تركزت أضواء الاعلام هنا في كندا طوال الأسبوع الماضي علي الرئيس السابق حسني مبارك, من خلال جرائم الفساد التي إرتكبها, والأوامر التي أصدرها بقتل شباب ثورة52 يناير. تحول الرئيس السابق أثناء محاكمته يوم الأربعاء الماضي الي نجم داخل القفص الحديدي. كان الخبر. الرئيسي في جميع نشرات الأخبار: محاكمة العصر لديكتاتورمصر الذي حكمها بالحديد والنار لثلاثة عقود وغطت صورة مبارك وهو يرقد علي سريره داخل القفص, الشاشة الصغيرة وتسلطت عليه الكاميرا وهو يرد علي القاضي بأنه لم يرتكب أي خطأ في حق شعبه!! ثم ظهر ولداه علاء وجمال بملابس السجن البيضاء يحاولان التغطية علي والدهما من عدسات المصورين يحملان المصحف الشريف الذي لم يعمل والدهما بتعاليمه طوال حكمه. أما جلوب أندميل الصحيفة الأكثر وقارا في كندا فقد طغت محاكمة مبارك علي كل أخبار العالم وكان المانشيت الرئيسي: مبارك من القبضة الحديدية الي القفص الحديدي بقلم باتريك مارتن المتخصص في شئون الشرق الأوسط, ونشرت صورة الرئيس السابق يرقد علي سريره داخل القفص مع ولديه علي سبعة أعمدة فشغلت نصف الصفحة الأولي, يوم الأربعاء وبعد إذاعة الخبر الرئيسي عن محاكمة العصر من القاهرة, انتقل التليفزيون الكندي الي حماة وعرض لقطات من جرائم القتل وهتك كرامة السوريين التي يرتكبها جنود بشار الأسد في حق السوريين, وأعادت مراسلة التليفزيون الي ذاكرة المشاهدين المذبحة التي إرتكبها الأسد الكبير في نفس المدينة منذ عشرين عاما, عندما قتل عشرين ألفا من أبنائها من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين في84 ساعة, وعلقت المراسلة الكندية لعل الأسد الصغير والقذافي يتعلمان درسا من المحاكمات التي تجري في القاهرة الآن لمبارك ونظامه, لكن سواء تعلم الحكام العرب الدرس أو تمادوا في بطشهم, فالمؤكد أن اوراق الفساد الصفراء سوف تسقط من أشجار خريف الشرق الأوسط الطويل الذي إمتد لأكثر من ثلاثة عقود, والذي يقترب الآن من النهاية. المزيد من مقالات مصطفي سامي