في مقال بعنوان «المعونة إلى مصر: لماذا العجلة؟»، قال إليوت إبرامز، مسؤول ملف الشرق الأدني وأفريقيا بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إن تعليق كاي جرانجر، النائبة الجمهورية في الكونجرس عن ولاية تكساس، المساعدة الأمريكية إلى مصر بقيمة 450 مليون دولار، تسبب في «ذعر» في إدارة أوباما. «إبرامز» تابع أن جرانجر عضو في لجنة الاعتمادات وترأس اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية، ولذلك تعتبر شخصية قوية، مضيفا أن جرانجر محقة بشأن عدم منع المعونة الأمريكية إلى مصر إلى الأبد، وسبب «التسرع هكذا في إرسالها الآن؟» وأضاف« إبرامز» أن مسار مصر الديمقراطي في ظل حكومة الإخوان المسلمين الجديدة، ليس أمرا مؤكدا، مشيرا إلى بيان أغسطس الذي أصدرته لجنة حماية الصحفيين الأمريكية، بعنوان «الحكومة المصرية تحاول قمع الإعلام». متابع القول: «حكومة الرئيس محمد مرسي وحلفائها، يصدون التغطية الإخبارية الانتقادية، يقمعون الصحفيين النقاد والصحف الحكومية، ويقدمون صحفي للمحاكمة، ويهاجمون صحفيين في الشوارع، وفقا لما تشير إليه التقارير الإخبارية». نقل إبرامز عن روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين: «هذه خطوة عكسية مثير للقلق، لم يكن ينبغي على الرئيس المصري المنتخب حديثا اتخاذها»، مضيفا: «نحث الرئيس مرسي إلى التراجع عن هذا المسار فورا، وإظهار التزامه بحرية الصحافة». أشار الخبير الأمريكي أيضا إلى استجابة مرسي على هجوم السفارة الأمريكية، قائلا أن مصر ليست ليبيا التي يمكن فيها التساؤل عن قدرة الشرطة والجيش على حفظ الأمن والنظام، مضيفا أن قوات الأمن في مصر قوية بدرجة كافية، لكن لم يتم إصدار أوامر لها بالتصرف، متابع أنه كان من المفترض أن يتم منع هذا الهجوم، وعلى مرسي تقديم اعتذار حقيقي لفشله في حماية ممتلكاتنا، مشيرا إلى أن يكون هذا الاعتذار، اعتذار صادق وشامل، من النوع الذي قدمه الليبيون. يمكن النظر إلى المضي قدما في مسألة المعونة، كتجاهل لمثل هذه المخاوف وبمثابة بعث رسالة إلى مصر مفاداها: «لا يقلقنا ما تقومون به»، بحسب إبرامز. أضاف الخبير: «وبعد كل ذلك، لماذا الآن؟ مما يبدو أن مصر ليست متسرعة بهذا القدر للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وعلاوة على ذلك، أين ال450 مليون دولار من كل دولة من أصدقاء مصر في الخليج؟ دول الخليج وضعت دوائع في البنك المركزي المصري، لكن من المفترض أن يظل هناك، وألا يتم إنفاقه». وتساءل: «إذا كنا جادين بشأن إنقاذ حكومة مرسي، لماذا نقوم فقط بتسليم المال إلى مصر بدلا من السعي إلى نوع من الاتفاق مع متبرعين آخرين يمكنهم أيضا مد يد العون؟ لماذا لا نطلب منهم أن يضاعفوا مما نساهم نحن به؟». وقال إن الأمريكيين لا يمكنهم فهم سياسات الحكومة المصرية الجديدة، الاقتصادية والخارجية، أو احترامها للديمقراطية بوضوح. مضيفا أن جرانجر لم تقل إن مصر عدوة، أو أنها قضية خاسرة، كل ما قالته إنه لا يمكنها دعم المعونة «في الوقت الحالي». أبرامز اختتم مقاله ب«تعليق القرار بدا أكثر حكمة من التسرع في تبني الحكومة المصرية الجديدة».