يزور القاهرة هذا الأسبوع الشاعر اللبنانى بول شاوول صاحب ديوان «دفتر سيجارة» الذى صدر مؤخرا فى طبعة مصرية عن هيئة قصور الثقافة وطالبت جريدة «الحرية والعدالة» مؤخرا بمصادرته ووقف توزيعه، واتهمت وزارة الثقافة بأنّها تشجع الشعب المصري على التدخين، عبر نشرها الديوان من أموال المصريين!. شاوول سيتحدث فى السابعة والنصف مساء اليوم الأربعاء فى ندوة عن الديوان تقيمها دار ميريت يديرها وائل عبد الفتاح ويتحدث فيها عبلة الروينى، فاطمة قنديل، وعبد الحكم سليمان. كما يتحدث مساء غدا الخميس فى مكتبة البلد «شارع محمد محمود» تحت عنوان « الثورة والحرية» ويديرها الشاعر وائل عبد الفتاح ويتحدث حلالها الشاعر عن ديوانه المثير للجدل، ويتلوه حوار مفتوح معه عن تجربته الشعرية، ويوقع عددا من نسخ الديوان. كما تقيم له هيئة قصور الثقافة يوم السبت القادم أمسية يقرأ من خلالها قصائد من الديوان، ويتحدث عن تجربته الشعراء جرجس شكرى، فاطمة قنديل، رفعت سلام، ومحمد ابو المجد. الأزمة الجديدة تكشف تصوّر الجماعة للأدب والفن، الذي يحاولون ترسيخه، بل تقنينه عبر إدراج مادة في الدستور المصري تنص على «تشجيع الدولة للآداب والفنون مع مراعاة قيم الأمة وثوابتها»، وبالتالي لن تكون هذه الأزمة الأولى، وخصوصاً أنّ السلسلة التي نشرت ديوان شاوول هي نفسها التي نشرت قبلاً رواية «وليمة لأعشاب البحر» لحيدر حيدر. وقد تداول النشطاء خبر الدعوة إلى مصادرة الديوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية الحادة، ورأى البعض أنّ الأمر لا يتعلّق ب «أخونة الثقافة»، بقدر ما يرتبط ب «التخلف الأعمق بكثير حتى مما كنا نظن». يدور الديوان كاملاً عن تجربة الشاعر مع السيجارة، التي لم تتخلف عن مرافقته، كأنها ملاكه الحارس، لم تفارقه على امتداد سنواته من المراهقة المبكرة حتى المشيب، رافقته أثناء الدراسة وتظاهرت معه في الجامعة، وهربت معه من منطقة إلى منطقة أثناء الحروب، وهاجرت معه، ونجت معه مراراً، لم تتخلف عن مرافقته، ولا هو تخلف عنها، فهما اثنان في الطريق الطويل المجهول.