، لحماية الرئيس السابق وأعوانه من أى هجوم، وبالتأكيد من نظرات ستكون أقوى من أى رصاص. أما قفص الرئيس العراقى السابق فلم يكن قفصا بالمعنى الحرفى وبالشكل المعروف، فقد كان عبارة عن مجموعة كراسى متراصة على شكل 3 صفوف داخل سياج خشبى، لا يتعدى ارتفاعه مترا ونصف المتر، وهو ما سمح برؤية الرئيس العراقى بوضوح طوال فترة محاكمته، التى امتدت لأكثر من 38 جلسة طوال عام كامل. صدام كان داخل قفصه المكشوف أمام القاضى تماما، فكان يدخل مع قاضيه فى مناقشات وجدالات، وشهدت الجلسة الأولى التى بدا فيها صدام متماسكا نفسيا وعصبيا مشادة بينه وبين القاضى، عندما طلب منه تعريف نفسه، فقال «أنت تعرف من أنا، فأنا الرئيس العراقى صدام حسين». قفص الرئيس مبارك تبلغ مساحته 90 مترا، أى فى مساحة شقة فى مشروع إسكان مبارك بمدينة العبور، لكن الرئيس السابق فى الغالب لن يكون ظاهرا للعيان، كما أنه من المستبعد أن يدخل فى جدالات مع القاضى ليقول له «أنا الرئيس» على طريقة صدام